جنرال إسرائيلي: الأزمة مع قطر تهدف لبناء معسكر سني منسجم في مواجهة إيران
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، أن قطع العلاقات مع قطر، والذي أعلنت عنه السعودية، مصر، الإمارات، البحرين ودول أخرى، هو مؤشر ضعف.
وقال عميدرور لصحيفة “إسرائيل اليوم” :” حقيقة أن العالم العربي – السُني لم ينجح في أن يفرض نهجه الأساس على إمارة صغيرة، هو مؤشر آخر لأزمة عميقة، تنبع ضمن أمور أخرى وهي أنه ليس للسُنة زعامة حقيقية”.
وأضاف “أن السنة الأغلبية الكبرى، 85 % من المسلمين، وكذا أيضًا في أوساط الأمة العربية، ومع ذلك فإن الشيعة بقيادة إيران هم القوة المحركة للسياقات في أرجاء الشرق الأوسط”.
وادعى عميدرور أن الأزمة مع قطر لا يبدو أنها تمت بسبب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة أو بتشجيع من الولايات المتحدة، كما يفهم من ردود الفعل المشوشة في واشنطن.
وتوقع أن ما يجري ثمار مسيرة أوضح للزعماء السُنة – لدول الوضع الراهن- بأن قطر لن تدخل إلى التلم الذي يحاولون خطه كمجموعة، ويخشى هؤلاء الزعماء من قوة إيران، مثلما ومن استئناف “الربيع العربي”.
وأشار عميدرور إلى أن قطر في كل المجالات الحرجة هذه تتخذ سياسة مستقلة، حين تلعب بين المعسكرات المختلفة، وتحاول الامساك بالعصا من طرفيها، سياسة ذات وجهين على أفضل صورها، حتى الآن على الأقل.
وبيّن أنه توجد في قطر إحدى القواعد الأهم للأسطول الأميركي، وكذا موقع قيادة كبير للجيش الإسرائيلي، ولكن لقطر علاقات طيبة مع إيران العدو الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة، إضافةً لكونها الداعم الأساس للإخوان المسلمين.
ونوه عميدرور إلى أنهم في السعودية يمقتون رجال الإخوان المسلمين، وتدعي الدول العربية بأن قطر تساعد محافل إرهاب واضحة كـ”القاعدة” و”داعش”، ولكن لهذه الادعاءات أساسًا أضعف بكثير، كما يقول.
ولفت إلى أن الادعاء الآخر تجاه قطر ثقيل الوزن من زاوية نظر زعماء هذه الدول، وهي أن الإمارة تملك قناة الجزيرة، التي تشعل النار في الشارع العربي ضد السلطات في كل تلك الدول العربية، وكان دورها حرجًا في تجنيد الجماهير وإثارتها ضد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وقادت حملة المقاومة لخطوة الجنرال السيسي ضد الإخوان المسلمين.
وأضاف عميدرور :” في دول عربية أخرى أيضًا تنشط الشبكة (الجزيرة) جدًا ضد الحكم القائم، ولكن لن تجد في الجزيرة كلمة نقد على الحكم في قطر، رغم أن أغلبية ساحقة من سكان الإمارة هم أجانب يحملون على أكتافهم جنون العظمة للأسرة المالكة القطرية”.
وأشار كذلك إلى أنه مثلما في كثير من المجالات فإن موقف قطر من “إسرائيل” ذو وجهين أيضًا، فمن جهة تسمح للإسرائيليين بالوصول إليها والسفر في شركة طيرانها، ومن جهة أخرى هي السند الوحيد لـ”حماس” في العالم العربي. في واشنطن أيضًا خرجت مؤخرًا عدة جهات لتتحدث ضد لعبة قطر المزدوجة”.
وأوضح عميدرور أنه “بناءً على ما سبق تقرر بين زعماء الدول العربية وضع حد للعبة القطرية. رغم ثراء قطر الأسطوري، إلا أنها متعلقة بقدر غير قليل بجيرانها ولاسيما بالسعودية”.
وقال :” إذا نجح المسعى السُني تجاه قطر – إذا جمدت علاقتها مع إيران، كفت عن دعم الإخوان المسلمين وربما حماس أيضًا، فرضت قيودًا متشددة على “الجزيرة”، وتوقفت عن استقبال محافل متطرفة في العالم السُني – فستكون هذه خطوة هامة للغاية في بناء معسكر سُني منسجم، في مواجهة ايران”.
وتابع عميدرور يقول :” من ناحية معينة فإن بناء قيادة فاعلة للعالم السُني يمكنه أن يحدث تغييرًا هامًا في الشرق الأوسط، فـ”إسرائيل” هي الأخرى سيتعين عليها أن تعتاد العمل مع هذا الجسم”.
واستطرد “وبسبب حقيقة أن أعداء “إسرائيل” هم أيضًا أعداء الدول التي يتشكل منها هذا المعسكر العربي السُني، ثمة هنا فرصة حقيقية لـ “إسرائيل”، ويمكن استغلال ما يجري مع الدول القليلة في المجموعة حتى الآن”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق