السيناتور الذي ارتعدت فرائص ترامب والجمهوريين من مرضه
ردود فعل زعماء الحزب الجمهوري تسلط الضوء على مرض ماكين وحاجتهم الماسة له في هذه الفترة، فبعد يوم واحد على إنتشار خبر يفيد بإصابة السيناتور “جون ماكين” بورم في الرأس وتغيبه عن إجتماعات مجلس الشيوخ الأمريكي، صدر بيان يتحدث عن عودة هذا السيناتور إلى المجلس في أقرب وقت ممكن.
وفقاً لـ “بوليتكو” فإن الوضع الصحي لماكين يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لدونالد ترامب وجمهوريي مجلس الشيوخ. في حين تربط ماكين ذو الثمانين عاماً علاقة متأججة مع دونالد ترامب وزعماء مجلس الشيوخ والذين أمسوا في أمس الحاجة إليه في هذه الفترة.
فيما أدى الغياب المفاجئ لماكين إلى فراغ كبير في تكتل الجمهوريين، ويعتبر ماكين ذو الخبرة الكبيرة كبطل في حرب الفيتنام وأسير حرب فيها من أعلى أصوات الجمهوريين المسموعة في مجال السياسة الخارجية وشؤون الدفاع.
وفي هذا الصدد يعتقد ماكين ذو النزعة التدخلية أنه على أمريكا أن تزيد من تواجدها على الساحة العالمية بإعتبارها زعيمة العالم، لا أن تخفضه. هذه الرؤية التي تتعارض أحياناً مع رؤية ترامب – بنن، فماكين يؤمن بالسياسات الصلبة تجاه سوريا وغيرها وصولاً إلى إيران وداعش، والتي تشمل إستخدام الهجمات العسكرية ضدهم إذا ما دعت الحاجة.
ويعتبر ماكين من الجمهوريين القلائل الذي يبدي آراء في الأمور المثيرة للجدل والشائكة، كتصرفات ترامب والهجرة وطريقة معاملة الإرهابيين المعتقلين وتعذيبهم، ولربما كانت مكانة ماكين السياسية من يسمح له بالحديث عن أمور لا يريد الجمهوريين الحديث عنها أو لا يجرؤون حتى.
وفي هذا السياق يقول “جان تون” السيناتور الجمهوري عن ولاية داكوتا الجنوبية والشخص الثالث في تكتل الجمهوريين في مجلس الشيوخ: “نعم، أنت تعلم أننا بحاجة ماسة إليك في الكثير من المسائل وخاصة المسائل الأمنية، أتصور بأننا نشعر بعدم حضوره، لقد إشتقنا له، ونأمل عودته”.
وعلى الرغم من تشكيل الجمهوريين الأغلبية بـ 52 نائب في مجلس الشيوخ، إلا أن غياب ماكين كان مؤثراً لدرجة عبر عنها “ميتش ماكانل” السيناتور الجمهوري عن كنتاكي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بفقدانه لصوت مصيري بالنسبة لإلغاء و تبديل قانون الضمان الصحي.
ولربما يفقد ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ فرصة الإشراف على استكمال مشروعات قوانين الدفاع السنوية والتي من المقرر عرضها على المجلس بداية الأسبوع المقبل.
ويذكر أن البنتاغون قد فقد أحد أكبر حلفائه في مجلس الشيوخ أيضاً، فقد كان لماكين باع طويل في الدفاع عن ميزانية القوى المسلحة عام 2011 والتي إزدادت عشرات مليارات الدولارات، ويسعى ترامب حالياً إلى زيادتها أيضاً.
فيما يقول “جون كورناين” السيناتور الجمهوري عن تكساس ومعاون زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ: “آمل أن يستطيع ماكين العودة في الإسبوع المقبل”، ويؤكد كورناين على سعي الجمهوريين للتصويت على الضمان الصحي الصادر في أيام أوباما في الإسبوع المقبل، والذي سيفوته ماكين بالتأكيد.
المصدر / الوقت