رصد: الأصوات التركيّة المعارضة لاستفتاء كردستان منذ إعلان بارزاني
لم يكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يخرج من الإجتماع الذي حضرته الأحزاب الكرديّة في الإقليم، وخرج عنه، تحديد 25 سبتمبر/أيلول المقبل، موعدًا لإجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير إقليم كردستان ـ العراق، بمحافظاته الثلاث، إضافة إلى المناطق غير التابعة للإقليم، ومنها محافظة كركوك النفطية وقضاءا سنجار وخانقين، حتى تهافت ردود الأفعال السلبية تجاه الموقف الكردي بدءاً من الإقليم، وليس انتهاءً بالعديد من العواصم الغربية التي دعت إلى التريث.
أبرز هذه المواقف كانت من قبل الجانب التركي الذي ينتهز كافّة المناسبات للتصويب على الاستفتاء الذي وصفه بالخطأ الجسيم.
رصد المواقف التركيّة
تركيا وحتى قبل الإعلان عن الاستفتاء ترفض أي إشارات باستقلال الأكراد عن العراق، ففي 21-3-2017، استنكرت تركيا طلب محافظة كركوك من مجلس المحافظة رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم العراقي على مبنى المحافظة والمباني الرسمية فيها.
وقال الناطق باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو إن هذه الخطوة من جانب واحد تمثل خطرا على السلام والاستقرار في العراق، وتضر بكركوك الغنية اقتصاديا، وبهويتها المتنوعة ثقافيا واجتماعيا.
في 4-4-2017، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن مساعي إقليم كوردستان لإجراء استفتاء حول استقلاله عن العراق “غير مقبولة”.
وقال يلدريم في بيان أصدره مكتبه بعد لقائه رئيس الجبهة التركمانية العراقية أرشد الصالحي في أنقرة ، إن تصريحات مسؤولي كوردستان بخصوص إجراء استفتاء حول الاستقلال “غير مقبولة”.
وأفاد البيان بان يلدريم والصالحي اجريا محادثات بشأن الوضع في كركوك، وأن رئيس الوزراء التركي أكّد لضيفه العراقي ان بلاده “ستواصل دعم أبناء جلدتها في المنطقة”.
وطالب يلدريم، تركمان العراق بـ”الوقوف صفاً واحداً في وجه التحديات التي تواجههم ونبذ الطائفية والاختلافات المذهبية فيما بينهم”.
في 9-6-2017، جدّد تركيا موقفها، محذّرةً من قرار رئاسة إقليم كردستان العراق الذي يهدف إلى تنظيم استفتاء حول الاستقلال في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر المقبل، واعتبرته خطأ فادحا.
وقد صرحت وزارة الخارجية التركية حينها أن “الحفاظ على سيادة الاراضي والوحدة السياسية للعراق هو أحد أسس السياسة التركية في ما يتعلق بالعراق”.
في 14-6-2017، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة قرار سلطات إقليم كردستان إجراء استفتاء على الاستقلال، ووصفه بأنه قرار “خاطئ يشكل تهديداً” لوحدة الأراضي العراقية.
وقال أردوغان في كلمة أمام حزبه في أنقرة : “إن اتخاذ خطوة باتجاه الاستقلال في شمال العراق خطأ وتهديد لوحدة الأراضي العراقية”.
وأضاف الرئيس التركي: “أن إجراء الاستفتاء ليس في مصلحة أحد ” ، في إشارة واضحة إلى رفض تركيا هذا الاستفتاء ومشروع استقلال إقليم كردستان”.
بعد أردوغان بيوم واحد (15-6-2017) أكد رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، ضرورة بقاء العراق موحداً، متهماً جهات (لم يسمها) بالسعي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وأكّد قهرمان خلال استقباله رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في مبنى البرلمان حينها، أنه لا توجد مشكلة ليس لها حل، مؤكداً أهمية حسن النية في المفاوضات خلال حل أي مشكلة.
في اليوم نفسه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن اعتزام الإقليم الكردي تنظيم استفتاءٍ حول انفصاله من العراق، خطيرٌ وعمل تصعيدي.
وشدّد أوغلو على دعم بلاده بشكل قوي وحدة وسلامة الأراضي العراقية والسورية، وشدد على أن تركيا لن تسمح بتشكيل “كانتون إرهابي” في سوريا.
في 8-7-2017، وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في كلمة للصحفيين بعد صلاة الجمعة خطة أكراد العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال بأنها “غير مسؤولة” مضيفا أن “المنطقة بها ما يكفي من المشاكل”.
و قال يلدرم إن تركيا “تريد أن يعيش العراقيون جميعهم معا كأمة واحدة”، مشيراً إلى أن “إضافة مشكلة أخرى إلى المنطقة ليس أمرا صائبا”.
وفي اليوم ذاته، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أن “إعلان (إقليم كردستان العراق) تنظيم استفتاء حول استقلال الإقليم في 25 أيلول/سبتمبر… سيشكل خطأ فادحاً”.
وتابعت الوزارة أن “الحفاظ على سيادة الأراضي والوحدة السياسية للعراق هو أحد أسس السياسة التركية في ما يتعلق بالعراق”.
يلدريم وبعد يومين على موقفه هذا، هاجم قرار كردستان العراق تنظيم استفتاء شعبي يسمح بانفصال الإقليم عن العراق، قائلا إنه قرار غير مسؤول، ويخلق أزمة جديدة في المنطقة.
بتاريح 17-7-2017، جدّدت تركيا موقفها تجاه الأكراد عبر بيان صادر عن مجلس الأمن القومي التركي في ختام اجتماعه عقد اليوم في العاصمة أنقرة برئاسة رجب طيب أردوغان.
واعتبر بيان مجلس الأمن القومي قرار حكومة الاقليم الكردي في العراق إجراء استفتاء بشأن الانفصال، “خطأ جسيما من شأنه إفراز نتائج غير منتظرة”. وأضاف البيان أنّ الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.
بعدها بيومين، في 19-7-2017، أعلنت وزارة الخارجية التركية، على لسان وزيرها جاويش أوغلو، أنها “لن تغير من موقفها إزاء استفتاء إقليم كردستان”.
وجاء بالبيان أنهم أشاروا في أكثر من منبر إلى أن سيادة أرض العراق مبدأ جدي لسياسة تركيا الخارجية، وأنهم ضد استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق.
كما أضاف البيان الذي جاء إثر ترويج وسائل إعلام أن وزير الخارجية التركية، مولود جاووش أوغلو، أعلن أن تركيا تقبل وتصادق على استقلال إقليم كردستان وفق شروط “ليس هناك أي تغيير في موقفها إزاء استفتاء إقليم كردستان”.
قبل يومين (الثلاثاء 1-8- 2017) جدّد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين، موقف بلاده تجاه الاستفتاء، قائلاً: إن الاستفتاء من أجل استقلال كردستان لا يعدّ الطريق الصحيح لحل مشاكل العراق، وخاصة المشاكل الاقتصادية والأمنية.
وفي حين أوضح كالن أن المنطقة الفيدرالية الكردية ويوجد لديها برلمان مستقل وانتخابات داخل حدود الإقليم، دعا لإيجاد أن جهود جادة من أجل حل المشاكل المزمنة بين الإقليم وبغداد.
وأوضح المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة إلى أن أنقرة على مسافة متساوية مع جميع شرائح الشعب العراقي، بما في ذلك السنة والشيعة والتركمان والمسيحيين واليزيديين، وأضاف: نسعى لخلق جو مناسب تعيش فيه كافّة شرائح الشعب العراقي في إطار الاتحاد والعيش المشترك.
آخر التصريحات التركيّة، صدرت عن نائب رئيس الحزب الوطني التركي محمد بدري كول تكين، أمس الأربعاء 2-8-2017 مؤكداً أن هناك تهديدات صريحة تشكل خطرا على وحدة الاراضي التركيّة من أهمّها إعلان بارزاني الاستفتاء في 25 ايلول المقبل والاستفتاء لا يهدد تركيا فحسب وانما عموم دول المنطقة.
وأضاف: لذلك يتحتّم على تركيا والدول المجاورة وفي مقدّمتهم العراق انهاء خلافاتها ومواجهة هذا الخطر، مطالباً حكومته بإغلاق حدود خابور الدولي في زاخو وايقاف خط نفط كركوك-جيهان.
ولفت إلى أن الحزب الوطني التركي سينظم تظاهرات واسعة واحتجاجات بمدينة ادنه مستهل الشهر المقبل، داعياً جميع الأتراك إلى المشاركة ورفع شعار “معبر ابراهيم الخليل الدولي”.
المصدر / الوقت