قطر تغرد خارج سرب الائتلاف العربي
تشتهر قطر بممارستها المزدوجة وعلى مستويات مختلفة في الملفات الاقليمية، وأخيرا كشفت قطر مجددا عن جانب آخر من مقاربتها للسعودية والإئتلاف العربي الغربي.
فبعد استعار الازمة في وسائل الاعلام السعودية والإماراتية حول التصريحات المنسوبة لأمير قطر حول دور إيران وحلفائها في المنطقة، عادت الى الواجهة فرضية استمرار الخلاف بين الدوحة والرياض، تصريحات الدوحة الأخيرة والتي جاءت في حين ينوي ائتلاف تقوده السعودية التركيز على الدور الإيراني في الاقليم، تهدف الى تعزيز العلاقات مع طهران من أجل الحصول على المزيد من الامتيازات من قطبي القوة في غرب آسيا. ويمكن شرح الأسباب المتداولة لصحة هذه النظرية وفقا للمتغيرات أدناه:
1-الاختلاف مع السعودية على مستويات مختلفة
إن الخلافات القطرية السعودية على مستويات مختلفة عربية واقليمية قد تكون من أهم الأسباب وراء هذه الاحداث. حيث كانت الخلافات الحدودية بين الدوحة والرياض قد وصلت الى حافة المواجهة العسكرية، بالإضافة الى الاختلاف في النظرة الى المحيط الاقليمي، العناصر واللاعبين المؤثرين على المستويات الدولية والاقليمية مما أدى الى أن ينظر المسؤولون في كل من البلدين الى المسؤولين في البلد الآخر بريبة وشك. وفي هذا الصدد على الرغم من تناغم الموقف القطري مع قرارات مجلس تعاون دول الخليج الفارسي والجامعة العربية، إلا أن ممارسات قطر العملية تعكس تناقضا واضحا مع تلك المواقف.
2-المقاربة العملية للدوحة
الموضوع المهم الآخر والذي يؤثر في المنهج القطري هو المقاربة العملية القطرية والقائمة على التوازن من أجل المضي بالمصالح بالتزامن مع ادارة مواطن الضعف. بالنظر الى أن قطر لاعب صغير الحجم في تعريف العناصر، الهيكليات وتصنيف القوى العالمية، فإن اتباع قطر لهذه المقاربة فسح لها مجالا كبيرا من أجل تعويض النقص الذي تعاني منه. إن ارتباط قطر على مستويات مختلفة مع اللاعبين الكبار ومنهم القوى العظمى، الدول الاقليمية، اللاعبين غير الرسميين، الحركات الثورية، الجماعات الارهابية أدى الى اتباع قطر مقاربةً عمليةً قائمة على الصفقات، وقد شهدنا تجسد هذه المقاربة عمليا في حالات الاستقرار والأزمات.
3-الرغبة بحوار عربي-إيراني
إن المتغير الثالث الذي برز مؤخرا هو الرغبة القطرية الدائمة باقامة حوار مع إيران. فلطالما أعلن المسؤولون القطريون عن استعدادهم للقيام بدور الوساطة بين طهران والرياض، وهم يرون أن لهم القدرة على حل المشاكل بين الطرفين من خلال التفاوض. إن هذه الرغبة القطرية يمكن تفسيرها على أنها نابعة من المقاربة المتزنة التي تتبعها قطر تجاه إيران والسعودية، وهي مقاربة قائمة على استخدام الامكانيات الإيرانية والسعودية في الازمات.
4- تغير مقاربة ترامب تجاه قطر
المتغير الرابع الذي ربما قد تسبب بجزء آخر من رد الفعل القطري في الأونة الأخيرة، هو الحديث عن التغيير في مقاربة دونالد ترامب تجاه الدوحة. حيث أن هذا التغيير أثر على العلاقات الإيجابية التي سادت بين قطر والولايات المتحدة خلال عهد أوباما. وفي هذا الاطار؛ أدى دعم قطر لجماعات إرهابية خالفت أجندتها المصالح الأمريكية في فترات زمنية محددة، دعم قطر لحماس وحركة الأخوان المسلمين في الظروف الحالية وتعارض هذا مع أولويات واشنطن، بالإضافة الى تهديد ترامب القطريين بنقل قواته من قاعدة “العديد القطرية” واستخدام قواعد في بلدان مجاورة، أي في البحرين والسعودية، نشر كلاما عن الخلاف في نظرة مسؤولي البلدين، ودفع الدوحة نحو البحث عن توازن جديد مستعينة بقوة اقليمية أخرى ألا وهي إيران.
المصدر / الوقت