داعش یلفظ انفاسه ألأخيرة.. بين الموصل والتنف
كانت الساعات القليلة الماضية مليئة بالتطورات المهمة في الميدان السوري والعراقي، تطورات قد لا يكون من المبالغة القول أنها كانت أحد الأهداف الاستراتيجية لقوى محور المقاومة وهو الوصول إلى الحدود العراقية السورية وتأمين الاتصال البري بين هذه القوى.
الوصول إلى معبر التنف والتقاء القوات التي تقاتل على الجبهة السورية مع حلفائها في الجبهة العراقية يعني إعادة ربط بغداد بدمشق عبر الخط البري. وهذا الأمر الذي لم يتمكن الأمريكيون من إفشاله رغم استهدافهم المباشر لقوات تابعة للجيش السوري وحلفائه خلال الأيام الأخيرة.
إذا ما حصل يؤكد الانتصار الكبير الذي حُقق على الجبهتين العراقية والسورية، انتصار له نتيجتين، الأولى تأكيد انهزام تنظيم داعش الإرهابي بعد قرب انتهاء تحرير مدينة الموصل العراقية، إضافة إلى خسارته أجزاء واسعة من عاصمته التي يستقر فيها في الداخل السوري هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن السيطرة على معبر التنف يؤكد أن المخططات الأمريكية قد فشلت بإبعاد الجيش السوري وحلفائه إضافة إلى الحشد الشعبي من الحدود العراقية السورية، إذا أجندة محور المقاومة هي التي تمكنت من تحقيق أهدافها في مواجهة الأجندة الأمريكية.
وبالتزامن مع الوصول إلى معبر التنف، فقد أعلنت مصادر عراقية عن ملاقاة بعض الوحدات العسكرية العراقية لأخوتها السورية عن نقطة الصفر الحدودية، وهي المنطقة التي تفصل الحدود الشرقية لسوريا عن الحدود الغربية للعراق بين معبري التنف السوري والزلف العراقي الحدوديين.
يذكر أن هذا المعبر كان قد وقع بيد تنظيم داعش منذ سنوات. ليتمكن اليوم الجيش السوري مدعوما بحلفائه من قوى محور المقاومة من تحريره، مما يؤشر لبدأ مرحلة جديدة تتسم باسترجاع كل مناطق الحدود المشتركة بين البلدين.
طبعا هذا الأمر أكدته وزارة الدفاع الروسية، التي نشرت خريطة مفصلة تدل على المناطق التي حررها الجانبين العراقي والسوري.
نائب قائد قوات الحشد الشعبي ليل البارحة أكد التقاء القوات العراقية بالسورية، معربا عن تفاؤله وسعادته بعد تمكن الجيش السوري من الوصول إلى الحدود المشتركة مع العراق.
هذه الخطوة إضافة إلى الأنفاس الأخيرة التي يتنفسها تنظيم داعش في الداخل العراقي تساعد على قطع خط الإمداد للتنظيم بين العراق وسوريا، وتشكل رصاصة الخلاص للمشروع الأمريكي بالسيطرة على الحدود العراقية السورية عبر قوات حليفة لها.
وبالعودة إلى هذا الهدف الأمريكي، والذي كان قد بدأ الإعداد له من خلال تدريب قوات سورية في أحد المعسكرات القريبة من المنطقة، فتؤكد التحليلات أنه كان يهدف لتشكيل منطقة آمنة للكيان الإسرائيلي في الجنوب السوري. حيث أن منطقة معبر التنف الزلف قريب من الحدود الأردنية السورية التي تعتبر استراتيجية لإسرائيل.
ما حصل لم يمر أمريكيا دون ردة فعل، فحسب مصادر ميدانية قامت طائرات مقاتلة أمريكية وبعد ساعات قليلة على تحقيق الإنجاز السوري العراقي، قامت المقاتلات بقصف نقاط للجيش السوري وحلفائه في بعض المناطق المحيطة بمعبر التنف. وإلى الآن لم يؤكد وقوع أضرار بشرية في صفوف القوات السورية أو العراقية.
ومن جهة أخرى فقد تناقلت بعض القنوات التي تسوق للتنظيمات الإرهابية ما مفاده وقوع خسائر كبيرة ضمن صفوف القوات السورية قبيل الوصول إلى التنف، لتؤكد مصادر ميدانية عسكرية أن هذا الأمر إنما يقع في سياق الحرب النفسية ومحاولات تقبل الواقع الذي وصلت إليه قوات تنظيم داعش الإرهابي.
وهذا التخبط الداعشي انعكس في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر هاشتاغ في تويتر يدعو للدعاء بالتفريج عمن سموهم جنود الدولة في نينوى وتلعفر والرقة، في إشارة واضحة إلى مدى الضغط والحصار الذي بات يشعر به التنظيم وأنصاره في المناطق المتبقية تحت سيطرته في سوريا والعراق.
إذا لقد تحقق البارحة نصر مؤزر لقوات محور المقاومة إن صح التعبير، وتمت السيطرة على معبر التنف بالكامل وتثبيت هذه السيطرة عسكريا. وما كان يخشاه الأمريكيون ومن ورائهم بعض الأعراب قد حصل، فطريق بيروت -دمشق – بغداد- طهران بات سالكا في الاتجاهين وهلال محور المقاومة قد اكتمل بانتظار تحقيق النصر الأكبر على تنظيم داعش وإنهاء وجوده بشكل كامل.
المصدر / الوقت