التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 5, 2024

هذا هو سحر الرياضة على الجسد والدماغ 

الرأي – صحة و جمال

قد يكون للتمارين الرياضية وبالذات التمارين المرتبطة بالقلب، أثر فعال يفوق ما يمكن توقعه، بحسب دراسات جديدة.

وتشير أعداد متزايدة من البحوث إلى أن الإنسان عندما يلتزم بتدريبات منتظمة تعمل على رفع معدل ضربات القلب وزيادة التعرق لفترة طويلة من الزمن، فإن ذلك سيكون له أثر الأشياء الساحرة على الجسم و الدماغ معا.

فالذي سوف يحدث أننا سوف نفكر بشكل أكثر صفاء، ويتولد لدينا إحساس أفضل بالحياة، كذلك سنعمل على حماية أنفسنا ضد بعض من التدهور المعرفي الذي يحدث مع التقدم في السن، كما تكشف الدراسات.

وقد جاء في مدونة هارفارد الطبية البريطانية “العقل والمزاج”، أن “التمارين الرياضية لديها قدرة فريدة على خلق الابتهاج والاسترخاء، وتوفير التحفيز والهدوء لمواجهة الاكتئاب وتبديد الإجهاد”.

كم نحتاج من الوقت؟
والسؤال، كم من الوقت يجب أن تقضيه في ركوب الدراجات، والسباحة، والمشي، أو الجري لجني هذه الفوائد المتوقعة؟
عموما، فإن أغلب البحوث تشير إلى أن هذا السحر الفائق يحدث في العادة إذا ما كان نافذتنا الرياضية اليومية بحوالي 30 إلى 45 دقيقة على الأقل.

وقد بحثت ورقة حديثة في عادات مئات الناجين من سرطان الثدي، الذين كانوا يعانون من أعراض مثل فقدان الذاكرة ومشاكل في التركيز، فوجدت الورقة أن ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمارين الرياضية مثل المشي، كان مرتبطا بأداء أفضل بكثير لهم في المسابقات المتعلقة بالذكاء المعرفي.

تحسين الذاكرة
وقدمت دراسة أخرى نشرت في مايو بعض الدعم الإضافي لهذا البحث السابق، حيث وجدت أن البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 60-88، والذين يمشون لمدة 30 دقيقة يوميا ولأربعة أيام في الأسبوع، استطاعوا خلال 12 أسبوعا أن يعززوا من قدرات الاتصال في منطقة من الدماغ مسؤولة عن تدعيم الذاكرة، وبالتالي حسنوا من عملية التذكر وتحاشي فقدان الذاكرة أو ضعفها.

وبالمثل، وجدت دراسة تجريبية على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أن 30 دقيقة فقط من المشي ولمدة 10 أيام متتالية، تبدو “كافية لإنتاج أثر يوازي العلاج السريري، وأثبتت كذلك من ناحية إحصائية تقليل معدل الاكتئاب”.

وتشير أبحاث أخرى إلى أنه قد يكون من الأفضل القيام بتمارين تنشيط القلب لفترة أطول.

كما وجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أنه بالنسبة للذين زادت أعمارهم عن الخمسين، فإن أفضل النتائج للدماغ تأتي من خلال روتين يقوم على الجمع بين التدريبات العادية كالمشي والجري، بالإضافة إلى تمارين المقاومة وبناء العضلات مثل رفع الألواح ودفع الأشياء، ولمدة لا تقل عن 45 دقيقة.
لماذا يحدث ذلك الأثر؟

رغم أن الباحثين لا يزالون غير متأكدين لماذا يعمل هذا النوع من التمارين الرياضية على إعطاء دفعة للدماغ، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن لذلك علاقة بزيادة تدفق الدم، والذي يوفر لعقولنا الطاقة الطازجة مع الأكسجين النقي.

كذلك وجدت دراسة حديثة أجريت على النساء المسنات اللواتي أظهرن أعراضا محتملة للخرف، أن التمارين الرياضية مرتبطة بزيادة في حجم الحصين أو ما يعرف بقرن آمون، وهي منطقة في الدماغ ترتبط بالتعلم و الذاكرة.

وهناك سبب آخر قد يكون له علاقة بقدرة القلب على المساعدة في تقليل مستويات هرمونات الإجهاد الطبيعي للجسم، مثل الأدرينالين والكورتيزول، وفقا لدراسة حديثة في مجلة علوم العلاج الطبيعي.

وقالت جو نورثي، المؤلفة الرئيسية للدراسة البريطانية وهي عالمة ممارسة في جامعة كانبيرا، إن أبحاثها تشير إلى أن أي شخص في صحة جيدة فوق سن الـ 50 يجب أن يقوم بـ 45 دقيقة إلى ساعة من التمارين الرياضية” على مدى أيام عديدة من الأسبوع كلما كان ذلك ممكنا”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق