دراسة الأخطاء الأمركية مقابل إيران
تحدى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف التدخلات الأمركية في الشأن الإيراني مؤكدا على ضرورة استخلاص العبر من التاريخ.
وخلال زيارة ظريف لنيويورك للمشاركة في اجتماع المسؤولين السياسيين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة، أكد على ضرورة استخلاص العبر من التاريخ قائلا: “إن تغيير النظام في إيران لن ينجح، أمريكا لا تتعلم من التاريخ. في عام 1953 أسقطت أمريكا النظام الحاكم {في إيران}، فانظروا الى ما كانت نتيجة ذلك”.
وأشار وزير الخارجية الإيراني الى موضوع العقوبات الغربية ضد إيران وقال: “أنا لا أؤمن بالعقوبات الاقتصادية. إنها غير مثمرة. إن العقوبات ليست رأسمال لأمريكا، بل ديون عليها.. عندما بدأت الولايات المتحدة عقوباتها ضد إيران كان لدينا 200 جهاز طرد مركزي فقط، ولكن خلال المفاوضات وصل عدد هذه الاجهزة الى 20 الف جهاز”.
وفي حديث مع صحيفة نشنال اينترست الأمريكية (National Interest) يوم الاثنين، تطرق ظريف في كلامه الى موضوع الاتفاق النووي مبديا انتقادات حادة وصريحة للسياسات الأمريكية في هذا المجال.
وعلق ظريف على الانتهاكات الأمريكية المتكررة للاتفاق النووي وقال إذا حصل انتهاك كبير يؤدي الى اخلال واضح في عمل الاتفاقية فإن إيران ستنسحب منها.
وتصر أمريكا على سياساتها العدائية تجاه إيران لسببين، الأول هو أن المشكلة الأمريكية تكمن في جوهر النظام الإيراني والثورة الإسلامية حيث يتحدى هذا النظام الأطماع الامريكية، مما يحول دون تغيير الممارسات الأمريكية وسياساتها تجاه إيران.
والسبب الثاني للعداء الأمريكي تجاه إيران هو أنها تصبح نموذجا تقتدي به الشعوب الثورية مما يجعل الحكومات الاستبدادية في المنطقة أمام تحديات حقيقة؛ وقد حاولت أمريكا تحدي إيران عدة مرات وفكرت باسقاط النظام ولكن جهودها لم تتكلل بالنجاح.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون قد زعم مؤخرا أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أن: “سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران (…) السعي لدعم عناصر في ايران من اجل الانتقال السلمي للسلطة فيها. نحن علي يقين من أن مثل هؤلاء العناصر موجودون هنالك” ودعمت كلمة وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس هذه الاوهام أيضا.
وفي حوار متلفز خلال برنامج “تقرير الحرية”، أشار السياسي الأمريكي رون بول الى تصريحات وزير الخارجية، ريكس تيلرسون ضد إيران، قائلا: “يتهم تيلرسون إيران بانتهاك الحريات المدنية، فيما يدعم السعودية بصورة علنية مدعيا أننا يجب أن ندعم الأخيرة لتعرضها للأذى والضغوط، لا أعلم لماذا لم ينبرِ أي مراسل صحفي قائلا عن أي شيء تتكلم؟! هل ترى أن السعودية تدعم الحريات المدنية فيما لا تفعل إيران ذلك؟!”.
وعرض رون بول صورتين لاقامة طقوس عيد القيامة في أحدى الكنائس الإيرانية، قائلا: “لقد حصلت مؤخرا على هاتين الصورتين من أحدى الكنائس الإيرانية حيث كانوا يحتفلون بعيد القيامة. وهنا نفهم أي بلد يقوم باداء أفضل في مجال الحريات المدنية في المنطقة؛ السعودية أم إيران؟! ولكن قد علمونا أن الإيرانيين أشرار جدا ولا يتسامحون مع الأديان الأخرى أبدا”.
وأشار رون بول الى ملاحظة واقعية أخرى وقال: تكمن المشكلة في أن أمريكا تبحث دائما عن وحش ما في العالم كي تقضي عليه؟ ولدينا الكثير من المشاكل حول العالم! واعتبر أن خطوات مثل الاسقاط الناعم للأنظمة من الداخل، واستخدام القوة العسكرية والمال من أجل تغيير الهيكلية الداخلية لنظام الجمهورية الإسلامية هي من العناصر التي دفعت المسؤولين الأمريكان للوقوع في أخطاء استراتيجية. وهذه هي الحقيقة التي سلط وزير الخارجية الإيراني الضوء عليها.
المصدر / الوقت