التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 29, 2024

خبير اميركي: مواقف ترامب ازاء ايران تتسم بالحماقة 

وصف الخبير بالشؤون الدولية والأستاذ في جامعه هارفارد “ستيفن والت” مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب ازاء ايران بانها تتسم بالحماقة، داعيا أمريكا إلى مدّ يدها إلى إيران لتسوية الخلافات العالقة بين الجانبين والتحرك باتجاه تسوية الأزمات المتعددة في الشرق الأوسط.

وفي مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، كتب والت، أن مواقف الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إزاء إيران تتسم بالحماقة وتتنافى مع مصالح واشنطن الاستراتيجية في المنطقة والعالم.

وأضاف أن ترامب يواصل نفس السياسة الخاطئة التي انتهجها الرؤساء الأمريكيون السابقون والتي تسببت بإلحاق هزائم كبيرة ومكلفة بواشنطن في الشرق الأوسط.

وأشار “ستيفن والت” في هذا المقال إلى أن السعودية واللوبي الصهيوني يعملان ليلاً ونهاراً للحدّ من قدرة إيران في المنطقة، داعياً الرئيس الأمريكي إلى الحذر من هذين اللاعبين وعدم الإصغاء إلى مطالبهما بشأن النزاعات القائمة في الشرق الأوسط في الوقت الراهن لاسيّما فيما يتعلق بالأزمتين السورية واليمنية.

ووصف هذا الخبير الأمريكي مساعي السعودية وحلفائها في المنطقة من أجل تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي بأنها مجرد أوهام ولا يمكن أن تصب في صالح الفلسطينيين أو تسهم في التوصل إلى تسوية حقيقية في الشرق الأوسط.

وتطرق والت في جانب آخر من مقاله إلى الأزمة الحالية بين قطر وعدد من دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية واصفاً مواقف ترامب إزاء قطر بالحمقاء.

كما وصف والت مواقف الرئيس الأمريكي إزاء الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الإيرانية طهران مؤخراً بأنها تنم عن عدم تحليه بأي مشاعر إنسانية، معرباً عن اعتقاده بأن مثل هذه المواقف المضللة والمشوشة من منظور استراتيجي لايمكن أن تصب بصالح أمريكا في نهاية المطاف.

وقارن الخبير الأمريكي بين مواقف إيران إزاء هجمات 11 سبتمبر في أمريكا وبين مواقف ترامب إزاء الهجمات الأخيرة في طهران بالقول: إن إيران تعاطفت مع الشعب الأمريكي ودانت بشدة هجمات 11 سبتمبر ووصفتها بأنها عمل إرهابي شنيع، في حين سارع ترامب إلى التعاطي مع هجمات طهران بأسلوب ينم عن عدم تحليه بأي عواطف وأي مشاعر إنسانية.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى تغريدات ترامب المتلاحقة وغير المنقحة حول أزمة قطر مع بعض دول مجلس التعاون ومصر، وألمحت إلى أن مواقف الرئيس الأمريكي تبدو منحازة تماماً إلى جانب السعودية ضد قطر، مشددة على أن هذا الأمر من شأنه أن يعقّد الأزمة بدلاً من التفكير بحلها دبلوماسياً من خلال إقناع الأطراف المعنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأضافت إن هذا الخلاف قد يضر بمصالح واشنطن لأن قطر تستضيف قاعدة “العِديد” الجوية التي تشكل محور القيادة المركزية الأمريكية في عموم المنطقة.

وأشارت المجلة إلى أن هذا الأمر دفع بعض خبراء الأمن القومي الأمريكي إلى التساؤل عمّا إذا كان ترامب قد فكر مليّاً في ربط قدر أمريكا بالسعودية وبذل قصارى جهده لعزل قطر، أم أن هناك أسباباً أخرى.

ودعا “ستيفن والت” الإدارة الأمريكية إلى انتهاج سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، مشدداً على ضرورة أن تكون هذه السياسية بعيدة عن الأنانية وتراعي جميع الأطراف دون انحياز لأي منها على حساب الأطراف الأخرى.

ويشير والت في مقاله إلى أن أمريكا ارتبطت خلال فترة الحرب الباردة بتحالفات قوية في المنطقة، لكنها الآن ليس لديها في الشركاء ما يجذبها لشراكتهم، حيث رأى الكاتب أن مستقبل مصر لايزال قلقاً، ويكاد الحكم في تركيا يتحول إلى نظام الحزب الواحد، فيما لم تعد السعودية سوى هيكلية ملكية قد أصابتها الشيخوخة.

ويعتقد والت بأنه من الأهمية بمكان أن يتحرك الكونغرس الأمريكي لكبح جماح ترامب وإدارته وعدم تجاهل الحقائق التي أفرزتها تطورات الأحداث في الشرق الأوسط سواء على مستوى الأزمتين السورية واليمنية أو على مستوى التعامل مع إيران أو الموقف من الأزمة الجديدة بين قطر وبعض الدول العربية وفي مقدمتها السعودية والبحرين ومصر والإمارات.

وفي ختام مقاله اعتبر “ستيفن والت” سياسة ترامب في الشرق الأوسط بأنها الأسوأ مقارنة مع سياسات “بيل كلينتون” و”جورج بوش” و”باراك أوباما”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق