معركة تطهير جرود عرسال بدأت.. والكلمة الفصل للمقاومة
بدأت معركة تطهير جرود عرسال مع طلوع فجر اليوم الجمعة، وذلك بعد انتظار دام لأسابيع إفساحا في المجال أمام المفاوضات التي كانت تجري مع المسلحين بقيادة المعروف بأبو مالك التلة (أمير جبهة النصرة في المنطقة)، حيث أصرّ الأخير خلال التفاوض على تأمين خروجه ومئات المسلحين عبر مطار بيروت باتجاه تركيا محمّلين بمبالغ طائلة تصل لـ30 مليون دولار أمريكي.
هذا المطلب ومطالب أخرى تتعلق بالأسلحة المتوسطة والثقيلة التي بحوزتهم كان السبب وراء فشل المفاوضات وقرار بدأ العملية البرية التي تخوضها المقاومة من الجهة اللبنانية مدعومة بتقدم الجيش السوري من الجهة السورية للإطباق على منطقة تصل مساحتها إلى 300 كلم مربع. (هي المنطقة الوحيدة الباقية بيد المسلحين على الحدود اللبنانية).
هذا وتمهيدا للعملية كان الطيران الحربي السوري قد بدأ بتنفيذ غارات جوية مركزة على مراكز الإرهابيين منذ حوالي الأسبوع فيما بدأت مدفعية المقاومة بدك مواقع المسلحين منذ عصر البارحة.
أما عن مجريات الميدان فالأنباء تتحدث عن تقدم واسع للمقاومة من المحور الأول للهجوم أي من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوبي بلدة عرسال اللبنانية باتجاه مرتفعات وتحصينات الإرهابيين شمال وشرق جرد عرسال. ومن المحور الأول أي من بلدة فليطا السورية فقد تمكن الجيش السوري من السيطرة على ارتفاعات مهمة واستراتيجية متقدما نحو مواقع جبهة النصرة في جرود القلمون الغربي.
هذا وأفادت معلومات ميدانية عن أن الجيش السوري والمقاومة قد سيطروا ومنذ الساعات الأولى للهجوم على “تلة البركان” في جرود فليطا بانتظار سقوط موقع القنزح ووادي القرية جنوب شرق عرسال.
الجدير بالذكر أن الجيش اللبناني يشارك في العملية الدائرة من خلال رصد واستهداف أي محاولات تسلل إلى داخل عرسال، هذا الأمر الذي كان يقلق البعض حيث أن هناك مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة. ويخشى البعض من محاولات لتوريط هذه المخيمات في المعركة الدائرة في محاولة لتأزيم الأوضاع والإيقاع بين الجيش واللاجئين.
هذا الأمر يحاول بعض الناشطين في المخيمات إضافة إلى فعاليات عرسالية العمل على تجنبه وتجنيب اللاجئين والبلدة الدخول في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وتتحدث مصادر من الجيش اللبناني عن توقيف أشخاص اعترفوا بالتخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية ضد الجيش اللبناني من داخل المخيمات لمحاولة الزج بالمخيمات في معركة خاسرة يرفضها اللاجئون أنفسهم.
هذا وتحمل هذه العملية أهمية استثنائية حيث أنها تنهي الوجود العسكري المخرب الذي يستمر منذ سنوات في جرود بلدة عرسال. حيث أن المنطقة كانت مصدر سيارات مفخخة وإرهاب ضرب الداخل اللبناني، وبهذه العملية التي وحسب المراقبين تعتبر استئصال لسرطان الإرهاب بشكل كامل من الخاصرة اللبنانية يصبح لبنان آمنا من شر التفجيرات الإرهابية الخبيثة.
طبعا يحاول البعض في الداخل اللبناني تصويب سهامه على العملية الجارية وحتى اتهام الجيش اللبناني بأنه يقف إلى جانب النظام السوري، إلا أنها تبقى أصوات بعضها مؤيد بشكل وبآخر للمسلحين وبعضها يبغي تحصيل مكاسب سياسية من خلال الضغط على مؤسسة الجيش والمقاومة.
يُذكر أن تنظيم النصرة الإرهابي هو الذي يسيطر على معظم تلك المناطق في مقابل وجود ضعيف لتنظيم داعش الإرهابي، وتتحدث الأخبار الميدانية عن فشل المساعي بين النصرة وداعش لتوحيد القدرات من أجل صد الهجوم الجاري.
كما صرحت مصادر مرتبطة بغرفة عمليات الهجوم أن العملية ستأخذ وقتها اللازم ومجريات الميدان هي التي تحدد وقتها طبق المخطط الموضوع. في وقت يؤكد فيه مراقبين أن العملية لن تستمر لوقت طويل وسيكون أمام الإرهابيين خيار من اثنين لا ثالث لهما. الأول الاستسلام وقبول الانسحاب ضمن شروط المقاومة والجيش السوري والثاني القتال حتى مقتل آخر إرهابي متواجد في الجرود خاصة بعد انقطاع كافة خطوط الإمداد التي كانت تمد المسلحين بالطعام والذخيرة.
المصدر / الوقت