ماذا تخفي كواليس الاجتماعات السعودية الإماراتية حول اليمن، وما حقيقة الإطاحة بـ”هادي”؟!
على وقع الحرب الدامية التي يتعرض لها الشعب اليمني في كل يوم، ومع توسع رقعة العدوان الذي تشنه قوات التحالف بقيادة السعودية، وبين هذا وذاك تجري من تحت الطاولة اتفاقيات وتسويات جديدة بين السعودية والإمارات حول مستقبل اليمن وآلية التعاطي مع هذا الملف خاصة بعد وصول محمد بن سلمان للحكم.
وبحسب التسريبات فإن الأمير محمد بن زاید آل نهیان يقوم بمباحثات حالية مع ولي العهد السعودي الجديد، محمد بن سلمان، حول موضوع تشكيل دولة جديدة في اليمن واعتبار هذا الأمر بادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن.
كبش الفداء
تشير التقارير التي تحدثت عنها دورية “إنتجلنس أونلاين” الفرنسية المعنية بشؤون الاستخبارات، إلى أن هناك مخطط سعودي إماراتي يسعى للإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
ووفقا لـ “إنتجلنس أونلاين”، فقد تم اختيار نجل الرئيس المخلوع وقائد الحرس الجمهوري السابق المقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، لقيادة مفاوضات لتشكيل حكومة يمنية جديدة بعد أن تلقى مباركة الرياض بانتقاله إلى صنعاء من أجل إجراء مشاورات.
وكشفت الدورية أن الرئيس المخلوع علي صالح أرسل مبعوثا إلى الرياض، وبعد استقباله تم إرساله إلى منطقة ظهران الجنوب لإجراء محادثات هناك، وأضافت الدورية الفرنسية أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد يدفع من أجل تسريع الإطاحة بعبد ربه منصور هادي بعد أن أقنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بذلك.
وفي عددها الجديد قالت الدورية: ” إن السعودية باتت أكثر اقتناعا تجاه تغيير موقفها من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وإعادته وعائلته إلى السلطة مع صعود الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد”.
الرئيس اليمني المخلوع منصور هادي
الرئيس اليمني المخلوع منصور هادي
ومما لاشك فيه فإن تعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي العهد، ساهم في دفع هذا الموضوع نحو الأمام، خاصة أن الإمارات ترى أن الرياض أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة عودة الرئيس اليمني السابق وعائلته إلى السلطة التي سيطر عليها طويلا، مع وصول محمد بن سلمان إلى الحكم.
ولا يخفى على أحد الانقسام الكبير الذي كان بين السعودية والإمارات في اليمن، حيث كانت السعودية تدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتأمن له الحماية، بينما كانت الإمارات على خلاف معه حتى إنها رفضت استقباله على أراضيها.
وخلال الأشهر الأخيرة حصلت تغييرات كبيرة في العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس اليمني المنتهية ولايته منصور هادي بشأن عدة قضايا، وتوترت العلاقات بينهما على اثر ذلك، ووصل الخلاف بينهما إلى مرحلة وصف بها عبد ربه منصور هادي، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية محمد بن زايد، بالتصرف كقوة احتلال لليمن بدلا من قوة تحرير لها من أنصار الله، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق قال الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في تغريدة له على تويتر: ” إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لم يعد مقبولا في شمال ولا جنوب اليمن، ولا يجوز له أن يعطل المنطقة بأسرها لـ”جهل فيه”.
وبالعودة إلى التطورات الجديدة فقد كشفت ” Intelligence Online” عن أن طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي تمكن من إقناع محمد بن سلمان بإسقاط الدعم عن حليف السعودية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والذي يمكن أن يعيد خالد بحاح نائب الرئيس الذي أقاله هادي بداية عام 2016.
وأضافت الدورية بأن المتحدث اللواء أحمد عسري نائب رئيس المخابرات العامة السعودية، والذراع الأيمن لولي العهد محمد بن سلمان سافر إلى أبو ظبي في 27 حزيران/يونيو الماضي لمقابلة “أحمد علي عبدالله.
ولابد من الإشارة إلى أن الرياض وأبو ظبي تتعرض لخسائر كبيرة جدا من الناحية المادية والعسكرية فضلا عن الخسارات البشرية التي تتعرض لها في كل يوم، لذلك كان لابد من إيجاد حلول للخروج من هذا المستنقع الذي أغرقت نفسها فيه هذه الدول، ولم يكن لدى السعودية “كبش فدا” سوى منصور هادي لإخراج نفسها من مستنقع اليمن، ولكن لأحد يعلم إن كانت الإطاحة بالرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي ستفي بالغرض أم لا؟!.
المصدر / الوقت