التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, سبتمبر 30, 2024

كاتب أمريكي: “سياسات ترامب الشرق أوسطية إحياء لعقيدة أيزنهاور” 

كثيرة هي المقالات الغربية والأمريكية التي تناولت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتجاه الشرق الأوسط، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للسعودية والكيان الإسرائيلي وما تزامن معها من صفقات سلاح وتصريحات ومواقف تناولها الإعلام والصحافة الأجنبية من جوانب مختلفة منها المؤيد وأكثرها المعارض.

يستعرض هذا التقرير مقالا يؤيد سياسات ترامب ويتناول بشكل لافت “عقيدة أيزنهاور” الشرق أوسطية أو “Eisenhower Doctrine” وهو خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي “دوايت أيزنهاور” في الخامس من شباط يناير 1957م ضمن رسالة خاصة إلى الكونغرس الأمريكي حول الوضع في الشرق الأوسط. أتت هذه الرؤية كرد فعل على تداعيات حرب السويس، وحسب هذه العقيدة فإن بمقدور أي بلد أن يطلب المساعدة الاقتصادية الأمريكية أو العون من القوات المسلحة الأمريكية إذا ما تعرضت للتهديد من دولة أخرى. وقد خص أيزنهاور بالذكر، في مبدئه، التهديد السوفيتي بإصداره التزام القوات الأمريكية “بتأمين وحماية الوحدة الترابية والاستقلال السياسي لمثل تلك الأمم، التي تطلب تلك المساعدات ضد عدوان مسلح صريح من أي أمة تسيطر عليها الشيوعية الدولية”.

وبالعودة إلى المقالة التي نود استعراض ما جاء فيها فقد نُشرت في موقع “واشنطن اكزامينر” الأمريكي وأتت تحت عنوان: “كيف يقتدي ترامب بعقيدة أيزنهاور الشرق أوسطية”، للكاتب والصحفي والعضو في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية “Ray Takeyh”.

يقول “ري تكي” إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن خلال سفره الموفق إلى الشرق الأوسط لم يغير السياسة الخارجية الأمريكية فحسب بل قام بفرض خلط جديد لتوازن القوى الموجود حاليا.

وبناء على ما كتبه تكي فإن إيران تمكنت خلال السنوات الثماني الماضية من توسيع دائرة نفوذها والتمدد من الخليج الفارسي باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وإزاء هذا اكتفى “باراك أوباما” الرئيس الأمريكي السابق بتصريحات تدعو الدول العربية لتقاسم الشرق الأوسط مع إيران. ولكن ترامب هو الرئيس الذي أذعن وخلال مدة قصيرة أن إيران هي السبب الأول للفوضى في المنطقة ولذلك فإن أمريكا تريد الوقوف لجانب شركائها هناك.

يضيف الكاتب الذي اعتبر الشرق الأوسط اليوم شبيهاً بخمسينيات القرن الماضي وزمان الرئيس المصري في حينها “جمال عبد الناصر” الذي كان مشغولا بإخراج الغربيين من المنطقة إضافة إلى توجيه ضربة لعملاء السلطنة من الداخل كتب: “جمال عبد الناصر كان شخصا تمتع بإمكانية إقناع الرئيس الأمريكي أيزنهاور بالتعاون معه وحتى بالسعي لتحقيق السلام مع “إسرائيل”. أيزنهاور وقف إلى جانب جمال عبد الناصر في حرب الـ56 على مصر وهذا الأمر أدى لانتهاء سلطة الانكليز على المنطقة، إضعاف فرنسا وانزواء (إسرائيل)”.

يعتقد الكاتب أن أيزنهاور هو الرئيس الأمريكي الذي أعاد صياغة قواعد العمل الدبلوماسي، وقد قام بناء على عقيدته التي قدمها عام 1957م ومن أجل إعادة توازن القوى في المنطقة بإرسال قوات أمريكية إلى بيروت كما دعم عسكريا الأردن والسعودية، حتى أنه أطلق عمليات سرية ضد مصر في تلك المرحلة.

بعد أن قدم الكاتب هذا العرض يعود ليتحدث عن سياسة ترامب معتبرا إياها شبيهة بعقيدة أيزنهاور إن من حيث القناعات أو العمل بالوعود التي قُدمت. ويضيف: الشرق الأوسط اليوم شبيه بخمسينيات القرن الماضي من حيث الفوضى وعدم الاستقرار وإيران تمكنت أن تملأ خزائنها وأن تسخر من الرئيس الأمريكي أيضا.

يتابع الكاتب محملا أوباما المسؤولية فيعتبر أن الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما مع إيران أدى فقط لتوسع نفوذ وانتهاكات إيران الإقليمية، ولكن ترامب اليوم ومن خلال حضوره في المنطقة أكد أن مواجهة التطرف السني والتهديد الإيراني ممكن. كما أنه طمأن حلفاء أمريكا على التزامه بدعم الحرب على الإرهاب، ودائما ما كان “السلاح” يشكل عاملا أساسيا في طمأنة الأعراب للدعم الأمريكي.

ختم الكاتب مقالته: “صفقات السلاح الكبيرة التي قُدمت للسعودية لا تطمئن هذه المملكة فحسب، بل أنها ستساعد على إحباط الخطوات الإيرانية التي تزامنت مع الانتخابات” يضيف “طبعا هذا الطريق خطر، ولكن التغييرات والخطوات الأمريكية التي أُنجزت قد تكون بحاجة إلى خطوات أخرى إضافية مساعدة”.

هنا من الجيد الإشارة إلى أن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية الذي ينتسب إليه تكي هو منظمة مستقلة تشكل خلية تفكير وتحليل للسياسات الخارجية الأمريكية، وتضم أكثر من خمسة آلاف عضو من رجال الأعمال والسياسة وهي مؤثرة بشكل كبير على رسم السياسات الخارجية الأمريكية، لذلك فإن ما قاله الكاتب يشير إلى وجود تيار يقوم بدعم سياسات ترامب الخارجية رغم المعارضة الكبيرة التي تواجهه.

ختاما يبقى السؤال الأهم (مع تحفظنا على ما قاله الكاتب في مقاله)، هل سيؤيد الكونغرس الأمريكي توجهات ترامب وعقيدته السياسية كما أقر عقيدة أيزنهاور عام 1957م، أم أن الجناح المعارض لترامب وسياساته سيتمكن من إفشال إدارته وإضعافه بحيث لا يتمكن من تحقيق ما يريده داخليا وخارجيا؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق