موقع أمريكي: كيف تلعب أمريكا بتركيا والاكراد؟
قال موقع وورلد سوشاليست الأمريكي اليوم الخميس على لسان الكاتب “بيل فان أوكين”: إن الإعلان الأمريكي بأن الرئيس دونالد ترامب قد أعطى تفويضا بتسليح الولايات المتحدة المباشر للميليشيات الكردية السورية “وحدات حماية الشعب” لاقى احتجاجات ساخنة من قبل الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان، الذي من المقرر أن يزور البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وقال الكاتب: إن البنتاغون قرر أن وحدات حماية الشعب تمثل القوة المحلية الوحيدة التي يمكن أن تكون بمثابة وكيل أمريكي موثوق به على الأرض في سوريا في محاولة لكسر تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا بدءاً من مدينة الرقة الشمالية، حيث تعارض الولايات المتحدة سيطرة قوات أخرى على المدينة في حين أن ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي دعمته وكالة المخابرات المركزية في الحرب من أجل تغيير النظام قد تم توجيهه إلى حد كبير حيث هيمن عليه الفرع السوري لتنظيم القاعدة والمجموعات المماثلة، وسابقا، وفي ظل إدارة أوباما، قامت واشنطن بتوجيه الأسلحة بشكل غير مباشر إلى الميليشيات الكردية من خلال ما يسمى بالقوات الديمقراطية السورية، التي تضم وحدات حماية الشعب ووحدة عربية سنية، كما تم نشر المئات من قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سوريا لتقديم المساعدة والتدريب للميليشيات الكردية.
وتابع الموقع: وبموجب الخطة الجديدة، سوف يقوم الجيش الأمريكي بشحن أسلحة صغيرة وذخائر ومدافع رشاشة وعربات مدرعة ومعدات هندسية إلى وحدات حماية الشعب وفقا لما ذكره مسؤولون في البنتاغون، وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد: إن شحنات الأسلحة كانت قد وضعت مسبقا ويمكن تسليمها إلى الميليشيات الكردية “بسرعة كبيرة”، أما موقف حكومة أردوغان فهو أن وحدات حماية الشعب تمثل فرعا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي شن حرب العصابات مرة أخرى في تركيا نفسها لأكثر من ثلاثة عقود، وتخشى الحكومة التركية من أن تؤدي الأزمة في سوريا -التي لعبت دورا كبيرا في دعمها “للمتمردين” الإسلاميين في الحرب التي دامت اكثر من ست سنوات لتغيير النظام- إلى تمهيد الطريق لإقامة حكومة كردية مستقلة على حدودها الجنوبية، وفي الآونة الأخيرة، في 25 أبريل / نيسان، شنت الطائرات الحربية التركية غارات جوية على مواقع وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مقاتلا كرديا، وأدانت واشنطن الهجوم واستجابت بنشر مئات من الجنود الأمريكيين المزودين بمركبات سترايكر المدرعة لتكون بمثابة حاجز بين القوات التركية والأكراد السوريين.
واستطرد الموقع: قال أردوغان الذي من المقرر أن يصل إلى واشنطن في 16 ايار / مايو إن “الصبر التركي قد انتهى” تزامناً مع قرار الولايات المتحدة بتسليح وحدات حماية الشعب، وقال “أريد أن أصدق أن حلفاء تركيا سيتواجدون معنا وليس مع المنظمات الإرهابية”، وصرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو للصحفيين الأربعاء “إن كلا من حزب العمال الكردستاني وحزب الشعب هما منظمات إرهابية ولا يختلفان عن اسمهما، وكل سلاح يصل إليهما يشكل تهديدا لتركيا”، وفي الوقت نفسه دعا حزب الشعب الجمهوري حزب المعارضة البرجوازية الرئيس أردوغان إلى “إعادة النظر” في رحلته إلى واشنطن قائلا إن القرار الأمريكي وضع تركيا في وضع ضعيف.
وقال الموقع: إن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلت يوم الأربعاء عن مسؤول تركي قوله إن المسؤولين الأتراك سلموا “رسالة إلى إدارة ترامب تضمنت أن تركيا تحتفظ بحقها في القيام بعمل عسكري”، موضحا أنه يمكن تكثيف الضربات الجوية ضد الأكراد، ورفض وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس الذي كان في تركيا قبل أيام إعلان قرار تسليح وحدات حماية الشعب مباشرة، وقال خلال زيارته إلى ليتوانيا “سنبحث أي مخاوف فيما يخص الأتراك”، وأضاف “سنعمل عن كثب مع تركيا لدعم أمنها على حدودها الجنوبية. إنها الحدود الجنوبية لأوروبا، وسنبقى على اتصال وثيق “.
وقال الموقع: إن صحيفة وول ستريت جورنال قدمت يوم الأربعاء مؤشرا ملموسا على لقاء ماتيس ووصفته بأنه دعم للأمن التركي، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تعزز من قدرات ما يسمى مركز الاندماج الاستخباراتي الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) وغيرها من وكالات الاستخبارات الأمريكية في أنقرة “لمساعدة المسؤولين الأتراك على تحديد وتعقب حزب العمال الكردستاني بشكل أفضل”، وتفيد التقارير بأن الخطة ستضاعف قدرة المركز، مع توفير الطائرات بدون طيار وغيرها من أصول المخابرات الأمريكية.
واختتم الموقع: وهكذا، فإن المخابرات الأمريكية سوف تساعد النظام الاستبدادي المتمثل بأردوغان لمطاردة وقتل المسلحين الأكراد في كل من العراق المجاورة وتركيا نفسها، إن اعتماد البنتاغون الحالي على الميليشيات الكردية ضد داعش – نتاج للتدخلات الأمريكية في العراق وسوريا – هو مجرد مبادرة تكتيكية مؤقتة في الحملة المطولة والدموية التي تقوم بها الإمبريالية الأمريكية لفرض هيمنتها على الشرق الأوسط عن طريق الغزوات، وحملات القصف والحروب من أجل تغيير الأنظمة.
المصدر / الوقت