يجنيه العراق من عملية محمد رسول الله2؟
على الرغم من استمرار الحرب الضروس في الموصل، أعلنت قوات الأمنية العراقية، اطلاق عملية أمنية لتأمين الحدود الغربية للبلاد مع سوريا، مما أثار تساؤلات حول سبب فتح جبهة ثانية قبل انتهاء معركة الموصل.
وشهدت الحدود العراقية السورية الكثير من الاضطرابات الأمنية على مدى الأعوام الماضية، كان أهمها غزو داعش للعراق عبر الحدود السورية في حزيران عام 2014 وهو الغزو الذي أدى الى سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الذي تابع قدمه حتى وصل إلى مشارف العاصمة بغداد، أما في محافظة الأنبار فكانت لسيطرة داعش على الحدود من الجانبين أهمية كبيرة في تنقل الإرهابيين من وإلى العراق، وحتى اليوم ما تزال الكثير من المناطق الحدودية العراقية السورية خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي.
في هذا الصدد أعلن رئيس الوزراء العراقي أن “عمليات عسكرية انطلقت الأحد 7 أيار، في غرب الأنبار على الحدود السورية”، مضيفا أن “الحدود من جهة سوريا تحت سيطرة الدواعش، ونسعى لتأمينها لمنع مهاجمة القطعات الأمنية العراقية”.
وكان الحشد الشعبي العراقي قد أعلن في وقت سابق نيته شن عملية عسكرية لتطهير الحدود السورية، معتبرا أن تطهير الحدود العراقية السورية وتقدم القوات السورية نحو الحدود العراقية السورية لتطهير الجانب السوري من الحدود، سيؤدي أولا الى حماية خط الاتصال بين دول محور المقاومة؛ ثانيا منع تسرب الإرهابيين من الجانب السوري الى الداخل العراقي وثالثا سيقضي على الحركات الإرهابية التي تشهدها المنطقة بين الحين والحين واستهداف الإرهابيين لقوات الأمن العراقية والحجاج المتوجهين الى السعودية برا.
من جهة أخرى، أدت الضغوط الأجنبية على حكومة العبادي الى منع الأخير قوات الحشد الشعبي من دخول مدينة الموصل أو اقتحام تلعفر، ورغم سلبية الأمر ظاهريا، إلا أن هذا المنع مَكَن الحشد الشعبي من توظيف جهوده لتطهير الحدود العراقية السورية، فيما تستمر بعض ألويته في محاصرة تلعفر وفرض طوق على الإرهابيين لمنع تسربه الى خارج المدينة.
وضمن عمليات محمد رسول الله الثانية، توجهت قوات الحشد الشعبي لتحرير القيروان التي تعد من أهم مراكز قيادة داعش، وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي، أحمد الأسدي أن “داعش وبعد حصار تلعفر لحوالي 6 اشهر انشئ مراكز قيادة في المنطقتين المذكورتين (القيروان والبعاج) وان ما تردد نقله باستهداف البغدادي لاكثر من مرة في الحضر يؤكد ان المنطقة انها تمثل عمقا استراتيجيا مهما للتنظيم”.
وتابع الاسدي، ان “المهمة الاساسية هي الذهاب الى الحدود لغلقها وتامينها وما يتبقى من حواضن وعناصر داخل المناطق سيحاصرون ويقتلون، الا ان اعلان النصر النهائي سيكمن بوصول القوات الى الحدود السورية”.
وكانت مصادر عراقية وسورية قد تحدثت أكثر من مرة عن احتمال حصول تنسيق مشترك بين حكومتي العراق وسوريا من أجل توغل القوات العراقية في الداخل السوري لتأمين مساحات داخل الأراضي السورية مما يضمن للعراق عدم معاودة تنظيم داعش الإرهابي شن الهجمات على العراق منطلقا من الأراضي السورية، وهذا ما قد تنتفي الحاجة إليه في العمليات الحالية حيث أن الجيش السوري يتقدم هو الآخر نحو الحدود العراقية السورية، مما سيضع داعش بين فكي كماشة، ويُوزع جهد المعركة على الجانبين العراقي والسوري.
المصدر / الوقت