التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تقرير بروكينغز الامريكي يفضح مخطط واشنطن في المنطقة واستقلال الاكراد 

وافقت الأحزاب السياسية الكردية في إقليم كردستان العراق على إجراء استفتاء حول استقلال الإقليم عن بغداد في 25 من سبتامبر/ايلول المقبل.

قرار الاستفتاء على الاستقلال جاء نتيجة دعم مراقبين من هيئة الأمم المتحدة، ما يمنح الإقليم فرصة خلال 2 إلى 10 سنوات القادمة في الحصول على استقلال كامل عن العراق وتشكيل دولة كردستان. هذا القرار أثار استياء كل من إيران وسوريا وتركيا، في الوقت الذي ايده كل من أمريكا وحلفائها العرب في المنطقة مثل السعودية والإمارات، الذين يدّعون انه سيؤدي إلى إحلال الأمن والسلام في المنطقة.

الخبير والمحلل السياسي الأمريكي انتوني كارتلوجي قال إن تبني أمريكا لتقرير “خط التماس”، الذي أجرته وزارة الدفاع الأمريكية عام 2012، يوضح أن أمريكا وحلفائها في المنطقة يؤيدون إيجاد دولة سلفية (داعش) في شرق سوريا تهدف إلى عزلها عن المنطقة، فيما تؤكد بعض الوثائق الأمريكية مثل “أي طريق يؤدي إلى إيران؟”، الذي أجرته مؤسسة بروكينغز الأمريكية عام 2009، ان مخططات أمريكا لعزل سوريا عن طريق حرب الوكالة سيؤدي في نهاية المطاف إلى عزل إيران أيضاً، عن طريق تجنيد مجموعات مسلحة من الأكراد والبلوش والعرب بهدف تغيير الواقع الجغرافي في المنطقة. فالحرب في سوريا تلاقت مع التطلعات الأمريكية في محاولتها لاسقاط النظام الإيراني، وفق المؤسسة، إضافة إلى عزل روسيا وإضعافها . وأشار الخبير إلى أن عدم محاربة أمريكا لداعش أمر لا يدعو للدهشة كون داعش يشن حرباً بالوكالة لصالح مخططات امريكا التي تبدأ في سوريا وتنتهي في إيران.

وأضاف كارتلوجي انه في الوقت الراهن تسعى امريكا إلى إيجاد جبهة كردية موحدة تسعى الى السيطرة على مناطق جديدة بقوة السلاح، وسوف تشمل تلك المناطق شمال العراق وغرب ايران. مؤكداً أن الدعم العسكري الذي تقدمه أمريكا للأكراد سوف تستخدمه في المستقبل ضد إيران، إضافة إلى مسلحي داعش والإرهابيين على الحدود الشرقية لإيران الذين تدعمهم أمريكا. وأشار كارتلوجي إلى أن الأكراد لهم قوات عدة وقسم منها يتعاون مع الدولة السورية وروسيا وإيران، وآخر يتعاون مع أمريكا، أمّا الزعماء المثقفين الأكراد يرون أن وعود أمريكا بشأن الحكم الذاتي والاستقلال غير واقعية، لما له من نتائج كارثية على الشعب، وايضاً لتيقنهم من ان امريكا سوف تخونهم في النهاية. وفيما يخص القوات الكردية المتعاونة مع امريكا في حرب الوكالة، دعا كارتلوجي الحكومة السورية وحلفائها الى التنبه لمرحلة ما بعد الحرب، موضحاً ان على سوريا وحلفائها ان يفضحوا الأهداف الحقيقية للسياسيين الأمريكيين وتقارير المؤسسات الامريكية مثل تقرير بروكينغز، الذي يهدف إلى استغلال أمريكا للأكراد في الحرب بما يضمن مصالح واشنطن في المنطقة.

وشدد كارتلوجي على أن الأحزاب الكردية التي تتعاون مع امريكا من اجل الحصول على الاستقلال لإحلال السلام في المنطقة، هي على خطأ، مشيراً الى ان العراق، المخالف لاستقلال اقليم كردستان، تعلم ان كل ما تقوم به امريكا من اجل حفظ مصالحها فقط، وابرز مثال على ذلك صدام حسين، حيث كانت امريكا من اول الدول التي تدعمه كما كانت اولى الدول التي حاربته واحتلت العراق ودمرته. واضاف كارتلوجي ان ايجاد منطقة كردية مستقلة عن بغداد ستكون ضعيفة جداً، الامر الذي سوف يدفعها الى الارتماء في الحضن الامريكي، مشيراً الى ان استقلال اقليم كردستان عن العراق سوف يوجد شرخاً جديداً في المنطقة ويعزز الازمات فيها، مما يؤدي الى فتح الطريق امام السياسة الخارجية الامريكية لايجاد حرب بالوكالة في المنطقة ضد ايران، فامريكا مستعدة لمنح الاكراد الاستقلال عن العراق مقابل مشاركتهم في حرب وكالة ضد ايران.

وحول تعاطي الاعلام الغربي مع موضوع ايجاد مناطق خفض التوتر في سوريا قال كارتولوجي انه لايمكن الوثوق في صحة ما ينقله الاعلام الغربي، ويمكننا القول ان روسيا دخلت في مباحثات مع امريكا لاحلال السلام في سوريا من اجل ايقاف المخططاتالامريكية ووضع حد لها، مع ضمان حفظ ماء وجه واشنطن في حال التوصل الى حل الازمة السورية، في الوقت الذي تعلم فيه روسية ان مباحثاتها مع امريكا سوف تصل الى طريق مسدود، الا انها تمهد الى اضفاء شرعية على عملياتها العسكرية اوالهجومية في سوريا في حال احتياجها لذلك.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق