التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

28% ..فضيحة وزارة التربية..! 

بقلم | قاسم العجرش

أظهرت نتائج الإمتحانات الوزارية للدراسة الإعدادية، أن نسبة النجاح لم تتجاوز 28%، وهي بلا شك نسبة متدنية جدا، وتكشف عن حقيقة مرعبة، وهي أن العملية التربوية قد إنهارت بشكل تام، وأن لا أمل لها بأن تعود الى وضعها الطبيعي، بمعالجات مستعجلة أو قرارات ترقيعبة تصدرها الحكومة.

تثير هذه النتيجة المؤسفة أسئلة تبدأ ولا تنتهي، إذ ما إن يبدأ احدنا بإثارة واحد منها، حتى تنهال علامات الإستفهام؛ من جبل الحيرة والشكوك، والخوف من الآتي؛ الذي تحمله سحابة الآلام والآمال, التي جلبتها هذه النتيجة العار، الى سماء العراق الملبدة بركام كبير من المشكلات.

وزارة التربية، شأنها شأن مؤسسات الدولة الأخرى، جاهزة لتعداد كم كبير من الأسباب والتبريرات، ليس بينها ما يحملها المسؤولية، ونتذكر المسؤول الكبير في وزارة التجارة، الذي حمل ربات البيوت العراقية، مسؤولية عدم جودة الرز الذي استوردته وزارته، حينما قال أنه اجود انواع الرز، لكن ربات البيوت العراقيات لا يُحسِنَّ طبخه..مع أن أمهاتنا وزوجاتنا، يقدمن أفضل أطباق الكرة الأرضية.

من بين ما ستبرر به وزارة التربية؛ نتيجة العار هذه، هو قلة التخصيصات المالية، والحال ليس كذلك قطعا، إذ لم تتوقف الدولة؛ عن تسليم منتسبي الوزارة رواتبهم، ولو ليوم واحد، كما أن الموازنة الأستثمارية تم تسليمها بالكامل.

ستتحدث الوزارة أيضا؛ عن الأعتداءات التي تعرضت لها كوادر تعليمية، في هذه المنطقة او تلك، وهي حالات فردية منعزلة، واجهها المجتمع العراقي بأدانات واسعة، كما تعاملت االأجهزة الأمنية المختصة معها بحزم وقوة.

ستضع الوزارة أيضا؛ الأوضاع الأمنية في مقدمة الأسباب، وهو إدعاء منسوف من أساسه، لأن معظم المحافظات، خصوصا الوسطى والجنوبية والعاصمة بغداد، تشهد وضعا أمنيا مستتب نسبيا..

الوزارة ستلقي تبعة هذه النتيجة المخزية؛ على الطلبة أنفسهم، وستُقَرِعَهم بقسوة، كما ستلوم أسرهم، وستدعي أن الأسر لا تبدي قدرا كافيا من التعاون، مع الوزارة التي تبذل جهدا إستثنائيا ومتفانيا!

لكن الحقيقة ليس هذا ولا ذاك من الأسباب؛ إذ أن هنالك مخطط مرسوم بدقة، تنفذه الوزارة بإحترافية عالية، والقصد منه تدمير العملية التربوية وإفشالها، وهناك عشرات بل مئات الأدلة، على هذا النشاط الخطير.

ليس أول هذه الأدلة؛ تعمد عدم تسليم المناج المدرسية، إلا ابعد عدة أشهر من بدء السنة الدراسية ، ولا عمليات الترميم والصيانة للمدارس، والتي شرعت بها الوزارة مع بدء الدوام المدرسي، ولا إهمال توفير الحد الأدنى من الخدمات أثناء الأمتحانات، كالماء الصالح للشرب والكهرباء والتبريد، ولا عدم تعاملها مع بجدية، مع مقترحات علمية، تأخذ في حسابها طبيعة المناخ الحار في العراق، طالبت بتغيير مواعيد بدء الدراسة، من شهر تشرين الأول الى شهر آب، كي تقع فترة ألأمتحانات النهائية في شهر نيسان، حيث الجو معتدل نسبيا.

لم نتحدث عن أسئلة الإمتحانات العجيبة، ولا عن تغيرات المنهاج الدراسيالإرتجالية والسلبية، ولا عن التجارب العقيمة لنظام الكورسات، أو تفريع الدراسة الأعدادية، الى تظام أحيائي وآخر ما ادري شنو اسمه!

كلام قبل السلام: أسباب تنفيذ الوزارة لهذا المخطط الرهيب، نتركها لتقديرات القاريء الحصيف، الذي لا نشك ابد؛ أنه يعرف لماذا تمسك الحزب الإسلامي العراقي بأسنانه، بهذه الوزارة المهمة والحيوية، ولماذا أهملها “ابطال ” التحالف الوطني، مفضلين الوزارات التي تدر عسلا!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق