بعد صفقات الاسلحة…امريكا تطلق يد السعودية في المنطقة وتدعمها
اكد المحلل الامريكي البارز والخبير في الشؤون الدولية في قناة سي ان ان فريد زكريا ان السعودية تُعتَبَر جذر الارهاب في المنطقة. ورفض زكريا في افتتاحية نشرتها صحيفة واشنطن بوست، المزاعم بان ايران تدعم الارهاب، تعليقاً على الزيارة الاخيرة للرئيس الامريكي دونالد ترامب الى السعودية.
وجاء في الافتتاحية: ان الهجوم على قاعة مانشستر للحفلات في لندن هذا الاسبوع، يثير القلق بشأن استمرار التهديدات الارهابية من قبل الاسلاميين المتطرفين، وحول سفر الرئيس الامريكي الى الشرق الاوسط، يتسائل زكريا كيف يمكن لبلد مثل السعودية لها دور محوري في انتشار الارهاب ان تديره بطريقة او باخري دونما ان تتحمل مسؤولية ذلك.
في الواقع يجب القول ان ترامب منح السعودية حرية العمل في المنطقة، وهذا ما اضحى واضحاً للجميع، السعودية منذ خمسة عقود وهي تروج للتفكير الاسلامي الضيق في ارجاء العالم الاسلامي، فأسامة بن لادن و 15 شخصاً من اصل 19 شخصاً نفذوا الهجمات الارهابية في 11 سبتامبر كانوا من اتباع السعودية.
ومن خلال الايميلات المسربة لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، يتبين ان السعودية وقطر عملتا في السنوات الاخيرة على تأمين الدعم المادي واللوجستي لـ “تنظيم داعش الارهابي” وبعض المجموعات السنية المتطرفة في المنطقة. اتباع السعودية اسسوا ثاني اكبر مجموعة للمقاتلين الاجانب في “داعش”، وحسب بعض الاحصائيات اكبر مجموعة من مقاتلي “داعش” في العراق. فـ “داعش” تأخذ عقائدها من الروايات الوهابية السعودية عن الاسلام، وحسب ما قال الامام السابق للمسجد الحرام في السعودية العام الماضي، “ان “داعش” تتبع وتستغل المبادئ التي وجدتها في كتبنا، ونحن نعيد تنميق هذه الافكار والمبادئ”. ويجب الاشارة الى ان الكتب التي تعمل “داعش” على تدريسها للطلاب في مدارسها، هي كتب ودروس سعودية.
وحتى الاموال السعودية تسعى الى تغيير الاسلام في اوروبا، فبحسب التقارير المسربة من المخابرات الالمانية، فان المؤسسات الخيرية في المانيا على اتصال مع المؤسسات الحكومية السعودية والقطرية والكويتية، من اجل تأمين اموال المساجد والمدارس وائمة المساجد في ارجاء المانيا، ونشر الاسلام المتطرف.
خطاب ترامب حول الاسلام كان يحتوي ملاحظات دقيقة، ويظهر التعاطف مع الضحايا المسلمين الذين سقطوا جراء الارهاب الجهادي، ولكنه لم يتطرق الى طريقة الحل عندما قال:”لن يكون هناك اي مباحثات لانهاء هذا التهديد نهائياً، مالم يتم الاشارة الى الدولة التي تقدم الرعاية والدعم المادي والاجتماعي من اجل جذب العناصر البشرية”. بالطبع ترامب لم يكن يقصد السعودية في خطابه وانما كان يوجه مزاعمه الى ايران. مدعياً ان طهران تسبب عدم الاستقرار في الشرق الاوسط وتدعم السيئين في المنطقة.
وبحسب تحليل ليف ونار من الكلية الملكية في لندن يتبين انه لا يمكن اعتبار ايران احد منابع الارهاب الجهادي في المنطقة، فالتحليل يوضح ان اكثر من 95 بالمئة من ضحايا الارهاب منذ عام 2001 ارتكبها مقاتلوا “داعش” والمجموعات الجهادية السنية. مؤكداً ان ايران في حالة حرب مع هذه المجموعات، وان اغلب الهجمات الارهابية في الغرب كان لها اتصال بشكل او باخر مع السعودية في الوقت الذي لم يكن لها اي اتصال مع ايران.
لقد تَقبَّل ترامب المسار السعودي نحو الارهاب، لا بل تخطى ذلك ليعلن ان السعودية لم تبذل اي تقصير بشأن الارهاب، ووجه اصابع الاتهام كلها نحو ايران. كيف لا يدعم ترامب السعودية وسياستها في المنطقة وهي التي منحت دعماً مالياً كبيراً لصندوق البنك الدولي الذي ترعاه ايفانكا ترامب ابنة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، من خلال صفقات الاسلحة التي وقعتها السعودية مع امريكا.
في عام 2016 كتب ترامب على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عندما كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية الامريكية: “السعودية وبعض الدول الاخرى دفعوا مبالغ ضخمة لمؤسسة كلينتون كي يجعلوا من النساء عبيداً ويقتلون المثليين، يجب على هيلاري ان تعيد لهم اموالهم”، اما في الوقت الراهن فقد اضحت امريكا مُنصاعة الى السياسة الخارجية السعودية، لتُدخل واشنطن في سلسلة حروب مع الشيعة وحلفائها في الشرق الاوسط، وهذا الاجراء سوف يؤدي الى اندلاع نزاع طائفي لا خاتمة له، يضرب الاستقرار في المنطقة. والاهم من ذلك كله ان مثل هذه الخطوة لن تساهم في التصدي لتهديدات الإرهاب الجهادي الذي قد يضرب امريكا. وفي النهاية يقول زكريا انه كان يعتقد بان اولويت سياسة ترامب الخارجية سوف تتجه نحو امريكا وليس نحو السعودية.
المصدر / الوقت