العراق نقطة البداية لمنطقة اقوى
العمل في اطار اللجان الثنائية والتوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدان يهدف الى توسيع العلاقات السياسية, الاقتصادية والعسكرية, ومن شأنه ان يكون عاملاً مهماً لتوثيق وتعزيز العلاقات وارتقائها الى المستوى الاستراتيجي.
ان لقاءات البعثات الدبلوماسية, السياسية والعسكرية بين طهران وبغداد بعد تحرير الموصل وتصريحات وزير الخارجية العراقي السيد ابراهيم الجعفري أن لولا الجمهورية الاسلامية لسقط العراق, ليست سوى دلائل على تثمين مواقف الجمهورية الاسلامية من قبل الجانب العراقي وتبيين عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
مع ان اعداء ايران الاقليميين والدوليين يسعون وبالتماشي مع مشروع ايران فوبيا وإثارة توهمات الهلال الشيعي, الى تحليل علاقات طهران وبغداد على أساس ديني ومذهبي, الّا ان هذه التحاليل هي لإثارة البلبلة وللأزمات إذ تسعى تلك الدول المنافسة لإيران لتحريض الشارع العراقي ضد ايران, هذا من جانب, ومن جانب آخر هي محاولة لتشكيل تحالف على مستوى اقليمي ضد ايران.
يدرك الجميع الدور الايجابي الذي لعبته الجمهورية الاسلامية مع العراق في محنته ضد الارهاب ووقوفها الى جانب الشعب العراقي ويأتي هذا الدور في الوقت الذي كانت فيه اغلب كبرى عواصم دول الشرق الاوسط تقدم المعونة والإسناد لتنظيم داعش وساهموا في سقوط مدينة الموصل العراقية. ان النظرة العابرة للمذاهب للجمهورية الاسلامية تجاه العراق كانت عاملاً منقذاً لمدينة الموصل السنية, والنظرة القائمة على اساس القوميات والمذاهب لدول المنطقة تجاه العراق اضافة الى الضرر الذي الحقته بالشيعة, كبدت سنة العراق اكبر الخسائر الممكنة.
يجب ترسيخ دور ايران ودعمها و وقوفها الى جانب الشعب العراقي في الاذهان بل في التاريخ ليكون عاملا للتقارب الاكثر بين ايران والعراق.
كانت ولازالت السياسية الاستراتيجية لإيران في المنطقة وفي العراق قائمة على الرؤية العابرة للمذاهب.
مساعدة ومساندة ايران لفلسطين من خلال الدعم المالي يُجسد المقولة اعلاه وهذا الحال مع العراق ايضا من خلال التعامل مع جميع الاطرف القوية بما في ذلك الشيعة, الاكراد والسُنة والتي لازالت تربطها بهم علاقات جيدة.
دائما ما تسعى ايران للحفاظ على وحدة العراق وهذا هو هدفها. الايرانيون لا ينظرون الى العراقي كشيعي او ككُردي او كسُني بل كعراقي وهذه نظرتهم لم تتغير ومازالت ثابتة. اذا ما كانت دول المنطقة ايضا تتبنى هذه الرؤية العابرة للمذاهب والقوميات فإن الكثير من مشاكل وأزمات العراق ستُحل.
يُلاحظ بأن تنظيم داعش تكبد خسائر جسيمة خلال فترة تواجده العسكري في العراق لكن الفكر والمنهج الداعشي لا يزال قائما ويكمن الحل في القضاء على هذا الفكر بالرؤية العابرة للمذاهب سواء داخل العراق ام خارجه.
على ضوء توسيع وتوثيق العلاقات بين بغداد وطهران يجب الالتفات الى هذه النقطة, فإلى جانب التعاون العسكري بين البلدين ونظراً الى الاضرار التي لحقت بالبنية التحتية العراقية فإن التعاون الاقتصادي بين البلدين من شأنه ان يحتل مكانة خاصة في تحسين العلاقات بين هاتين العاصمتين. ومن اساسيات التطور والإرتقاء الاقتصادي هي القدرة التنافسية والأهم من ذلك جودة الخدمات و… حيث ان عدم الانتباه لهذا الأمر سيضع سوق العراق تحت تصرف دول الجوار.
الأمر الذي لا يجب ان نغض النظر عنه ان عراق اليوم وما يعانيه من ازمات هو تحصيل حاصل نتيجة للسياسة التي رسمتها الادارة الامريكية. وفي ما يتعلق بعلاقات العراق الدولية والاقليمية, فإن ايجاد نوع من التوازن في علاقات حكومة بغداد مع دول المنطقة ومع الضغوطات التي تمارسها واشنطن على الدول الاقليمية لتغيير سلوكياتهم وسياستهم هو موضوع هام يجب النظر اليه بعين الاعتبار.
ختام الكلام ان اذرع ايران مفتوحة لجميع للعراقيين ولجميع الدول الاقليمية التي لها علاقات مع العراق.
من الممكن رؤية عراقٌ قوي ومنطقة اقوى من خلال العبور من الانتماءات العرقية والدينية وتجاوزها. كما وان تنفيذ المشروع الاستراتيجي للسيد روحاني الهادف الى تجاوز الازمات والحروب والمجئ بمنطقة اقوى بدلاً من بلد اقوى سيساهم بشكل كبير الى حلحلة الكثير من المشاكل والازمات ويُمكن للعراق ان يكون نقطة الانطلاق لهذا المشروع مع دول المنطقة التي ستتماشى معه. الشرق الاوسط لا يملك حلا غير ذلك.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق