انتي ميديا: كيف تصنع أمريكا الحرب وتدعي صنع السلام في سوريا
قال موقع انتي ميديا الأمريكي في مقال على لسان الكاتب الشهير “داريوس شاهتاسماسيبي”، إن أمريكا تحاول منذ فترة طويلة إظهار نفسها كصانع للسلام في الحرب الحالية في سوريا، في محاولة للتأكيد بأن رئيس البلاد بشار الأسد، هو السبب الجذري للنزاع، وفي الوقت نفسه، تؤكد الحكومة الأمريكية أن السلام سيكون مستحيلا دون تدخل أمريكي، وهذا بالطبع يأتي مع الهدف الإضافي للإطاحة بالرئيس الأسد، ومع ذلك، يجب على أي شخص يتابع الصراع عن كثب أن يعرف أن هذا ليس هو الحال في سوريا على الإطلاق، ناهيك عن أن أمريكا دمرت علنا فيتنام وكوريا والعراق وليبيا واليمن، على سبيل المثال لا الحصر، فلقد كان سلوك أمريكا في سوريا بعيدا عن السلام.
وتابع الموقع: إنه ومن غير المفاجئ أن أمريكا كانت تعتزم إخراج حكومة الرئيس الأسد قبل بدء الصراع في عام 2011، وهذا بالطبع وفقا للوثائق التي حصلت عليها ويكيليكس، حيث خططت أمريكا لهذه العملية على الأقل منذ عام 2006، وسعى هذا الاقتراح إلى إجبار الرئيس الأسد على الإفراط في رد الفعل على التهديد من المتطرفين الذين يجتازون البلاد ويصنعون الأزمة حتى تتمكن أمريكا من المشاركة عسكرياً، وأظهر تسرب آخر، هذه المرة من أرشيف هيلاري كلينتون الإلكتروني، أن امريكا تريد إسقاط الرئيس الأسد لتقويض النفوذ الإيراني وضمان أن تحتفظ إسرائيل باحتكارها النووي.
واستطرد الكاتب: إن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكلينتون أظهرت أيضا أنها تدرك جيدا أن الحلفاء المقربين مثل السعودية وقطر كانوا يرعون مباشرة تنظيم “داعش” الإرهابي ومع ذلك، داعش هو مجرد واحدة من الجماعات التي تقاتل الحكومة السورية، وقد أظهرت التقارير أن بقية المنظمات – التي تدعمها إلى حد كبير واشنطن – ليست أفضل من “داعش” على أي حال، فوفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تحت إدارة أوباما، كانت وكالة المخابرات المركزية تنفق ما لا يقل عن مليار دولار سنويا لتدريب المتمردين السوريين، حيث وجد تقرير خاص في برنامج تلفزيوني أن وكالة المخابرات المركزية كانت تدرس هؤلاء المتمردين القيام بجرائم الحرب الصارخة وتكتيكات الإرهاب، ودون الخوض في الكثير من التفاصيل بشأن مساهمة واشنطن في العنف في سوريا، لا تزال الحقيقة أن الحكومة الأمريكية لم يكن لها أي مشاركة ذات مغزى في أي خطط للسلام، ففي عام 2012، طرحت روسيا اقتراحا يقضي بأن الأسد سوف يكون جزءا من اتفاق سلام محتمل، ولكن أمريكا رفضت ذلك لأنها أرادت رؤية الرئيس الأسد يسقط بطريقة مماثلة لمعمر القذافي في ليبيا.
وقال الموقع: إنه تم تنظيم وقف إطلاق النار في الربع الأخير من عام 2016، والذي تعطل فورا بسبب قرار الجيش الأمريكي بضرب القوات السورية مباشرة ما أسفر عن مذبحة صريحة، كما مهدت الضربات الجوية الطريق أمام هجوم داعش في الوقت ذاته وبالنظر إلى تقرير صدر مؤخرا عن وكالة بريطانية رائدة وجد أن الحكومة السورية كانت الكيان الأكثر نشاطا والذي يحارب تنظيم داعش في العام الماضي، وفي نهاية العام الماضي، توسطت روسيا وإيران وتركيا بترتيب خاص فيهم (تماما من دون مساهمة أمريكية) حيث كان المتمردون المرتبطون بالقاعدة والمدعومون من أمريكا مشغولين في حفر أنفاق في العاصمة السورية ويسببون فوضى في جميع أنحاء البلاد، حيث كان من الواضح أن أمريكا لم تكن لديها خطط للوفاء بمقترحات روسيا وإيران.
وأردف الكاتب: وقبل قرار دونالد ترامب بضرب الحكومة السورية ردا على الهجوم بالأسلحة الكيماوية كان من المفترض أن تبدأ “محادثات السلام” وبدلا من ذلك، ضرب ترامب قاعدة جوية سورية حيث أشارت التقارير إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي استفاد مرة أخرى من هذه الضربة لشن هجوم خاص به ضد الحكومة السورية، حيث من الواضح أن “حلول” واشنطن تؤدي دائما إلى المزيد من العنف وليس التقليل منه.
واختتم الموقع: إن مشكلة أمريكا مع مبادرات السلام حتى الآن، بطبيعة الحال، هي إصرارها على إزالة الرئيس الأسد ولكن هل نظرت أمريكا في الكيفية التي ستتمكن بها حكومة الدمى الأمريكية السعودية المثبتة من السيطرة على السلطة في سوريا دون مواجهة عنيفة مع تنظيم القاعدة وداعش؟ إذا، هل ستقبل واشنطن هذه الحقيقة القانونية، وتعترف بالهزيمة، وتسمح للعنف بأن يتراجع؟
المصدر / الوقت