خبير في الشؤون العسكرية: الجيش السوري يبسط نفوذه على الغوطة الشرقية قريبا
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
بعد مرور 4 سنوات على حصار الجيش العربي السوري للمعقل الرئيسي للجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، تبدو أزمة الإرهابيين في أوجها، مع إحكام الحصار وإغلاق معظم الأنفاق التي كانت تمثل “شريان الحياة” الوحيد للمسلحين.
مسلحو الجماعات حفروا أنفاقا تمتد من أحياء دمشق الشرقية في القابون وبرزة وتشرين وتتصل بالغوطة الشرقية، بعضها يتجاوز طوله الثلاثة كيلومترات، وبعد سقوط هذه الأحياء في قبضة الجيش العربي السوري، تغيرت خريطة إمدادات الجماعات بريف دمشق الشرقي، وذلك بعد إغلاق بعض هذه الأنفاق وتدمير الأخر، مما ساهم في إحكام الخناق على الجيب الرئيسي للمسلحين في الغوطة الشرقية.
وذكر بعض المحللين العسكريين أن هذا التقدم للجيش السوري في أحياء دمشق الشرقية مكنه من تأمين العاصمة دمشق تماما، وأبعد احتمالية شن هجمات عليها، كما حدّ رقعة امتداد ونفوذ الجماعات المسلحة، إن لم يكن قد أنهى وجودها إلى حد كبير في العاصمة.
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، السوري حسام شعيب، قال في تصريح لـ”سبوتنيك”: “ما يجري الآن في الغوطة الشرقية من قبل المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية، هو شعور بتقدم الجيش العربي السوري عسكريا، تحت ضغط وجود المصالحات الوطنية والتسويات، خصوصا تسوية القابون، التي ضغطت بشكل أو بآخر على المجموعات المتواجدة في الغوطة، وبالتالي بدأت هذه المجموعات بإغلاق الأنفاق وردمها، أو حتى بمحاولة تهريب السلاح، وتهريب بعض القيادات والمجموعات المسلحة”.
وتابع “هذا دليل على أن تلك المجوعات باتت تدرك تماما أن أيامها الأخيرة معدودة، وأنها أصبحت الآن كقشة في الهواء، بعد تخلي أطراف إقليمية عنها، وان كان هذا التخلي ليس كاملاً، بسبب نقص الإمداد العسكري والمالي، بعد إغلاق الجيش هذه المناطق، والإحاطة بها تماما، وأضعف من قوة المجموعات المسلحة، وأيضا تلك الضربات والهجمات التي كانت تشنها على العاصمة دمشق”.
وحول مقولة بعض أفراد تلك الجماعات إن الشريان الرئيسي للإمدادات يتم عبر معبر “الوافدين” على أطراف مدينة دوما شمال الغوطة الشرقية وليس الأنفاق، قال شعيب: “معبر الوافدين بطبيعة الحال ذو اتجاهين، منهما اتجاه إجباري نحو أراضي ميسطر عليها من قبل الدولة السورية، وبالتالي غير قادرة هذه المجموعات على إدخال السلاح، أو حتى التحكم في هذا المعبر، لأن منطقة مخيم الوافدين أساساً مع الحكومة السورية”.
وتابع “الرقعة الجغرافية في داخل الغوطة السورية، خاصة في منطقة دوما، والمحيطة بها في حرثا وأربين وحتى مسرغا، بدأت تضيق لأن الجيش بدأ يحاصر هذه المجموعات، من الجهة الجنوبية الغربية، من طريق المطار الدولي، ومن جهة ريف دمشق المتواصل مع ريف حمص”.
وأضاف شعيب “الجيش يخفف من أضرار هذه المجموعات الإرهابية، على الأقل بنسبة 70 إلى 80 %، وبسبب هذه الوقائع الحقيقية، نجد مسلحي القابون التي كانت تعاند كثيرا وترفض التسويات، كانت الدولة تطلبها من أربع أو خمس سنوات ماضية، الآن هم الذين طلبوا من الدولة السورية إجراء هذه التسوية وترك الخيار بذهابهم نحو جرابلس وإدلب.
وحول تطور تلك التسويات قال شعيب: “ما يحدث تصل بردود أفعاله نحو الغوطة الشرقية، لذلك حتى الصراع الدموي الدائر بين مجموعات مسلحة، على سبيل المثال ما يسمى فيلق الرحمن وأحرار الشام، هناك صراع يصل إلى تصفيات، كل يريد أن يقول للآخر أن الفشل العسكري الذي وصلوا إليه تتحمله بعض المجوعات نتيجة تخليها عن مناطقها”.
وتابع “أعتقد أننا سنشهد تقلبات كثيرة، حتى عودة الدولة السورية كاملة في بسط نفوذها على مناطق الغوطة، ومناطق أخرى أيضا عن ريف إدلب، ومناطق جنوب سوريا في مناطق ريف درعا والقنيطرة، وما يجري الآن في السياسة دوليا، وبعد انجازات الجيش العربي السوري أعتقد أنه بدأ يترك آثاره على المسلحين وتحديداً السوريين”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق