التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

محاكمة الشيخ قاسم: استعدّوا..ساعات ما قبل الانفجار! 

كل الإشارات تؤكد عزم النظام البحريني في التوجّه نحو الهاوية. فبعد إرجاء القضاء البحريني، الحكم في قضية الشيخ عيسى قاسم كبرى المرجعيات الدينية في البحرين، أكثر من مرّة، آخرها من 14 آذار/مارس الماضي الذي تزامن مع تاريخ دخول قوات درع الجزيرة لقمع التظاهرات الشعبية في البحرين إلى السابع من أيار (يوم غد الأحد)، يرى مراقبون أن يوم الغد هو الموعد النهائي للحكم، في حين يرجح آخرون تأجليه مرّة جديدة.

لا ندري مدى قدرة النظام البحريني على الصمود في حال تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تدفع لإعلان الغضب الديني المقدس وإعلان الاستعداد للدفاع حتى الموت عن الدين والقيادة الربانية والوطنية سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم التي تمثّل محكمتها محاكمة للهوية الدينية والوطنية، وبالتالي أي مساس بهذه الهويّة سيجعل الأمور تخرج عن السيطرة.

دلالات التصعيد

هناك جملة من النقاط تؤكد عزم النظام البحريني على تجاوز الخطوط الحمراء، وإقدام القضاء على إصدار قرارا بنفي المرجع الشيخ عيسى قاسم بعد قرار وزارة الداخلية البحرينية في الـ20 من حزيران 2016 إسقاط الجنسية عنه، من جملتها:

أوّلاً: لا يمكن فصل القرار البحريني عن القرار السعودي، ولعل التصعيد الأخير للأمير محمد بن سلمان يؤكد سير النظام البحريني بركب التصعيد السعودي عبر استهداف رمز الثورة البحرينية آية الله المرجع الشيخ عيسى قاسم. ربّما يعمد بن سلمان الطامح لخلافة أبيه إلى استخدام البحرين كساحة لتصفية الحسابات السياسية والطائفية، وهذا ما بدت إرهاصاته واضحة في مقابلته الأخيرة.

ثانياً: نشرت مصادر إعلامية فيديو أظهر استقدام النظام البحريني تعزيزات عسكرية عبر جسر السعودية البحرين قبل يومين من محاكمة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، وقد قال ممثل الشيخ قاسم، الشيخ عبدالله الدقاق أنّه “لا توجد معلومات دقيقة ولكن يوجد تصوير مسرب يصور حجم الدبابات والناقلات والجنود وهذه المشاهد ستزيد المؤمنين ايمانا وثباتا”.

ثالثاً: أكدت مصادر قانونيّة أن جلسة محاكمة الشيخ قاسم يوم الأحد القادم ستكون الحاسمة والأخيرة، في حين كشف قيادي رفيع المستوى في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة لقناة الميادين أن هناك تسريبات تحدّثت عن سيناريو خطير وضعته السلطة في البحرين لما بعد جلسة محاكمة الشيخ قاسم، وقد يتخذ القضاء “حكماً مغلّظاً” بالسجن ضد الشيخ قاسم، “مع وقف التنفيذ، وقرار الإبعاد القسري من البلاد”.
رابعاً: شهدت العديد من المناطق البحرينية، إضافةً إلى منطقة الدراز المحاصرة، والمنطقة الدبلوماسية التي تقع فيها المحكمة انتشارا امنيا كثيفا. هذا الانتشار تزامن مع تظاهرة حاشدة في محيط منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم بالدراز غرب العاصمة البحرينية المنامة، ومظاهرات أخرى في مناطق أبوصيبع وكرانة وسترة والمعامير والمالكية وشهركان وكرباباد وسماهيج والبلاد القديم والمقشع وأبو قوة وصدد والمرخ ومناطق أخرى.

خامساً: يتحدّث البعض عن رهانات بحرينية على انشغال العالم يوم غد الأحد بالانتخابات الفرنسية. الاهتمام العالمي والشرق أوسطي بنتائج الانتخابات، قد يسوّل للنظام البحريني إنهاء قضيّة الشيخ قاسم بعيداً عن الضجّة الإعلاميّة المرتقبة، باعتبار أن هذا الأمر سيعطي هامشاً أكبر للنظام في التعاطي مع الشيخ قاسم، وكافّة المعترضين على الحكم.

الجهوزيّة لحمام الدمّ

ورغم طفرة احتمالات التصعيد، يرى مراقبون أن السعودية ليست في وارد تعكير الأجواء البحرينية، وذلك قبل أيّام من زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة.

ربّما لا تقتنع الرياض بهذه الرؤية، بل تتّخذ من الزيارة نفسها فرصة لإخماد أي تحرّك بحريني، إلا أن التكلفة التي سمعنها من أبناء الشعب البحريني الذي خاطبوا الشيخ قاسم بعبارات “دونك والأرواح” هي حمامات دمّ حذّرت منها أطراف داخلية ودوليّة عدّة.

ولعل ما هو أخطر من ذلك كلّه أن تسفر هذه المحاكمة في إشعال فتيل التوترات الطائفية في المنطقة عبر تحويل البحرين إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية والطائفية، وذلك عبر إحراق آخر ضمانة وطنية في البحرين، فضلاً عن المكانة التي يحظى بها الشيخ قاسم لدى المراجع والحوزات الدينية في مختلف الدول الإسلامية.

أيضاً، تعدّ محاكمة الشيخ قاسم بمثابة المحاكمة للوجود الشيعي في البحرين، لاسيّما أن التهم الموجّهة تتعلّق بفريضة الخمس وهي إحدى الفرائض الدينية، وبالتالي قد نكون اليوم على مشارف مرحلة جديدة لا أحد يعلم إلى أين ستأخذ البلاد، إلا أن ما هو مؤكد أن ما بعد الاستهداف يختلف عما قبل الاستهداف حيث ستكون كافّة الخيارات مفتوحة، وفق مصادر بحرينية عدّة.

ورغم أنّه لا يمكن حصر قضيّة الشيخ قاسم البحرين، فالمساس بالقيادات الدينيّة العليا يتعدى حدود دولة البحرين، إلا أن الرهان اليوم على الشعب الذي لم، ولن، يسمح لآل خليفة بالمساس بزعيمهم الروحي، وكما فعلوا سابقاً في الدفاع أمام الهجمات الخليفية سيلجأون اليوم إلى الخطوات ذاتها، وإن كان الأمر بوتيرة أكبر.

لذلك ندعو النظام البحريني إلى التعقّل لأن إراقة الدماء لا تصب في صالح أيّ من الأطراف، وليأخذ العبرة من فتوى السيد السيستاني في تأسيس الحشد الشعبي، وكذلك فتوى الميرزا الشيرازي في إيران سابقاً، ولكن كما يقول الشاعر: إذا لم تكن إلا الأسنّة مركباً، فما حيلة المضطرِّ إلا ركوبها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق