التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الإتفاق النووي من 5+1 الى 7-1 

تخبط ترامب ازاء الاتفاق النووي وظهوره بمظهر «الكابوي» الأهوج الذي لا يمتلك وسيلة لحل مشاكله الا قوة سلاحه، بات يثير حفيظة حتى بعض اعضاء ادارته ومن بينهم وزير خارجيته ريكس تيلرسون، فترامب يتوعد ويهدد ايران لعدم التزامها بالإتفاق النووي، بينما الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكدت في سبعة تقارير مفصلة اصدرتها منذ التوقيع على الإتفاق النووي، على ان إيران التزمت وبشكل كامل بجميع تعهداتها المنصوصة عليها في الإتفاق.
ترامب ادرك ان موقفه الرافض للإتفاق النووي سيعرض بلاده للعزلة الدولية، بسبب تأييد القوى الخمس الكبرى، روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الى جانب الاتحاد الاوروبي، للإتفاق والتزام ايران به، لذلك يحاول عبر استخدام مبدأ تكرار الأكاذيب بشأن عدم التزام ايران بـ «روح» الاتفاق، وشن حربا نفسية عبر امبراطوريات اعلامية، للتأثير على الرأي العام العالمي، الذي لم يعد يرى بديلا للإتفاق النووي لتسوية البرنامج النووي الايراني السلمي.
هذه الحقيقة اشار اليها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة له على تويتر، عندما رد على ترامب قائلا: «إن الرئيس الأميركي كان يريد دائماً القضاء على الاتفاق النووي، ويحاول إظهار إيران بانها المسؤولة عن هذا الأمر، من أجل تجنب العزلة التي سيقع فيها».
رغم ان ايران وضعت في حسابها طبيعة الرد على احتمالات خرق الإتفاق النووي من قبل امريكا، بحكم التجربة التاريخية المرة لبلدان العالم مع الإنتهاكات والخروقات الأمريكية للمواثيق والمعاهدات الدولية، مثل عودة ايران الى مستوى التخصيب الذي كانت عليه ما قبل الإتفاق، الا ان هذا الخيار سيكون الأخير، لمعرفة ايران للرفض الدولي لسياسة ترامب الدولية لاسيما ازاء ايران والإتفاق النووي.
السيناريو المحتمل الذي يمكن تصوره لما بعد انتهاك ترامب للإتفاق النووي ورفض اوروبا وروسيا والصين الإصطفاف مع امريكا، هو ذلك الذي رسمه رئيس المنظمة الوطنية الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، عندما اكد ان مجموعة خمسة زائد واحد ستتحول الى مجموعة سبعة ناقص واحد، ما يعني أن إيران وباقي الدول التي تلتزم بالإتفاق ستكون في جانب، بينما ستكون أمريكا معزولة في الجانب الآخر.
يبدو ان التقارير الدولية وخاصة تقارير المنظمة الدولية للطاقة الذرية التي ايدت وفي عدة مرات التزام ايران بالإتفاق النووي، وكذلك تأييد مجلس الأمن الدولي للإتفاق عبر المصادقة على القرار رقم 2231 ، والتأييد الدولي وخاصة الاوروبي للإتفاق، لم تحد من اصرار ترامب على التخلي عن الإتفاق بضغط واضح من اللوبي الصهيوني في امريكا، لذلك كان موقف ايران في غاية الحكمة عندما رفضت تحت ضغط سياسة الحظر الامريكي، التخلي عن تطوير قدراتها الصاروخية الردعية، ليقينها انها الضامن الاكبر للإتفاق النووي، لاسيما ان الرجل الذي يهدد ايران ليل نهار، ويتربع على كرسي الحكم في اكبر دولة في عالم، مشكوك في سلامة قواه العقلية بشهادة اطباء نفسيين امريكيين.
المصدر / آفاق

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق