التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, أكتوبر 1, 2024

كيف يسيطر الساسة والتجار على عقلك، تعرف على أخطر أساليب “البروباغندا” 

يقوم الساسة بتسويق أنفسهم خلال حملاتهم الانتخابية عن طريق ما يسمى ” البروباغندا السياسية” وتعني البروباغندا هنا “الترويج”، أما عندما يسوق التجار لمنتجاتهم تصبح بمعنى “الدعاية” ودينيا تعني التبشير.

وتختلف البروباغندا في طرقها وأساليبها وأدواتها في التأثير على الناس والسيطرة على عقولهم، وهي تعتمد في كثير من الأحيان على إعطاء معلومات ناقصة، وتستخدم أسلوب التأثير العاطفي والمبالغة وحتى الكذب المباشر وتعمل “البروبااغندا” على تغيير مواقف الناس أو نظراتهم من أمر ما، والتأثير على وعيهم وادراكهم بما يخدم أهداف المروجين.

وزير الدعاية النازية غوبلز
وزير الدعاية النازية غوبلز
وكان للبروباغندا تأثير كبير على أهم المجريات السياسية التي حدثت خلال القرن الماضي ابتدأ من الحرب العالمية الأولى التي لعبت فيها البروباغندا الأمريكية دورا كبيرا في تحريض الشعب الأمريكي ضد الألمان مرورا بالحرب العالمية الثانية التي كان للبروباغندا تأثير كبير فيها من خلال وزير الدعاية النازي غوبلز الذي لعب دورا مهما في ترويج الفكر النازي بطريقة ذكية، واستثمر غوبلز وسائل الإعلام حينها بأسلوب ممنهج ومبرمج وفقا لمنهج النازية وتطلعاتها وهو صاحب المقولة الشهيرة “اكذب حتى يصدقك الناس” وهو من صور هتلر بأنه المخلص لألمانيا وشعبها، وصولا إلى القرن الحالي الذي لعبت فيه الولايات المتحدة أخبث أساليب البروباغندا مستخدمة مصطلحات وجمل مع استمرار تكرار هذه المصطلحات حتى تدخل في عقول الناس ويصدقوها لتتمكن فيما بعد من غزو الشعوب ونهب خيراتها مثل “أسلحة الدمار الشامل، محاربة الإرهاب، الكيماوي وغيرها”.

وهنا سنذكر بعض الوسائل التي تتبعها البروباغندا للتأثير على عقول الناس:

1- التكرار

تستطيع أن تزرع أي فكرة تريدها داخل عقول الناس من خلال تكرارها والتأكيد عليها، من خلال اختيار فكرة أو شعار بسيط أو لفظ جذاب وبالتكرار تتحول الفكرة أو المنتج إلى جزء من حياة المتلقي وأحد المكونات الأساسية لوعيه.

ويقوم المعلنون بذلك من خلال عرض اعلاناتهم للناس في كل مكان “عرض الإعلانات في أكثر من قناة – إعلانات الشوارع – الإعلان في الصحف وغيرها”، وقد يلجأ البعض إلى التكرار في عرض إعلاناتهم غير المباشرة ليحصدوا نتائج أكثر فعالية من الإعلان المباشر عندما يكون التصريح مثيرا للحساسية أو الرفض، إذ دلت إحدى الدراسات على أن تكرار ظهور أحد نجوم السينما، وهو يدخن خلال الفيلم لأربع مرات، قد يؤدي إلى زرع صورة إيجابية للتدخين عند المراهقين المعجبين بهذا النجم، مما يعطي دلالة واضحة على أثر الإعلان غير المباشر في بث الرسائل الإعلانية مع التكرار المستمر، وهو أمر يزداد خطورة عندما يقترن بالتصريح المباشر والموجه.

دعاية فرنسية من الحرب العالمية الاولى تظهر قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني وهو يعض العالم
دعاية فرنسية من الحرب العالمية الاولى تظهر قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني وهو يعض العالم
2- استغلال المشاهير والرموز

يتم ذلك من خلال استخدام الفنانين والرياضيين للتسويق للمنتجات العالمية أو المحلية، عبر ثلاث مستويات مختلفة، الأول هو ظهور الشخصية بصحبة المنتج في الإعلان “يستخدم في الأفلام أحيانا” والثاني هو ظهور الشخصية وهي تستخدم المنتج “ملابس، عطور، مشروبات، أدوات تجميل”، أما الثالث فهو قيام الشخصية بتوجيه الجمهور لاستخدام هذا المنتج بشكل مباشر.

3- استخدام مصطلحات مثل ” دراسة علمية” أو “باحثين”

يقوم هذا الاسلوب على الاستفادة من المختصين أو الباحثين أو الدراسات العلمية، فيكفي أن تقول “طبيب ينصح بنوع معين من الأطعمة – أخصائي موضة ينصح بماركة معينة من الملابس” أوما شابه ذلك.

ويستخدم السياسيين الاسلوب نفسه من أجل قراراتهم السياسية عبر الظهور في وسائل الإعلام لتجميل هذه القرارات وتزيينها للناس.

4- استخدام الشعارات الرنانة

تهدف هذه الطريقة إلى استثارة المشاعر، وهو أسلوب شائع في الدعايات التجارية والسياسية على السواء كما هو معروف.

ويقوم المعلنون باطلاق عنوانين عريضة لمنتجاتهم خلال الحملة الإعلانية للمنتج، مثلا تأكيد أحد أشهر أطباء الأسنان في أمريكا على شعار “النفَس المنعش”، أكثر من التذكير بالهدف الرئيسي من تنظيف الأسنان وهو حمايتها من التسوس، إذ دلت الدراسات التي قام بها المنتجون على أن اهتمام المستهلك ينصب عادة على رائحة الفم الطيبة أكثر من صحة الأسنان. وهكذا يعتمد المعلنون على ربط أهدافهم الإعلانية بأكثر الشعارات جاذبية، وبغض النظر عن مصداقيتها، وصولاً إلى الربط اللاشعوري بين الشعار والمعلن عنه حتى يغدو مجرد تذكر المستهلك لرائحة الفم الطيبة محرضا تلقائيا.

وفي السياسة يتم نفس الأمر خاصة خلال الحملات الانتخابية حيث يختار الحزب أوالمرشح شعارا يهدف إلى ربطه في أذهان الناخبين، حتى و لو لم يكن برنامجه الانتخابي يحتوي على تفاصيل تحقيق هذا الشعار، وحتى وإن كان هناك مرشحون آخرون أقرب منه لتحقيق شعاره، فإن النجاح غالبا مايكون حليف ذلك المرشح الذي ينجح في ربط نفسه بشعار محبب وقريب إلى أذهان الناس، فمثلا طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية شعار” أمريكا أولا”.

ملصق خاص بالحرب يدعى نستطيع فعل ذلك استخدم لتشجيع العمال في وستنجهاوس للمحافظة على الإنتاج الحربي
ملصق خاص بالحرب يدعى نستطيع فعل ذلك استخدم لتشجيع العمال في وستنجهاوس للمحافظة على الإنتاج الحربي
5- خلق مشاكل وتقديم الحلول لها

في السياسة مثلا، حين ترغب السلطة في تمرير قرار ما تقوم بإشعار مواطنيها بمشكلة ما “سواء بتكبير مشكلة موجودة سلفا والتركيز عليها أو حتى بخلق مشكلة ليست موجودة من الأساس” ثم تقديم القرار المنتظر كحل سحري محدد سلفا لهذه المشكلة، والمثال الأشهر هو قيام بعض الحكومات بإشعار مواطنيها أنهم واقعون تحت خطر تهديد أمني حقيقي لتبرير استخدام إجراءات قمعية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق