التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ما هو دور “اسرائيل” في التحالف الدولي ضدّ “داعش”؟! 

بحسب المصادر الإسرائيليّة الرسميّة، وتحديدًا التقدير الإستراتيجيّ للعام 2017، الذي أصدرته شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ (أمان)، فإنّ العدّو الأوّل لدولة الاحتلال هو حزب الله، تليه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وفي المركز الثالث حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس).

التقدير يؤكّد بشكلٍ لا لبس فيه على أنّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ، ليس معنيًا في الوقت الحالي بتنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ أهدافٍ داخل العمق الإسرائيليّ، أوْ ضدّ أهدافٍ يهوديّة في مناطق معينّة من العالم، وبالتالي فإنّ نسبة خطورته على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، يُشدّد التقدير الإستراتيجيّ، تكاد تصل إلى الصفر.

علاوة على ذلك، وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، فإنّ تنظيم “داعش” لم يقُم بأيّ عملية أوْ محاولة عملية لضرب “إسرائيل” من جبهة الجولان العربيّة السوريّة، ولكنّه قام مرّة أوْ اثنتين بتوجيه صاروخ هنا وصاروخ هناك باتجاه المدينة الساحليّة الجنوبيّة إيلات (أم الرشراش)، وصرحّ وزير الأمن الإسرائيليّ السابق موشيه يعلون، أنّ التنظيم الإرهابيّ “داعش” قدّم اعتذارًا رسميًا للحكومة الإسرائيليّة عمّا بدر منه.

وكان وزير الأمن الإسرائيليّ السابق كشف النقاب عن اتصالاتٍ سابقةٍ جمعت الجانب الإسرائيليّ بتنظيم “داعش”، وذلك في تصريحات علنية أوردها في إحدى الندوات الثقافية التي يتميّز بها المجتمع الإسرائيليّ في كل يوم سبت (يوم العطلة الرسمي).

وتناقلت هذه التصريحات العديد من وسائل الإعلام العبرية، والتي قال يعلون في فحواها إنّ تنظيم “داعش” أطلق علينا النار مرة واحدة واعتذر عنها، وذلك في معرض حثّه الحكومة الإسرائيلية بعدم التدخل بما يجري في سوريا المجاورة.

في السياق عينه، كشفت صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر اليوم، النقاب عن الدور الذي تلعبه “إسرائيل” في الحرب على تنظيم “داعش”.

وقالت الصحيفة في التقرير، الذي اعتمد على مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، إنّ “إسرائيل” تلعب دورًا مركزيًا ومحوريًا في الحرب التي يشنها التحالف الدوليّ ضدّ التنظيم في كلٍّ من العراق وسوريا.

علاوةً على ذلك، لفتت الصحيفة في سياق تقريرها الحصريّ إلى أن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركيّة، الجنرال جوزيف دانفورد، الذي زار “إسرائيل” خلال الأسبوع الماضي، بحث مع القيادات السياسيّة والعسكريّة في تل أبيب أنماط إسهام “إسرائيل” في الحرب على التنظيم الإرهابيّ.

وذكرت الصحيفة أنّ أهّم ما تقوم به “إسرائيل” هو تقديم معلومات استخبارية مهمة للتحالف الدولي عن تنظيم “داعش” تساعد في المسّ به بشكلٍ مؤثرٍ، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.

وفي السياق، نوهت الصحيفة إلى أنّ زيارة دانفورد مرتبطة أيضا بالمناورة العسكرية الضخمة التي تجرى حاليًا شمال الأردن، والتي تشارك فيها 20 دولة، ويطلق عليها اسم “الأسد المتأهب”.

وحسب الصحيفة، فإنّ المناورة يشارك فيها 7400 جندي يتدّربون على تأمين الحدود الأردنيّة، إلى جانب التدريب على إدارة هيئات التحكم والمراقبة وتوفير منظومات دفاعية في مواجهة هجماتٍ إلكترونيّةٍ.

وزعمت الصحيفة العبريّة أنّ المعلومات المتوفرّة لدى “إسرائيل” تؤكّد أنّ الأردن يحاول تأمين عمقه من خلال استمالة القبائل البدوية التي تسكن في محيط مدينة “درعا” وجنوب سوريا لتقليص فرص استفادة “داعش” من تواجده في المنطقة.

على صلةٍ بما سلف، سُئل المُستشرق الإسرائيليّ، د. روني شاكيد، الباحث في معهد ترومان في القدس المحتلّة إذا كان لـ “إسرائيل” أي دور في مواجهة التنظيم الارهابي استخباراتيًا أوْ بشكلٍ مباشرٍ؟ فكان ردّه: “إسرائيل” ليست في التحالف الدولي الذي يشن حربا على “داعش”. من ناحية أخرى، أضاف شاكيد، “إسرائيل” موجودة على الحدود إلى جانب سوريّة ولديها مخابراتها وكل الأجهزة الأمنية القادرة على مساعدة التحالف الدولي في الحرب على “داعش”.

وأوضح في سياق حديثه: أعتقد أنّ هذا هو الدور الذي تقوم به “إسرائيل” حاليًا. توجد مساعدة، وإذا لم يكن هناك مساعدة فأعتقد أنّ هذا لن يكون أمرًا جيدًا من طرف “إسرائيل”. وساق قائلاً: نحن نعرف أنّ هذه المساعدة يجب أنْ تكون سرية، وذلك لأنّ التحالف توجد فيه دول عربية وتوجد تركيا أيضًا، وبرأيه، تركيا لا تريد أنْ يكون لـ “إسرائيل” أيّ صلة بهذا الشيء، وهذا هو سبب وجود مساعدات سرية.

من جهة أخرى، أكّد المُستشرق الإسرائيليّ، الذي خدم سنوات طويلة في جهاز الأمن العّام (الشاباك) أكّد أنّ “إسرائيل” تعطي مساعدات مباشرة لسوريا، فكل يوم يأتي إلى المستشفيات الإسرائيلية ثلاثة أوْ أربعة حتى عشرة جرحى سوريين، وكثير منهم يتحدثون إلى الإعلام الإسرائيليّ حول ذلك، على حدّ تعبيره.
المصدر / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق