سفير العراق في مصر لوكالة أنباء الرأى الدولية
– داعش إلي زوال وخلال أيام سنعلن تطهير كامل
– البرامج الانتخابية معيار للتفاضل بين المرشحين في الاستحقاقات المقبلة
– خضنا حربا عبثية مع إيران لمدة ١٠ سنوات لم يكن فيها رابح
– العراق تعرض لمؤامرة شهدت مصر مثلها لولا المخلصين من أبنائها وعلي رأسهم الرئيس السيسي
– نتطلع لمساهمة الشركات والعمالة المصرية بالنصيب الأوفر في إعادة الإعمار
أجرى الحوار – رباب سعيد
ينهل السفير عادة من بيئته وعوالمها أعماله الدبلوماسية على اختلافها، لكن الأخذ من الواقع المحيط إلى دائرته الخارجية يتطلب وعيا عميقا من السفير، وخاصة ذاك الذى يشتغل على دقائق وتفاصيل ضاربة في العراقة في صلب مجتمعه، حيث لا يكتفي السفير بتقديم صورة سطحية أو منقولة عن محيطه بل يقدم طرحه الخاص وفهمه لهذا الواقع وما يتعلق به.
وتشير التقارير الواردة من ساحة معركة الموصل أنه خلال أيام سيتم الإعلان عن تطهير كامل التراب العرقي من براسن الإرهاب ، بالقضاء علي تنظيم داعش الإرهابي بسواعد أبناء العشائر ، والحشد الشعبي ، والقوات المسلحة العراقية ، وكان لنا هذا الحوار مع السفير ، حبيب الصدر سفير العراق ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية لمعرفة ماذا بعد داعش قائلا :
( لوكالة الرأى ) داعش في زوال لم يتبق من داعش الا ٦ ٪ بعد مما كان في قبضته من حزيران عام ٢٠١٤
نعلن العراق نظيفا من داعش مع بداية يوليو تموز القادم
وبسؤال السفير حبيب الصدر عن المشهد العراقى وما بعد داعش؟
قال: إن الأشقاء العرب يتخوفون من مرحلة ما بعد داعش أكثر من العراقيين … والحقيقة من يحقق الانتصارات ويمسك بقبضة فلازية على الأراضى التي كانت خاضة للتنظيم ويعيد عددا لا يستهان بهم من العوائل التي كانت نازحة ويعيد الخدمات للمناطق بعد ان خربت على يد تنظيم داعش …
هذا الأمر ليس باليسير لكن بحمد الله وتوفيقه كل هذا تحقق … ونحن بالمناسبة الشعب العراقى متصالح بين طوائفه المتنوعة … لا توجد مشكلة على المستوى الشعبى بين كردى و عربى او مسلم ومسيحى وصابيء او بين سنى وشيعى ، لدينا مصاهرات والعراق بلد عربى وبلد عشائر ولا يوجد اى شخص في العراق لا ينتسب الى اى عشيرة من هذه العشائر فيها سنة وشيعة واحيانا يكون زعيم العشيرة ، مرة سنى ومرة شيعى اذن المصاهرات على قدم وساق بين أبناء الشعب الواحد و في اخر إحصائية للعام المنصرم هناك اكثر من ٣١% من الزيجات من مكون مختلف يعنى ان الشعب العراقى بنسيجه متماسك ولو لم يكن متماسكا كيف عاش مئات السنين مثل الفسيفساء التي كانت موجودة من مئات السنين هذا ولو ان بين هذه المكونات خصومات ومنازاعات وصراعات لما بقيت هذه الفسيفساء صامدة رغم تعاقب الحقب.
المشكلة ان هناك طائفية سياسية تشكل بها المشهدالعراقى بعد ٢٠٠٣ من أحزاب وكتل سياسية ، قسم من هذه الكتل تخندق خلف طائفته وهذا يشمل الجميع لماذا؟ لأن الناخب العراقى عندما انتخب في الفترة التي تلت ٢٠٠٣ كان ينتخب الشخص الذى هو من طائفته …وهذا ما حدث وكان له أسبابه أولا: لأن العراقيين ذاقوا الأمرين على يد النظام الصدامى السابق ، والكثير من اضطهاد للحريات … والان الكل يريد من زمن الحريات والديمقراطية جعل العراقيين يطلبون الاستحقاقات المؤجلة ، هذا الامر جعل العراقيين يفضلون شخصا من نفس طائفتهم ، هذا الشعور مع مرور الوقت ومع هذه المخاوف قل بشكل كبير ،لان العراقى لا يهمه من ينتخب سنى ،شيعى ، مسيحى …العراقى الان يريد الشخص الذى ينتخبه ان يكون لديه برنامج يقدمه للمواطن العراقى الذى يريد الاستقرار و رؤية ثاقبة لحياة عراقية رغدة هانئة ، بمعنى ان الانتخابات القادمة العام القادم ، نيسان ٢٠١٨ سوف تشهد تغيرات كبيرة في المشهد لان الكل مصممون على الخروج من خنادقهم وان تكون القائمة الواحدة فيها تنوع من الكردى والعربى والمسيحى ، يخرج الجميع في قائمة متنوعة تشكل اغلبية وطنية من مكونات مختلفة ، مما ينطوى عليه المجتمع العراقى ، وكذلك من يفوز بهذه الانتخابات كل مكونات الشعب العراقى وأيضا من يذهب للمعارضة من مكونات الشعب العراقى هذا يبشر بخير كبير للعراقيين وايذانا للمجتمع العراقى الذى يدشن لمرحلة جديدة لا نشم منها رائحة التكتل الطائفى و انما ستكون اجندات و اطروحات والائتلافات كلها تمثل عناوين المجتمع العراقى ٠
* كيف يستقيم المجتمع العراقى بعد ان عاش فترة بين النزوح والنزاعات ؟
* وما هي اجندة الحكومة للتعامل مع هذا الواقع؟
– في الحقيقة كل ما تفضلت به يعود قسم كبير منه لعام ٢٠٠٣ ، المواطن العراقى كان مأذوما أكثر بكثير عندما كان في ظل حكم صدام حسين ، دعينى أقول لك ان رواتب العراقيين ارتفعت عشرات المرات عما كانت عليه زمن صدام حسين عندما استلم صدام السلطة في عام ١٩٧٩ وفي عام ١٩٨٠ كان احتياطى العراق ٣٥ مليار دولار ضيعها صدام في حربه ٨ سنوات مع ايران ، انا شخصيا خدمت في الخدمة العسكرية اكثر من ١٠ سنوات خدمة إلزامية ، خدمة الاحتياط ، وشاركت في كل هذه الحروب مجبرا وهذه حروب عبثية لم يكن فيها رابح ابدا بل كان الخاسر هو الشعب العراقى ، ثم أعقبها صدام بغزو آثم لدولة الكويت الشقيق مما جعل المجتمع الدولى يجهز ٣٣ جيشا من ٣٣ دولة لإخراج صدام حسين من الكويت ….رغم كل النصائح لم يع صدام خطورة هذا الأمر … ثم جاء التحالف الدولى ودمر المحطات الكهربائية والتي لم تدمر فى الحرب الأولى و دمر كل المعامل والشواخص ثم اعقبها فرق التفتيش والتي دمرت كل أسلحة الدمار الشامل التي انفق عليها صدام حسين المليارات من الدولارات التي ذهبت هباء ، ثم نحن الى يومنا هذا دفعنا أكثر من ٣٣ ملياردولار الى دولة الكويت الشقيقة ، تعويضات يدفعها الشعب العراقى من قوت يومه جراء ما ارتكبه صدام من حماقة في حق دولة الكويت الشقيق ، الى اليوم باقى أربع مليارات وخمسة ملايين دولار اخرت دولة الكويت سدادها لكون العراق الان في حالة حرب والحرب استنزاف لمعظم مصادر العراق رغم انه يصدر يوميا ٣،٣ مليون برميل نفط ، وهو ثانى اكبر مصدرللطاقة في العالم
وكل هذا نتيجة النظام السابق … نأتى الى وضع الشعب العراقى اليوم ، لو قارنته بالوضع المعاش من رواتب الموظفين اليوم ورواتبهم في زمن صدام ، عشرات الأضعاف طرأت على هذه الرواتب يعنى الشرطى الآن أول ما يتعين راتبه يعادل الف دولار امريكى فى حين كان يأخذ هذا الشرطى في زمن صدام ما يعادل من عشرة الى خمسة عشر دولارا في الشهر …. اذن الوضع المعاشى تغير تماما ، انظرى للشارع العراقى ، لا توجد سيارة في الشارع العراقى الا من الموديل الحديث ، عندما تدخلين اى بيت عراقى تجدين فيه جميع الأجهزة الكهربائية الحديثة ، المستثمر والتاجر العراقى يستوردون بالمليارات أجهزة حديثة من ضمنها توشيبا العربى ٠
مشكلة العراق هي مشكلة الأمن والاستقرار وهذه المشكلة هى جزء من مؤامرة خارجية على هذا البلد الذى تريد المؤامرة أن يبقى مهزوما ، وعلى فكرة هذه المؤامرة استهدفت بها سوريا ومصر الشقيقة الكبرى لكن بهمة الغيارى والمخلصين من أبناء مصر وعلى رأسهم الرئيس السيسى استطاعوا ان يمنعوا تنفيذ هذه المؤامرة ، وان يحافظوا على مصر من هذه المؤامرة الكبرى ، لكن عندما ننتهى من دحر الإرهاب سوف توجه الحكومة العراقية جل اهتمامها نحو اعمار المدن العراقية ، المدن التي دمرها الإرهاب …فالمدن هي محافظة الموصل وصلاح الدين والانبار ، سوف توجه الحكومة العراقية جل اهتمامها لاعمار هذه المدن ، فهى تتطلع الى مساهمة الشركات المصرية والعمالة المصرية في هذا المجال ونحن تواقون لان تأخذ الشركات المصرية والعمالة المصرية النصيب الأوفر في القيام بهذا العمل الكبير ..
العراق بلد غنى بثرواته وموارده البشرية وكفاءته ، وما ينقصنا هو الأمن والاستقرار ، وسوف يتحقق بعد دهر الإرهاب والمواءمة السياسىة التى تقوم على وحدة وسيادة العراق ٠