تركيا بين رعب الأكراد والدعم الأمريكي بأسلحة ثقلية
تطورات متسارعة تشهدها الساحة السورية علي الصعيد العسكري فبعد حشد أمريكا والأردن قواتهما على الحدود الجنوبية لسوريا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه إرسال أسلحة ثقيلة للأكراد السوريين، الأمر الذي أثار انتقادات تركيا نتيجة واسعة الدعم الأمريكي للأكراد.
وقال مسؤول أمريكي خلال تصريح لرويترز أن حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت إرسال الأسلحة الثقيلية لـ “وحدات حماية الشعب الكردي” في سوريا، رغم معارضة تركيا لذلك، موضحا أن هذه الأسلحة ستذهب إلى وحدات ترتبط بحزب الـ “بي كي كي” الكردي دون الإفصاح عن الجدول الزمني لبدء تسليم السلاح للمقاتلين الأكراد.
وفي هذا السياق تقول المصادر المطلعة أن الإدارة الأمريكية كانت تخطط لتسليم ” قوات سوريا الديموقراطية” أسلحة ثقيلة تستخدمها في عمليات تحرير الرقة من “تنظيم داعش الإرهابي” لكنها إمتنعت عن ذلك بسبب الإعتراضات التركيا وعمدت إلى تأجيلها، أما الأن فقرار البنتاغون بتسليم الأسلحة للأكراد السوريين بات على طاولة ترامب وفي إنتظار توقيعه ليدخل حيز التنفيذ. وبموجب القانون الأمريكي فبعد توقيع الرئيس للقرار يبلغ الكونغرس والجهات المعنية به ليبدأ التنفيذ بعد 30 يوماً من التوقيع.
المساعي الأمريكية الجديدة في سوريا تنذر بأزمة قريبة بين انقرة وواشنطن. فتركيا لم تستطع أن تخفي قلقها من إزدياد النفوذ الكردي في الشمال السوري. وأعربت عن إنتقادها الشديد من الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا، الأمر الذي يشكل خطراًعلى تركيا وسياستها في دعم الجماعات الأرهابية المسلحة في سوريا، إضافة إلى عرقلة الحلم التركي بإقامة منطقة عازلة في سوريا التي تهدف الى سيطرة القوات التركية على أجزاء واسعة من الشمال السوري وإخضاعها إلى النفوذ التركي.
وفي اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في 17 من الشهر الجاري في واشنطن، من المتوقع أن يحاول أردوغان إقناع ترامب بتخفيض الدعم العسكري الأمريكي لـ “قوات سوريا الديموقراطية” الكردية.
أمريكا وتركيا إلى أين؟
ولكن في حال وقع ترامب قرار تسليم الأسلحة للأكراد قبل زيارة أردوغان إلى واشنطن فما الذي سوف يحصل؟ هل سيلغي أردوغان زيارته إلى أمريكا ويبدأ سيناريو جديد لأزمة جديدة بين الولايات المتحدة وتركيا أم سيهرول أردوغان مسرعا الى ترامب للحول دون تنفيذ القرار وذلك باللجوء إلى التهديد بحق تركيا المزعوم في إستهداف المناطق السورية على حدودها في عمق يصل إلى 30 كيلومتراً وذلك لأسباب أمنية، الأمر الذي قد يجبر أمريكا على سحب قواتها التي تؤمن حماية الجهة الخلفية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” من تلك المنطقة كونها سوف تكون في مرمى المدفعية والدبابات التركية.
ومن المتوقع أن تبقي أمريكا قواتها على طول الشريط الحدودي التركي السوري لأن إنسحابها من تلك المنطقة سوف يكشف ظهر المقاتلين الأكراد، وبالتالي إيقاف تقدمهم بإتجاه الرقة، مما يؤدي إلى إرتفاع حدة التوتر بين واشنطن وأنقرة، خاصة في حال نفذت تركيا تهديدها.
مساعي أمريكا إلى تجزئة سوريا وتقسيمها باتت وضحة من خلال دعمها للحركات الإنفصالية على الساحة السورية. فحلم الأكراد بإقتطاع أراضٍ من شمال وشمال شرق سوريا وجنوب تركيا إضافة إلى شمال العراق لتأسيس الدولة الكردية الكبرى، أبصر النور في ظل الحكومة الأمريكية الحالية التي باتت مساعيها لتقسيم سوريا واضحة من خلال التطورات الحالية.
وفي الوقت الحاضر لايزال الأتراك ينتظرون إستراتيجية ترامب المقبلة حول تحرير الرقة، وعلى أي حليف أمريكي سيعتمد ترامب في ذلك. هل سيكون من نصيب الأتراك أم الأكراد؟ وهذا ما سوف تبنى عليه العلاقات الأمريكية التركية في المستقبل.
المصدر / الوقت