التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

تعرف على سبب شعورنا بسرعة مرور الزمن مع تقدمنا بالعمر (1) 

لماذا نحس بأن الزمن يمر بسرعة ويمضي العمر دون أن نشعر كيف مضى، كثيرا ما تتدوال هذه العبارة على ألسنة الناس خاصة في فترة منتصف العمر وما بعد ذلك، وربما تساءلتم يوماً عن سبب هذا الشعور خاصة عندما ينتابكم الإحساس بالندم والحسرة على ما مضى. وفي هذا الصدد أكتشف بعض العلماء سبب هذا الإحساس بسرعة مرور الوقت كلما تقدمنا في العمر وأثبتوا ذلك من خلال بعض التجارب والدراسات العلمية التي سنوردها على مدى تقريرين فتابعونا:

في الدراسة الأولى، أشار عالم النفس “وليم جيمس” في كتاب نشره في عام 1890، أنه مع تقدمنا في العمر يبدو الوقت لنا في حالة تسارع لأن مرحلة البلوغ يرافقها أحداث أقل بكثير من تلك الأحداث التي تثبت في ذاكرتنا، وذلك لعدم وجود التجارب في مرحلة البلوغ، ما يسبب تساهلاً في عملية مرور السنين لأن ذاكرتنا تكون فارغة فتنتهي ذكراها سريعاً في عقولنا.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثان دايفيد والاش وجيمس جرين عضوا جمعية دراسة الطاقة العقلية في لندن، دراسة مهمة لمجموعة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 20 عاماً، وأشخاص تترواح أعمارهم بين 30 إلى 71 عاماً، وذلك عبر دراسة استخدامهم لبعض المصطلحات بهدف وصف شعورهم اتجاه تسارع الوقت أو الزمن.

فتبين أن الشباب كانوا أكثر استخداماً للمصطلحات الثابتة في وصفهم لمرور الوقت كـ “الوقت هادئ” و “محيط بلا حراك”، أما كبار السن وصفوا الوقت باستخدام مصطلحات السرعة كـ “الوقت هو قطار سريع”.

وفي عام 1990 أجرى الخبير جوبير بحثاً حول الوقت، إذ سأل صغار السن عن شعورهم حول مرور الوقت، فجاءت إجاباتهم بمعظمها تفي المعنى التالي “أنهم يظنون أن الوقت سيمر بسرعة أكبر عندما يكبرون”.

وفي عام 2005 أجريت دراسة أخرى حول موضوع مرور الوقت بالنسبة لجميع المراحل العمرية، حيث قاد هذا البحث العالمان النفسيان “مارك ويتمان” و”ساندرا لينهوف” في جامعة لودفيج ماكسميليان في مدينة ميونخ، وشمل هذا الإختبار 499 مشتركاً تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 94 عاماً.

وطلب من كل شخص وصف شعورهم حول موضوع مرور الوقت، وذلك بإجابتهم على الإستمارة التي قدمت لهم، فجاءت الإجابات على نوعين النوع الأول وصف مرور الوقت بالبطيء جداً والنوع الآخر وصفهم بالسريع جداً.

واستناداً على هذه الإجابات وحالة المشتركين العمرية والنفسية استنتج الباحثان أنه بالنسبة للفترات الزمنية القصيرة (أسبوع وشهر أو سنة)، لم يتغير إحساس المشاركين فمعظهم شعر بأن عقارب الساعة تجري بسرعة كبيرة، أما بالنسبة للفترات الزمنية الطويلة أي أكثر من سنة، فقد تبين أن معظم كبار السن وصفوا الوقت بأنه يمر بسرعة، وعندما طلب منهم أن يرجعوا بذاكرتهم إلى الوراء ويتأملوا في ما مضى من حياتهم وكيف مرت، فجاء توصيف المشاركين ( فوق الـ40 عاماً) لإحساسهم بأن الوقت مر ببطء في سن طفولتهم، لكنه بعد ذلك مر كلمحة بصر خاصة في مرحلة النضوج.

وبعد هذه النتائج توصل العالمان ويتمان ولينهوف إلى أن هناك علاقة ضعيفة بين العمر وإدراك الأفراد للزمن، فالجميع، بغض النظر عن أعمارهم، يعتقدون أن الوقت كان يمر بسرعة. فقد كانت أجوبتهم على السؤال الذي طرح عليهم “كيف مرت عليك السنوات العشرة الأخيرة”، كلها تدل على أنّ الشعور بسرعة مرور الزمن قد زاد مع تقدم العمر وبلغ ذروته عند الأشخاص الذين بلغوا حدود الخمسين من العمر، واستمر هذا المعدل الأقصى إلى عمر التسعين تقريباً، أما الأسئلة التي تضمنت فترات زمنية صغيرة كـ ” كيف ترى سرعة مرور آخر ساعة – أسبوع – شهر عليك؟” أشار إلى عدم تغيّر إجابتهم على هذه الأسئلة مع مرور الزمن.

أما في ما يتعلق بالمصطلحات، فالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 59 سنة وصفوا مرور الزمن بمصطلحات كـ “ضغط الوقت”، أو فكرة أن “الوقت يتسارع أكثر من قبل”، وأن “الإنسان لا يمكنه إنهاء كل ما يريد القيام به في الوقت المحدد”.

وأوضح ويتمان ولينهوف سبب هذا الأمر في هذه الفئة العمرية فقط، بأن الإحساس بمرور الوقت بسرعة يأتي بسبب الواجبات المهنية والأسرية والأعمال خارج المنزل وعودتهم المتأخرة إلى البيت، الأمر الذي أدى إلى خلق إحساس لدى هؤلاء بأن الشخص لا يمكنه مواكبة متطلبات الحياة وأن الوقت يمر بسرعة ولا يستطيع القيام بكل ما يريد القيام به في الوقت المحدد.

وللحديث تتمة تابعونا في الجزء الثاني من التقرير الذي سنعرض لكم فيه باقي الدراسات والنتائج النهائية التي تم التوصل لها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق