العوامية تذبح بصمت
واصلت قوات النظام السعودي للأسبوع الثاني على التوالي، هجومها العنيف على مدينة العوامية، واقتحمت بالدبابات المناطق السكنية مما أسفر عن سقوط 7 شهداء كحصيلة أولية بينما هجّرت قوات الأمن آلاف العوائل من بيوتهم بذريعة محاربة الارهاب.
وقال أهالي المدينة من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي “: استقرت القوات السعودية على اسطح احد مدارس العوامية وشرعت من هناك استهداف منازل المواطنين”، واضافوا: “تمهيدا لشن حملة عسكرية على منطقى القديحفي القطيف، قامت السلطات السعودية باغلاق جميع الطريق المؤدية للمنطقة كما انها تقطع كل اليوم الكهرباء على مناطق القديح والمسورة ومدينة العوامية”.
وأشارت مصادر سعودية الى أن قوات الأمن السعودية تقوم باعتقال أي شخص موجود خارج منزله في العوامية، فيما نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من خلال حسابات تابعة لسكان البلدة فيديوهات أظهرت القصف الذي تتعرض له بلدة العوامية، وتصاعد الدخان الأسود من بيوت المقيمين فيها.
واتهم نشطاء محليون قوات الأمن السعودية بإجبار مئات السكان على الخروج من العوامية بإطلاق النار بشكل عشوائي على المنازل والسيارات، وهو ما تنفيه السلطات.، بدورها نقلت وكالة “رويترز” عن السكان المحليين في العوامية قولهم إن الحياة في البلدة باتت لا تحتمل.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السعودي المعارض، حمزة الحسن، إن أحداث الأيام الماضية تأتي ضمن “سلسلة محاولات قام بها النظام لتضييق الخناق على أهالي القطيف ومعاقبتهم بشكل جماعي رداً على مطالبتهم بإنهاء التمييز الطائفي الذي يشكون منه”، ويقول الحسن إن استهداف النظام للعوامية هو محاولة لاختزال المعارضة في منطقة صغيرة والإجهاز عليها كما حصل في دوار اللؤلؤة في البحرين، مضيفاً أن المعارضة تعم أرجاء المنطقة الشرقية رغم تصوير الإعلام الرسمي بأنها محصورة في القطيف أو العوامية أو المسوّرة أو بشخص الشيخ نمر النمر، وأضاف “إذا زعموا بأنهم يسعون لردم بؤرة الإرهاب، فهم في الواقع ينشرون بذور المعارضة في كافة أرجاء البلاد، لأنهم قتلوا واعتقلوا والآن يهجرون الأهالي قسراً.”
بدوره قال رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، علي الدبيسي، إنّ العوائل القريبة “من التواجد العسكري في العوامية محاصرة بمنازلها تحت هدير القنابل والمدافع والقناصين، يخشون التحرك بعد وجود ضوء أخضر لقتل المدنيين”، وأضاف الدبيسي أنّ “الذي عرفه معظم أهالي العوامية خلال يومين من تصعيد إستخدام السعودية للسلاح، انتشار قناصة لقتل المدنيين يتمركزون في المدرعات أو على أسطح البنايات”.
واقتحمت القوات السعودية باسناد المدرعات وأعداد كبيرة من الجنود أكثر من مرة مدينة العوامية بالقطيف، وأطلقت النار بشكل كثيف، ما أسفر عن استشهاد عشرات المدنيين برصاص القوات السعودية، وتشهد المدينة منذ أكثر شباط عام ثورة شعبية سلمية عارمة احتجاجا على سياسة التميز الطائفي التي يمارسها النظام السعودي بحقهم، كما كما حاول الأمن السعودي جرّ المدينة الي استخدام السلاح للحديث على أنه يواجه عصيان مسلح، وفيما يلي معلومات عن بلدة العوامية والحي التاريخي بها:
ويقدر عدد سكان العوامية بـ 30 ألفا وتطل على الخليج الفارس، وهي ذات أغلبية شيعية وتقع في المنطقة الشرقية بالمملكة الغنية بالنفط، كذلك تعد منطقة المسورة،الحي التاريخي، بالعوامية يبلغ عمرها 400 عام، وتتمتع بتراث فريد، وذلك بحسب الأمم المتحدة.
الى ذلك تعتبر العوامية مسقط رأس رجل الدين البارز نمر النمر الذي أدى قيام السلطات السعودية بإعدامه إلى تصاعد الاضطرابات في المنطقة الشرقية، التي بدأت كما ذكرنا عام 2011 حينما كانت المنطقة العربية تعيش ذروة ما يسمى بالربيع العربي واتهمت السلطات السعودية حينها رجال دين شيعة وعلى رأسهم نمر النمر بالتحريض على المظاهرات.
وتسعى قوات النظام السعودي الى بإزالة حي المسورة، الذي يتألف من شوارع ضيقة، بعدما أصبح ملاذا “للمسلحين الشيعة” حسب قول السلطات، كما تتذرع السعودية بأنها تريد تطوير الحي وإن بعض البيوت في الحي تعود لمئة عام وإجمالي عددها 488 بيتا حسب مسح أجرته عام 2014 وقد تم تقدير قيمة كل المنازل وقبض أصحابها قيمتها وانتهت المهلة المعطاة لهم للخروج من الحي.
وترفض المنظمات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة ذرائع النظام السعودي ودعت أكثر من مرة الى وقف ما وصفته بأعمال الهدم لحي تاريخي، والذي يتعرض سكانه لضغوط الإخلاء بدون توفير سكن بديل أو تعويض مناسب، وتتهم قوات الأمن السعودية بالإقدام على “إحراق يتعذر إصلاحه” لمبان تاريخية وبإجبار السكان على الفرار من منازلهم.
المصدر / الوقت