الانتخابات الإيرانية في عيون الخبراء والمحللين السياسيين العرب
انتخابات إيران الرئاسية 2017 هي الدورة الثانية عشرة من الانتخابات الرئاسية في إيران التي ستجري یوم غد الجمعة الموافق للتاسع عشر من شهر مايو المقبل، وذلك تزامنا مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي. وقد وافق مجلس صيانة الدستور على ترشيح 6 شخصيات لخوض الانتخابات الرئاسية وهم حسن روحاني وابراهيم رئيسي ومحمد باقر قالي باف وإسحاق جهان غيري ومصطفى هاشمي طبا ومصطفى مير سيلم.
إن للانتخابات الرئاسية الإيرانية أهمية كبرى داخل إيران وعلى مستوى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ولدى الولايات المتحدة والغرب؛ نظراً لأهميتها وتأثيرها على السياسة الخارجية، فالأهمية التي تكتسبها تلك الانتخابات لدى متابعيها خارجياً تأتي من كونها منتجة لرئيسٍ ما ينتمي لتيار المحافظين أو الإصلاحيين، وهذا بدوره يشكل طبيعة ومستقبل النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، بسبب النفوذ المتعاظم لإيران وأدوارها الإقليمية في جوارها الجغرافي وكذلك مستقبل العلاقة بين العواصم الغربية وطهران.
وحول هذا السياق، أكد خبراء عرب أن نتيجة الانتخابات المرتقبة سوف تحدد إلى أين ستذهب في سياستها الخارجية إقليميا ودوليا خلال المرحلة القادمة.
فلقد أشار د. محمد محسن أبو النور، الخبير في الشؤون الإيرانية، إلى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية – أيا كان الفائز فيها- لن تؤثر على سير العلاقات العربية الإيرانية وتوقع أبو النور أن تكون لروحاني فرص كبيرة جدا للفوز في هذه الانتخابات باعتباره يمثل التيار الإصلاحي المعتدل قائلا: كفة روحاني تبقى راجحة ولكنها غير محسومة حتى الآن.
ومن جهة أُخرى أكد فيصل دويسان في تصريح خاص لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ‘ارنا’ أن الأحداث الكبيرة والمهمة في الشرق الأوسط تبرهن أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعتبر ظاهرة مهمة وأن العالم ينظر إلى هذه الانتخابات بأهمية بالغة.
وأضاف دويسان: للتطورات السياسية في إيران دور مهم على الصعيد الإقليمي وأن الشرق الأوسط يمر هذه الأيام بظروف حساسة وهناك جهود أمريكية وصهيونية للتأثير على التطورات في سوريا. وأكد دويسان: تبذل جهود من قبل دول عربية للتأثير على التطورات في سوريا وأن للانتخابات الإيرانية أثرا كبيرا على الصعيد الإقليمي والدولي .وأضاف المحلل الكويتي في تصريحاته: هناك تطورات سياسية في الولايات المتحدة وأيضا نشاط لافت للأحزاب اليمينية في أوروبا، والشعب الإيراني ينتخب أحد المرشحين للمشاركة في العرس السياسي. وقال دويسان: لقد تم تقديم ملفات لتطوير الاقتصاد الإيراني محل اهتمام للمواطنين الإيرانيين وفي نفس الوقت هناك ملفات إقليمية محل اهتمام للجمهورية الإسلامية الإيرانية .
وفي السياق نفسه اكد الخبير الاستراتيجي اللبناني، أنيس نقاش، في حوار مع تسنيم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لطالما التزمت بإجراء الانتخابات في موعدها حتى خلال الحرب التي فُرضت عليها. وأضاف نقاش في حديث عبر الهاتف مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء: “إيران عودتنا أن تحترم تواريخ الانتخابات وتجري الانتخابات في موعدها حتى في زمن الحرب التي كانت مفروضة عليها، وفي كل سنة تقريبا هناك انتخابات في إيران إما رئاسة الجمهورية أو مجلس أو رؤساء البلديات وبالتالي دائما الحضور الشعبي في الانتخابات هو الذي يقرر من الذي يدير البلاد بشكل مباشر، وهذا نموذج قليل في المنطقة، يتميز عن الدول الأخرى”.
وحول مدى تأثير الانتخابات الإيرانية القادمة على الملفات الإقليمية، قال نقاش “كخبير في ملفات الشؤون الإيرانية، أعتقد أنه لن يكون هناك أي تغيير في السياسة الإيرانية تجاه الخارج بغض النظر عمن يفوز”. وتابع: “قد يكون هناك تغيير في الأسلوب ولكن لن يكون هناك تغيير لا في الوجهة ولا في مضمون السياسة الخارجية، الغرب يراهن عادة على شق الصفوف والبحث عمن يستطيع أن يناور معه بشكل أفضل، وخلال السنوات الماضية ثبت أن هذا الأسلوب فاشل، فلا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير كبير أو مهم في السياسة الخارجية وسياسة إيران لن تتغير”.
ولفت د. محمد عباس ناجى، رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الرئيس في إيران لا يحدد السياسة الإيرانية وإن كان يشارك فيها، قائلا: أهمية الانتخابات بالنسبة للعلاقات الإيرانية في المنطقة تكمن في أن نتيجتها تمثل مؤشراً للاتجاه الذي سوف تسير فيه السياسة الإيرانية خلال هذه المرحلة فإذا فاز حسن روحاني فهذا يعطي دلالة على أن النظام الإيراني يحاول أن يحسن علاقاته مع الدول الخليجية بنفس النهج والمنطق السابق.
وعلق د. سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية على تأثير الانتخابات على سياسة إيران تجاه المنطقة العربية قائلاً: سواء جرت انتخابات أو لم تجر فسيظل الموقف العربي من إيران هي أنها العدو الدائم للعالم العربي، مشددا على أنه سواء جاءت الانتخابات بالإصلاحيين أو غيرهم فإن الحرب بين طهران والغرب ستظل قائمة.
واستبعد د. اللاوندي أن تؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية على الاتفاق الذي أجرته طهران لمدة خمسة عشر عاما مع الغرب لكى تصل إلى ما يسمى بالاتفاق النووي الإيراني، مشددا على أن نتيجة الانتخابات لن تفشل أو تعيق بأي حال من الأحوال هذا الاتفاق لأن هناك دولاً أخرى غير الولايات المتحدة مشاركة في هذا الاتفاق الذي سيستمر على حد قوله.
المصدر / الوقت