الدولة الكردية قادمة بدعم أميركا.. وخطر “التفكيك” يهدد تركيا بعد سوريا والعراق
وجهت إدارة الرئيس دونالد ترامب “طعنة مسمومة” في الصدر للرئيس التركي رجب طيب اردوغان عندما أعلنت اليوم (أمس الاربعاء) عن قرارها بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية وتكليفها بمهمة استعادة مدينة الرقة من براثن “داعش”.
جيف ديفنز، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اعلن مساء الثلاثاء ان الرئيس ترامب اعطى اذنا للوزارة بتجهيز تلك الميليشيات الكردية “بكل ما هو لازم” لتحقيق انتصار واضح على تنظيم “داعش” في مدينة الرقة.
الأسلحة المقترحة تتضمن دبابات ومدرعات ومدفعية ثقيلة وجرافات، وصواريخ مضادة للدروع، واسلحة خفيفة، وهذا التسليح هو للجيوش وليس للميليشيات، وسيجعل من قوات سورية الديمقراطية الكردية نواة الجيش للدولة الكردية التي تخطط أمريكا والغرب لاقامتها على طول الحدود السورية التركية.
خطورة هذه الخطوة بالنسبة الى الرئيس اردوغان تأتي كونها جاءت تحديا له، وتعارضا مع مطالبه، وهدية ملغومة له قبل أسبوع من زيارته الرسمية المقررة الى واشنطن بعد أسبوع (في 16 أيار الحالي).
الرئيس اردوغان الذي اعرب عن حزنه قبل أيام وهو يرى القوات الامريكية تقوم بدوريات مشتركة مع قوات الحماية الشعبية الكردية على طول الحدود مع سورية، سيصاب بالخذلان والإحباط والاكتئاب أيضا، وهو يرى الإدارة الامريكية الجديدة تتخلى عنه، وهو الحليف وعضو في حزب الناتو لصالح الاكراد.
الإدارة الامريكية اعتمدت الاكراد كحليف لهم في المنطقة لسببين رئيسيين، الأول انهم محاربون اشداء، والثاني الرغبة الامريكية الأوروبية المشتركة في تصحيح خطأ تعتبره تاريخيا، وهو إقامة دولة للاكراد تطبيقا لاتفاق “سيفرز″ الذي توصلت اليه عام 1920، بعد الانتصار في الحرب العالمية الأولى، وهي اتفاقية جرى نسخها في اتفاق لوزان عام 1923 بسبب ضغوط كمال اتاتورك الذي عارض قيام هذه الدولة الكردية.
وحدات حماية الشعب الكردية وصفت القرار الأمريكي بتسليحها بأنه قرار “تاريخي”، ومعها كل الحق في ذلك، لانه، أي القرار، يعكس رهانا غربيا عليها، والاكراد عموما، وليس على الاتراك والعرب والإيرانيين كحلفاء يمكن الوثوق بهم في الحرب ضد الإرهاب، وغيرها من الحروب الأخرى.
ما يجعل من غضب اردوغان يصل ذروته، ان الاكراد لا يحظون بحماية الامريكان، ودعمهم فقط، وانما الروس أيضا، مما يعني انه سيقف وحيدا ودون دعم من أي من القوتين العظميين في مواجهة مشروع إقامة دولتهم، التي يرى انها ستشكل تهديدا لتركيا، وخطوة محورية لتقسيمها وزعزعة استقرارها.
معركة الرقة باتت وشيكة جدا، وستخوضها قوات سورية الديمقراطية بأسلحتها الجديدة الثقيلة المتطورة، والدعم الأرضي والغطاء الجوي الأمريكي.
أين العرب، اين الاتراك، وأين المعارضة السورية بشقيها المعتدل والمتطرف، اين ست سنوات من التنسيق والتعاون التركي مع أمريكا والغرب لإيصال المسلحين والمقاتلين والأموال الى سورية؟
الإجابة نتركها للرئيس اردوغان وحلفائه السوريين والعرب.
المصدر / فارس