عبدالمهدي: الهجوم لن يُضعف طهران وسيرغم من يريد خلط الأوراق لمراجعة حساباته
بغداد ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبدالمهدي، اليوم الأربعاء، ان الهدف من العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران اليوم، هو “سياسي وليس إيقاع خسائر بشرية”، مؤكدا انه لن يُضعف ايران.
وقال عبدالمهدي، في بيان تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه ان “ادانة الهجوم الارهابي على ايران دليل جدية من يريد محاربة الإرهاب، ولا تخفى الرمزية الكبيرة التي يحملها الهجوم الارهابي الذي وقع اليوم في ايران، فالإرهاب يريد توجيه ضربة لمؤسس الجمهورية الاسلامية ولواحدة من اهم المؤسسات التي قام عليها النظام الإسلامي”.
وأضاف ان “الهدف ليس ايقاع خسائر بشرية فحسب، بل الهدف سياسي واضح يناغم تيارات سياسية لا تخفي عدائها للنظام الايراني بالدرجة الأولى، والا لكان اسهل على 3 او 4 ارهابيين انتحاريين، بينهم امرأة، ان يوقعوا من الخسائر البشرية لو قاموا بفعلتهم الاجرامية في سوق شعبي مكتظ، او اخذ رهائن في مؤسسات لا تتوفر فيها حمايات ولا تحمل المعاني السياسية والمعنوية التي تحملها المؤسستين اللتين وجه ضدهما الهجوم”.
واكد، “لن يضعف الهجوم الجمهورية الاسلامية ولا عزيمة الشعب الايراني التي تقوى عند التحديات والازمات كما يكشف تاريخ هذا الشعب المضحي والمقاوم، و على العكس سيرغم هذا الهجوم من يريد خلط الاوراق على مراجعة حساباته وتصريحاته ومواقفه”.
وأشار الى ان “الارهاب يستهدف ايران والعراق ولبنان وسوريا ومصر والاردن ودول الخليج وتركيا وباكستان وافغانستان والمغرب العربي والبلدان الافريقية، كما يستهدف بقية البلدان الاسيوية والاوروبية والأمريكية، وان اي خلط للخلافات السياسية بين الجماعات والدول مع الارهاب المتمثل بأولئك الذين يدعسون الناس بالسيارات، او يفجرون انفسهم وسط جمهور الابرياء، ويقطعون الرؤوس، ويحرقون اسراهم احياء ويدمرون معاني الحضارة، والذين يؤدلجون فكرهم بتكفير كل من يخالفهم ويحلون دمه، سيصب في النهاية لمصلحة الإرهاب”.
وتابع عبدالمهدي، “ما لم يقف العالم وقفة واحدة ضد الارهاب، كما وقف –رغم كل الخلافات- ضد النازية والفاشستية، فان الارهاب سينتشر وسيستمر بالضرب في كل مكان، فـ”داعش” توضح بأعمالها الاجرامية مواقفها من الجميع، بينما هناك بين الجمع من يختلف ويريد بعثرة الجهود وحرف اتجاهات المعركة، معتقداً انه بهذا العمل قد ينأى بنفسه، او يستغل الارهاب لحل خلافات سياسية، بينما النار تهدد داره”.
وتساءل “الا يكفي من براهين ما حصل ويحصل في دول المنطقة، فتم غض النظر عن منظمات ارهابية وقدمت لها المساعدات ثم امتدت اليد الارهابية لتضرب اليد التي قبلتها؟ الم تسعَ دول اوروبية ان تنأى بنفسها وتفسر الارهاب بانه صراع بين الشيعة والسنة، واذا بالإرهاب يضرب في اوروبا والولايات المتحدة؟ الم تسعَ دول باتهام المسلمين كل المسلمين، والاسلام كل الاسلام بالإرهاب، واذا بالمسلمين من الشيعة والسنة هم اكثر الضحايا، ويكون الاسلام هو المستهدف الاول؟”.
وأوضح “لقد وقفت ايران معنا في مواجهة الارهاب التكفيري “القاعدي” و”الداعشي” ولولاها ولولا تضحيات شعبنا والفتوى الجهادية والقوات المسلحة وقوات الحشد والبيشمركة وقوات التحالف، لسقطت اربيل وبغداد في حزيران 2014، بل لسقط العراق كله، ولما نجحنا في معاركنا لدحر الارهاب وتحقيق نجاحات بدءاً من الرمادي وصولاً الى الموصل”، لافتا “مما يؤسف له ان الخبال والمرض قد اخترق عقول الكثيرين بحيث ان “التغريدات” التي ظهرت في بعض مواقع التواصل الاجتماعي بدل ان تتضامن مع ايران وشعبها عند وصول اخبار التفجيرات، وتميز بين الخلافات السياسية والموقف من الارهاب، بدأت تتكلم ان هذا من عمل النظام نفسه”.
ونوه الى ان “هذا العقل المريض والمخبول هو غذاء الارهاب الذي يسمح بالعمليات الارهابية في بلداننا وفي اسيا وافريقيا وفي 11 سبتمبر وفي اوروبا وفي اي مكان، والتي من واجبنا جميعاً ادانتها والتضامن مع ضحاياها والوقوف سوية لمحاربتها، دون خلطها بالخلافات الأخرى”.
وذكر عبدالمهدي “قبل ساعات، غرد “ريتشارد هاس” مساعد الرئيس بوش {1989-1993} في فريق الامن الوطني، وحالياً رئيس مجلس العلاقات الخارجية المتخصص في السياسة الخارجية ومن اهم مراكز الابحاث الامريكية، والذي له {هاس}مؤلفات في السياسة الخارجية، والعقوبات الاقتصادية والذكية، ومنها {War of Necessity, War of choice: A Memoire of Two Iraq Wars، حرب الضرورة وحرب الاختيار، تأملات في حربين عراقيتين}، وهي مؤلفات اريد بها مواجهة خصوم امريكا، ومنهم ايران، مخاطباً الرئيس ترامب قائلاً: “ملحوظة لرئيس الولايات المتحدة، ادانة الارهاب لا يمكن ان تكون انتقائية إذا اردنا ان يكون لها معنى حقيقي. يجب ادانته {الإرهاب} في ايران كما ندينه في اوروبا”.انتهى