جابري أنصاري: السعودية بدأت لعبة خطيرة والقصف الصاروخي لداعش رسالة واضحة
طهران – سياسة – الرأي –
اكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين جابري أنصاري أنّ “العملية الصاروخية لحرس الثورة الاسلامية ضد مقر قيادة “داعش” في دير الزور كانت رسالة واضحة من الجمهورية الاسلامية الايرانية في مواجهة الجماعات الارهابية، معتبرا السعودية بدأت لعبة خطيرة وستغرق بسببها.
ولفت مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية جابري أنصاري في حديث لموقع “العهد” الاخباري الى أن إيران فور العمليات الارهابية الاخيرة بطهران أعلنت بأنها سترد على عملية “داعش”، وأضاف “من ناحية كانت هذه العملية رد مباشر على عملية “داعش” في طهران كما أن هذه العملية هي نموذج لسياسة ايران الواضحة في المكافحة المؤثرة ضد الجماعات الارهابية وخاصة تنظيم “داعش” الارهابي”.
ورداً على سؤال حول هزائم “داعش” المتتالية والحديث عن الدعم السعودي للارهابيين الذين قاموا بعمليات إرهابية بطهران، أجاب مساعد وزير الخارجية الايراني قائلاً إن “ما حدث في طهران يمكن أن نراه من عدة جوانب، إحدى هذه الجوانب هي المعاني الرمزية للمناطق التي استهدفها الارهابيون، ويبدو اذا التفتنا الى هذا الجانب نصل الى قضايا عميقة في منطقتنا”، مضيفاً أن “إحدى المناطق التي تم استهدافها هو مرقد مفجر الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني قدس سره الشريف الذي أرسى بقيادته الحكيمة أسس الاستقلال في البلاد وجعل من ايران دولة مستقلة غير تابعة للقوى الاجنبية في الساحة الدولية ولذلك نعتبر استهداف هذا الرمز من جانب جماعات تابعة لبعض القوى الاقليمية والدولية هو في الاصل استهداف لاستقلال الجمهورية الاسلامية الايرانية”.
وتابع القول “النقطة الثانية التي تم استهدافها هي مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) والذي يمثّل الركن الثاني للجمهورية الاسلامية المتمثل بالحرية وحقوق الشعب وحق تعيين المصير والديموقراطية واختيار الشعب، ولفت الى أن “استهداف الارهابيين لهذين الرمزين الذين يمثلان الاستقلال والحرية له معانيه الخاصة، حيث نرى هناك تيارات ومراكز قوة في المنطقة لا تمتلك الاستقلال وأن شعوبها محرومة من الحرية”.
واعتبر جابري انصاري أن “هذه الامور تدل على المصادر التي تتلقى منها هذه التيارات الارهابية المتطرفة الدعم والاوامر ومن يقوم بتزويدها بالمال والايدولوجية”.
وأشار مساعد وزير الخارجية الايراني الى أن الجانب الآخر للموضوع يعود الى ما يحدث من تطورات ميدانية في العراق وسوريا، حيث نرى أن التيارات الارهابية والمتطرّفة خاصة جماعة “داعش” الارهابية يعانون من أزمة استراتيجية كبرى ولا يوجد لديهم مجالاً للهروب، وأضاف “في ظل هذه الاوضاع الصعبة بالنسبة للارهابيين هؤلاء يسعون لتوسيع عملياتهم للهروب من هذه المصاعب حتى يثبتوا أنهم أحياء ولكن هذه التحركات لن تؤثر في هذه الحركة الاستراتيجية الحالية في العراق وسوريا وأن العمليات ضد الارهاب مستمرة وبقوة”.
واذ ذكّر حسين جابري انصاري بما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ فترة حيث هدد أمام الكاميرات بأنهم سيجرّون الحرب والمواجهة الى داخل ايران، وبما قاله وزير الخارجية السعودي في تغريدة له في “تويتر” صبيحة العمليات الارهابية بطهران حيث أكد على ضرورة الضغط ومواجهة ايران، اعتبر مساعد وزير الخارجية الايراني أن تزامن هذه التصريحات من جانب المسؤولين السعوديين مع الاعتداءين الارهابيين في طهران له معناه، واستدرك القول “كذلك لدينا معلومات تدلّ على أن النظام السعودي يجري اتصالات ويقيم علاقات مع التيارات الارهابية المناهضة للثورة الاسلامية في مختلف مناطق البلاد وبدأوا لعبة خطيرة، ولفت الى أن هذه اللعبة ستسبب مشاكل استراتيجية سلبية وكبيرة للسعودية.
وأسف جابري أنصاري لأن بعض الحكام في المنطقة وبعض دول العالم لم يتلقنوا درساً من التجارب السابقة، وقال “السياسات المبنية على اللعبة التكتيكية بأدوات إرهابية أدت الى كوارث كبرى على المستوى الدولي والاقليمي”، وأضاف “في العقد الماضي ومن خلال اللعب بالأدوات الارهابية في العراق ومن ثم سوريا واليمن أدى الى توسيع أمواج الارهاب والتطرف في العالم واليوم الارهاب أصبح أزمة وتحدياً عالمياً”.
وذكّر بما حصل في افغانستان، وقال “بعض القوى العالمية في افغانستان من أجل مواجهة الاتحاد السوفياتي السابق استخدموا هذه الادوات ونتائجه تبلورت في أحداث 11 سبتمبر وكذلك تنمية نشاط التيارات الارهابية، وبعض القوى في المنطقة والعالم استخدمت هذه الادوات في العراق وسوريا وهم يشهدون اليوم نتائجه في الساحة الدولية”، وشدد على أن “استمرار هذه اللعبة الخطرة وجرّها الى مناطق أخرى سيكون لها نفس النتائج.
وأكد مساعد وزير الخارجية الايراني أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي دولة قويّة ومستقرّة ومبنية على الارادة الوطنية ذات حكومة مستقلة مبنية على اختيار الشعب وأنها لديها قوة الصمود أمام هذه الاحداث التكتيكية ولن تسمح لهؤلاء أن يستخدموا هذه الاداة التكتيكية ضد ايران وتحذر من أن هؤلاء “الذين يجلسون في بيوت زجاجية عليهم أن لا يرموا الحجارة على الآخرين ومن جرّب المجرب حلّت به الندامة”.
وأضاف “إن هذه السياسات تتبعها السعودية منذ عقود ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية والمنطقة ونرى أن السعوديين يقومون بايصال الدعم للارهابيين وترويج الايدولوجية بين التيارات الارهابية والمتطرفة خلال هذه العقود”، موضحاً إن “الرياض تعاني من مشكلة وهي أنها لديها علاقات ايدولوجية وطيدة مع هذه الجماعات المتطرفة وتدعمها سياسياً ومادياً على المستوى العالمي”، ولافتاً الى أن “تحركاتها الاخيرة جاءت من أجل اشاحة الانظار عنها خاصة ان العالم خلال السنوات الثلاث الاخيرة صوّب أنظاره تجاه مصدر هذا الخطر لأن السعودية منذ أعوام طويلة هي مركز دعم الارهابيين وتصدير الايدولوجية الارهابية، حيث نرى بسببها تم الحاق اضرار كبيرة بالعالم”، ومشيراً الى أن “السعودية من خلال هذه الالاعيب تسعى لحرف الانظار عن مركز وبؤرة هذا الخطر الكبير المتمثل بها على العالم”.
واذ نبّه جابري أنصاري من أن هذه اللعبة التكتيكية ستورط السعودية أكثر وستغرق بسببها، قال “يمكن أن يكون لهذه اللعبة بعض الفوائد قصيرة الأمد والخاطفة للسعودية ولكن هذه السياسة هي فاشلة ولا تؤدي الى نتائج”. وأضاف “الجمهورية الاسلامية الايرانية تعرف كيف تدبر أمورها ونحن خلال العقود الاربعة الماضية قمنا بتدبير أمورنا في ظل الازمات التي خلّفها الاعداء لايران واليوم ترون أن استقرار وقوة ايران تزداد كل يوم”.
وحول اليمن، اعتبر مساعد وزير الخارجية الايراني أن “اليمن تواجه إبادة جماعية وحصار ظالم من الارض والسماء والبحر ويتم قتل الناس بواسطة القصف والامراض وهذا هو جانب من تطورات اليمن ولكن الجانب الآخر يتمثل بصمود الشعب اليمني ومقاومته والذي واجه خلال العقود الماضية عدة هجمات أجنبية ولكنه لم يستسلم ابداً أمام أي عدوان اجنبي وحافظ على استقلاله وكرامته وعزته”. وأضاف “الشعب اليمني لن يستسلم أمام الضغط السعودي وسيصمد أمام هذا العدوان وسترتد في النهاية النتائج السلبية للحرب على السعودية.
واستطرد جابري انصاري قائلاً “السعودية كانت تريد السيطرة على اليمن خلال أيام أو أشهر قليلة ولكن اليوم مضى سنوات وفشلت في تحقيق ما تريد ولن تحقق هذا في المستقبل”، لافتاً الى أن “استمرار هذه الحرب يعني استمرار هزائم السعودية وتورطها أكثر فأكثر.
ورأى مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية أن “على السعودية أن تعترف بسياساتها الخاطئة وبأنه لا يمكنها تحميل سياساتها الاحادية الجانب ضد شعوب المنطقة، وأضاف “هذا هو الان ما تتبعه للاسف السعودية في أزمة قطر وهذا هو العنوان العام للسياسة السعودية المتمثل بتحميل سياساتها الاحادية على الآخرين وسياسة شن الحروب المباشرة وسياسة استخدام أداة الارهاب بشكل واسع لتحقيق أهدافها السياسية ولكن أي من هذه العناوين الثلاثة للسياسة السعودية لا يمكن أن تتحقق، وعلى السعودية أن تعود الى مسيرة العقل والرشد، لكي لا تواجه هزائم مرّة أكثر، وتحترم صوت العقل والمنطق وتحترم سيادة واستقلال دول المنطقة وشعوبها.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق