كيف تحافظ على انتعاش فمك أثناء الصيام؟
مع حلول شهر رمضان المبارك كل عام، يستعد الجميع لاستقباله بكل مظاهره المبهجة والدفء العائلي الذي يشيعه في كل منزل والشعائر الدينية المميزة له، وخاصة الصوم من مطلع الفجر وحتى غياب الشمس.
وبقدر ما يعد الصوم من العبادات المحببة لدى معظم الناس نظراً لفوائده الصحية والروحية المتعددة، بقدر ما يرتبط لدى البعض بأمر واحد غير محمود وهو “رائحة الفم الكريهة” أو ما يعرف طبياً باسم البخر أو النفس النتن (Halitosis)، وما يخلفها من اثار سلبية على مدى ثقتهم بأنفسهم، وقد يثير استياء من حولهم.
لماذا تكون رائحة الفم غير محببة أثناء الصوم؟
تعد رائحة الفم الكريهة من الأمور الشائعة خلال الصوم المتقطع أو حتى في الأوقات العادية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن واحد من كل أربعة أشخاص يعاني من هذه المشكلة بشكل اعتيادي عالمياً. كذلك تأتي رائحة الفم الكريهة في المركز الثالث ضمن الأسباب التي تدفع الناس لزيارة طبيب الأسنان بعد تسوس الأسنان ومرض اللثة.
وهناك عدة أسباب عادة ما يقف أحدها أو بعض منها وراء المعاناة من رائحة الفم الكريهة، أهمها:
١. جفاف الفم: وهو أحد الأسباب التي تقترن بالصوم. يعمل اللعاب على تنظيف الفم، لذا، فإن جفاف الفم بسبب قلة تناول المياه، أو الانقطاع عن تناولها طوال النهار بسبب الصوم، قد يسبب جفاف الفم، وبالتالي رائحة الفم الكريهة.
٢. بقايا وجزيئات الطعام، التي تعلق بين الأسنان بعد تناوله يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة. كذلك، فإن بعض الأطعمة مثل البصل والثوم يمكن أن تتسبب في رائحة غير جيدة للنفس، إذ تنتقل بعض مكوناتها بعد الهضم من خلال الدم إلى الرئتين وتؤثر سلباً على رائحة النفس.
٣. قلة تناول الكربوهيدرات، إذ يؤدي تكسر الدهون إلى إنتاج نوع من المواد الكيميائية ذات الرائحة النفاذة والمعروفة باسم الكيتونات (Ketones)، لذا فالصوم والأنظمة الغذائية القائمة على قلة تناول الكربوهيدرات قد تتسبب في رائحة الفم الكريهة بسبب تكون الكيتونات.
٤. عدم الاعتناء بنظافة الفم: فتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون والخيط، بالإضافة إلى غسول الفم مرتين في اليوم، يضمن إلى حد كبير التخلص من بقايا الطعام التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور رائحة الفم الكريهة. كذلك، فإن عدم تنظيف الأسنان بانتظام بالفرشاة والمعجون يؤدي إلى تكون بكتيريا البلاك التي يمكن أن تسبب التهاب اللثة ومرض دواعم السن (Periodontitis)، وبالتالي الإصابة برائحة الفم الكريهة. كذلك، فإن أطقم الأسنان الصناعية التي لا يتم تنظيفها بانتظام، يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة.
٥. إصابات الأنف والفم والحلق، ففي بعض الأحيان تتكون بعض البكتيريا على اللوزتين وتسبب رائحة سيئة داخل الفم، وهو ما يعرف باسم حصى اللوزتين، كما تسبب التهابات الأنف والحلق والجيوب الأنفية ظهور رائحة الفم الكريهة.
كذلك، قد يتسبب وجود جسم غريب داخل الأنف في ظهور رائحة سيئة في الفم، خاصة عند الأطفال.
أسباب إضافية تزيد من احتمالات ظهور رائحة الفم الكريهة
هناك بعض العوامل الصحية والعادات الشخصية التي يمكن أن تزيد من فرصة ظهور رائحة الفم الكريهة، أهمها:
١. التدخين، فهو يخلف رائحة غير محمودة في الفم وتستمر طويلاً حتى بعد الإمساك للصوم. أيضاً، يزيد التدخين من فرص الإصابة بمرض اللثة الذي يسبب بدوره رائحة الفم الكريهة.
٢. تناول بعض الأدوية، يقلل من إنتاج اللعاب، كما يؤدي تكسر البعض الاخر منها خلال امتصاصها إلى ظهور رائحة الفم الكريهة، ومن أبرزها أدوية السكري وضغط الدم المرتفع.
٣. تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات، والمكملات الغذائية يمكن أن يؤدي إلى ظهور رائحة غير محببة للفم.
٤. الإصابة ببعض الأمراض، مثل بعض الأمراض المتعلقة بالتمثيل الغذائي (الأمراض الاستقلابية) التي يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة.
كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة في رمضان وطوال العام؟
هناك بعض الخطوات والعادات التي يمكن أن تساعدك على الوقاية من رائحة الفم الكريهة خلال الصوم وبوجه عام، أهمها:
١. تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الغني بالفلورايد مرتين يومياً على الأقل: صباحاً ومساءً لمدة دقيقتين في كل مرة. ويفضل أن يتم ذلك بعد تناول السحور وفي الصباح الباكر وعقب تناول الإفطار أو قبل النوم.
٢. استخدام الخيط يومياً لتنظيف ما بين الأسنان، فالفرشاة والمعجون يقضيان فقط على ٦٠% من الفضلات داخل الفم، والتي يمكن أن تسبب البلاك، وبالتالي رائحة الفم الكريهة.
٣. استخدام غسول للفم مرتين في اليوم، لتنظيف الفم بعد الفطور وبعد تناول السحور، للتأكد من تنظيف الأسنان واللثة بشكل كامل وفعال للوقاية ضد البكتيريا. وينصح باستخدام غسول للفم بخلاصة المسواك.
٤. تنظيف أطقم وواقيات الأسنان، وأي أجزاء أخرى تعويضية داخل الفم بشكل يومي لضمان نظافتها وعدم تكون البكتيريا المعكرة لرائحة الفم عليها.
٥. تنظيف اللسان، بفرشاة خاصة للتخلص من بقايا الطعام ورواسبه.
٦. تناول الكثير من الماء والسوائل، في ساعات الإفطار (ما بين المغرب والفجر) للحفاظ على ترطيب فمك وعدم جفافه، ويحتاج المرء لتناول كوب من الماء كل نصف ساعة خلال ساعات الإفطار للحفاظ على ترطيب جسده بوجه عام. كذلك يساعد استخدام المسواك ومضغ العلكة على إفراز المزيد من اللعاب.
إذا كنت تعاني من جفاف الفم لأسباب مرضية، يمكنك أن تطلب من طبيبك المعالج أن يصف لك دواء مدر للعاب.
٧. تجنب التدخين، للابتعاد عن الرائحة غير المحببة التي يخلفها في الفم، وتجنب اثاره السلبية على اللثة والصحة بوجه عام.
٨. التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب رائحة كريهة في الفم، خلال ساعات الإفطار، مثل البصل والثوم والحلوى والقهوة.
٩. تناول وجبة سحور صحية، تحتوي على حصص من الخضروات والفواكه، فهي تساعد على تنظيف الأسنان وحماية اللثة والوقاية من البكتيريا، كما تساعد على ترطيب الفم في ساعات الصوم. ينصح أيضاً بالابتعاد عن الأطعمة المليئة بالتوابل والبهارات، وتناول كمية كافية من السوائل.
١٠. تناول قدر كاف من الكربوهيدرات، في وجبتي الإفطار والسحور، للوقاية من إنتاج الكيتونات وبالتالي ظهور رائحة الفم الكريهة.
١١. زيارة طبيب الأسنان دورياً: للإطمئنان على صحة فمك وتدارك أي إصابات أو عدوى مبكراً. يمكنك أن ترتب زيارة سنوية قبل الشهر الكريم بفترة كافية لمعالجة أي مشكلات طارئة قد تتسبب في رائحة كريهة لفمك.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق