بعد تحريره لعشرات القرى…طيران التحالف يقصف الحشد الشعبي
الرقعة الجغرافية لـ “تنظيم داعش الارهابي” في العراق تتضاءل يوماً بعد يوم جراء الجهود التي يبذلها القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي لدحر الارهاب واعادة الامن والاستقرار الى السكان اللذين ذاقوا الامرّين من انتهاكات “داعش” ومجازرها.
تواصل قوات الحشد الشعبي عملياتها العسكرية لمكافحة الارهاب في محافظة نينوى، بعد ان حررت عشرات القرى والمواقع الاستراتيجية ضمن عمليات “محمد رسول الله الثانية”، والتي اطلقها الحشد لتحرير ناحية القيروان والقرى المحيطة بها غرب الموصل، اضافة الى قضاء البعاج في البادية الغربية لمحافظة نينوى. وقال مصدر عراقي مطلع ان الحشد الشعبي حرر قرى سادة زوبع والمسبس والنيلية وثري الاويسط جنوب القيروان، اضافة الى قرية عين فتحي شمال الناحية، موضحاً ان الحشد الشعبي تمكن من قطع طريق امداد “داعش” الواصل بين قرية الحاتمية وتل قصب في اليوم العاشر على التوالي من عمليات “محمد رسول الله الثانية”.
انتصارات الحشد الشعبي المتلاحقة على حساب “داعش” تزامنت مع اعلان القيادي في الحشد الشعبي النائب فالح الخزعلي، ان طيران التحالف الدولي الذي تقوده امريكا استهدف كتائب سيد الشهداء التابعة للحشد الشعبي داخل الاراضي السورية، مؤكداً ان هذا الاعتداء خرق للقوانين الدولية ودعماً امريكياً للتنظيمات الارهابية. واوضح الخزعلي خلال مؤتمر صحفي في البصرة ان كتائب سيد الشهداء تسيطر على منطقة الشحمة داخل الحدود السورية، وذلك لمنع تسلل الارهابيين من سوريا الى العراق، وتقديم الدعم للحشد الشعبي في معاركه غرب الموصل.
وقالت مصادر مطلعة ان طائرات التحالف الدولي استهدفت ايضاً منازل المدنيين في حي الشفاء غربي الموصل بعدة غارات ما اسفر عن مقتل واصابة العشرات من المدنيين، موضحةً ان القصف أحدث دماراً كبيراً في عدة للمدنيين.
رئيس جهاز مكافحة الارهاب في العراق طالب شغاتي اعلن اكمال مهام قواته في الساحل الأيمن من الموصل، مؤكدا ًتحرير47 حياً في منطقة عملياته، فيما اعلن النقيب في قوات الشرطة الاتحادية محمد جاسم ان الشرطة اقتحمت حي الشفاء في الموصل بعملية سريعة ومباغتة وتستعد الان لتحرير المدينة القديمة، مشيراً الى الشرطة الاتحادية سيطرة على 80 موقعاً خلال عملياتها في الموصل.
اهمية الحشد الشعبي في تحرير الموصل
صحيفة “إيزفيستيا” الروسية نشرت تقريراً حول عملية تحرير الموصل، واوضحت فيه ان الحشد الشعبي بدأ مرحلة جديدة في حربه مع “داعش”، تمكن العراق من السيطرة على حدوده مع سوريا التي شهدت تدفقاً كبيراً للإرهابيين خلال السنوات الماضية إلى داخل الأراضي العراقية، كما سيتيح للجيش السوري المدعوم بالطيران الروسي محاربة الإرهابيين بفعالية أكبر.
بدوره أوضح رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري ان قوات الحشد الشعبي تتواجد في محيط ناحية القيروان، التي تقع على بعد 150 كلم غرب الموصل، وتسيطر على مساحة واسعة في هذه المنطقة، مشيراً الى ان المعطيات تؤكد ان الحشد الشعبي سوف يتقدم باتجاه قضاء البعاج، ومنه الى الشريط الحدودي مع سوريا. واكد الشمر ان سيطرة الحشد الشعبي على الحدود مع سوريا سوف يساعد الطرفين العراقي والسوري في حربهم ضد الارهاب.
واكتسب الحشد الشعبي خبرات كبيرة في حرب الشوارع من خلال معاركه السابقة مع “داعش”، ورغم ذلك لم تدخل قواته الى الموصل حتى الان. فهل ستكون لقوات الحشد الشعبي دوراً جديداً في معركة الموصل بعد تأمين الحدود العراقية مع سوريا؟ خاصة وان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، قد اعلن في وقت سابق ان دور الحشد هو الاكثر مساحة والاكثر صعوبة والاهم استراتيجياً.
فالمعطيات الحالية تشير الى اننا قد نشهد في الايام القادمة تحريراً كاملاً لمدينة الموصل، وهنا يطرح السؤال الذي يشكل قلقاً كبيراً لبعض الدول الاقليمية والعالمية، الا وهو ماذا سوف يحل بالحشد الشعبي بعد اعلان تحرير الموصل؟ فهل سيدفع الضغط الذي تمارسه بعض الدول الاقليمية والدولية على الحكومة العراقية بحل الحشد الشعبي، بعد ان اعترفت به الحكومة كقوة فعالة في مكافحة الارهاب وضمته الى القوات المسلحة العراقية؟ ام ان دوره سيقتصر على التدريب والتجهيز لمواجهة اي خطر يهدد امن العراق واهله؟ حسب ما كان قد اعلن المهندس بان حال الحشد الشعبي كحال بقية القوى الأمنية في العراق، حيث سوف يتصدى لاي عدوان على العراق ان وجد، وفي حال لم يوجد سوف يعمل الحشد على التدريب والتهيؤ لأي أمر طارئ قد يعصف بالعراق.
المصدر / الوقت