صفير غامض يصدر من الفضاء
يحاول علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا حاليا فك شفرة صفير غريب صدر من الفضاء، ورصدته إحدى مركباتها خلال الفترة الماضية.
تقول ناسا إن فريق مهمة مركبتي “فان ألن” هو من سجّل هذا الصوت الغامض، إذ تشمل مهمة أعضاء الفريق مراقبة الأصوات المختلفة في الفضاء، وكيفية تفاعل الأوساط المحيطة مع هذا النوع من الأصوات الغريبة.
ولا يعتقد علماء ناسا أن تكون مثل هذه الأصوات صادرة من أجرام سماوية بعيدة أو قريبة من كوكب الأرض، قد يعتبرها البعض علامة أو دليلا على تواجد شكل من أشكال الحياة الذكية عليها، بل تعزو الوكالة هذه الأصوات الغريبة إلى نشوء موجات كهرومغناطيسية مختلفة سابحة في الفضاء.
تعرف هذه الموجات باسم “موجات البلازما”، والتي يمكنها أن تخلق أصواتا يمكن تمييزها وسط سيمفونية الجسيمات المحيطة بكوكب الأرض.
وصرحت الوكالة في بيان لها: “على الرغم من أن الجسيمات الموجودة في الفضاء مشحونة بالطاقة، إلا أن حركتها تظل محكومة بالمجالات المغناطيسية والكهربائية، ولذا فهي تتصرف بصورة قد تبدو غير منطقية أو مفهومة لنا على عكس كل ما ندرسه على الأرض”.
تأمل وكالة ناسا أن تساعدها البيانات التي تجمعها مركباتها، سواء كانت تلسكوبات سابحة في الفضاء أو مسابير تحلق في مدارات كواكب المجموعة الشمسية، على فهم ديناميكات موجات البلازما، ما يحسن في المستقبل من القدرة على التنبؤ بأحوال الطقس الفضائي، الذي يمكنه أن يؤثر بشدة على الأقمار الاصطناعية وإشارات الاتصالات.
وتابعت: “من خلال فهم كيفية تفاعل هذه الموجات والجسيمات معا، ربما نتعلم كيف يتم تسريع الإلكترونات وفقدانها خارج أحزمة الإشعاع، الأمر الذي قد يساعدنا يوما ما على حماية أقمارنا الاصطناعية والاتصالات التي نُجريها في الفضاء”.
يذكر أن مركبتي “فان ألين” عبارة عن روبوتي فضاء على شكل أقراص “الدونتس”، تدرس حاليا أحزمة إشعاع فان ألين الكهربائية والمغناطيسية التي تحيط بالأرض.