التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

من يسعى لعسكرة المنطقة: قطر أم السعودية؟ 

يبدو أن السعودية والإمارات وبسبب فشل سياستهم في عزل دولة قطر كما تمنوا وأرادوا باتوا يتمنون لو أن قطر هي من تحاصرهم كي يستفيدوا إعلاميا وسياسيا من الموقف كما استفادت منه قطر وحولت التهديد إلى فرصة لزيادة مروحة علاقاتها الاقتصادية وتوسيع دائرة ارتباطاتها الدبلوماسية.

وفي سياق المحاولات الحثيثة للسعودية للضغط على قطر تلجأ الأخيرة لاتهام قطر بعسكرة المنطقة واستقدام قوات أجنبية إلى أراضيها في إشارة إلى القوات التركية. كما وتؤكد على استمرار سياسة دعم الإرهاب لما اسموه رؤوس الإرهاب وتأمين الحماية لهم.

هذا ويسعى الإعلام السعودي إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكب بفرض حصار بري وجوي عبر الادعاء أن قطع العلاقات لا يعني الحصار والتجويع، وإنما يهدف فقط لتحقيق المطالب المحقة بإيقاف تمويل الإرهاب ودعم العمليات التي تنال من استقرار الأشقاء.

كما هاجم الإعلام نفسه قطر بسبب ما سموه انتشار البضائع الإيرانية والتركية في الأسواق القطرية. وكأنه كان المفترض على دولة قطر أن تقتل شعبها جوعا بسبب انقطاع الامدادات السعودية.

هذا الكلام يؤكد أن السعودية قد استدركت الخطأ الذي ارتكبته من خلال حصارها، وتريد تصحيح المسار دون التراجع عبر الإيحاء أن ما حصل لا يعدو كونه مقاطعة سياسية لدولة يسمونها شقيقة. ولكن اللافت أن ما تتهم به السعودية قطر هو حقيقة دامغة على جبين آل سعود ومن يدور في فلكهم.

مسألة عسكرة المنطقة واتهام قطر بذلك: لا جديد حول التواجد التركي العسكري في قطر فالاتفاق بين قطر وتركيا قديم يعود لسنوات. الأهم من ذلك أن الأمريكيين موجودون في قواعد عسكرية في كل من السعودية والبحرين والإمارات إضافة إلى قطر.

ولكن يبدو أن السعودية لا تعد الوجود الأمريكي وجوداً أجنبياً فهؤلاء هم الأسياد وأولياء الأمر وآل سعود ضيوفهم في منطقة الحجاز.

المسألة الأخرى المهمة جدا، هي العدوان العسكري على اليمن والذي بلغ أكثر من عامين دون بوادر حل. حيث أن آل سعود قد عاثوا في اليمن دمارا وتخريبا وتهجيرا هم ومن معهم وكل ذلك أمام صمت دولي سافر. أوليس هذا الأمر عسكرة وتدمير للمنطقة أم أن اليمن ليس ضمن خرائط آل سعود؟

دعم الإرهاب: الكل يعلم العلاقة الوثيقة بين السعودية والإرهاب، وهنا ليس من الضروري تقديم شواهد على حقيقة تقول إن الفكر التكفيري للإرهاب إنما يتغذى على الفكر الوهابي السعودي.

البحرين بدورها هي من الدول التي أعلنت مقاطعة ومحاصرة قطر أسوة بآل سعود، ما الذي يفعله آل خليفة في الداخل البحريني؟ وكيق يقمعون معارضيهم وبدعم ممن؟ أليس بدعم وحماية مباشرة من السعودية والأمريكيين والبريطانيين؟ أليس هذا مظهر من مظاهر إرهاب الدولة المنظم والمشرعن؟

وهنا نستذكر ما يحصل في منطقة القطيف السعودية، والإرهاب الذي يمارس على الشعب السعودي نفسه من قبل نظام يشتري الحماية والصمت من الأمريكيين بصفقات سلاح أيضا. أوليس هذا بعسكرة وتجارة دماء؟

محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الجديد، هذا المراهق المتعطش للحرب، ما الذي توعد فيه الجمهورية الإسلامية في إيران؟ ألم يعدها بنقل الحرب إلى داخلها؟ أوليس هذا عسكرة أم أنه نشر للسلام والحرية على الطريقة الأمريكية؟

إذاً يقع آل سعود مجددا في نفس الخطأ، يسعون اليوم لإظهار أنفسهم بمظهر البريء أمام الهجوم القطري، عبر ادعاءات كاذبة فيها الكثير من الفكاهة، ادعاءات تدينهم قبل أن تدين قطر أو أي بلد آخر.

نعم شعوب الأمة ليست مع عسكرة المنطقة، وترفض وجود قوات أجنبية على أراضيها، ولكن الكيل بمكيالين وتصنيف الوجود الأجنبي بين جيد وسيئ ليس صحيحا. سياستكم هي من عسكرت المنطقة وهي التي ساعدت الإرهاب والتكفير على الفتك بشعوبنا. الشعب العربي اليوم يريد وطنا خاليا من القوات الأجنبية والخليج الفارسي أيضا يجب أن يخلو من أي وجود أجنبي عسكري إلا من الدول الخليجية نفسها.

لآل سعود نقول قبل أن تتكلموا عن عسكرة المنطقة من قبل قطر أو أي أحد آخر، لا تنسوا القواعد الأمريكية لديكم ولدى البحرين والإمارات. ولا تنسوا مأساة اليمن الذي بات ببركة حزمكم لا يعرف معنى السعادة. واعلموا أن تجارة الإرهاب لا بد ستنال من عرشكم فاتقوا الله بالمسلمين واعلموا أن تجارتكم ستخيب ومصيركم الاحتراق في جبّ أنتم صنعتموه بأنفسكم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق