الأسد: الحرب في سوريا لم تغيّر مبادئنا من مركزية القضية الفلسطينية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحرب في بلاده لم تغير مبادئها حول مركزية القضية الفلسطينية ودعم حركات المقاومة.
وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين في العاصمة السورية دمشق الأحد، رأى الأسد أن سوريا دائما كانت هدفا ومن يسيطر على هذا الهدف يسيطر على القرار في المنطقة، وقال “صحيح أن مواقف سوريا هي جزء من أسباب الحرب عليها لكن هناك أيضًا صراع دولي وموازين قوى مختلفة”.
وأضاف الأسد: أن الغرب لا يقبل حتى أن تتمرد روسيا على هيمنته كما هو الحال مع سوريا وايران وكوريا الشمالية، مشيرًا أن قمع الدول المتمردة على الهيمنة الغربية هو هدف أساسي لمنع تراجع هذه الهيمنة، معتبرًا أن الوزن العربي يساوي صفر في الساحة السياسية الدولية.
واعتبر الرئيس السوري ان الرئيس في الولايات المتحدة هو منفذ للسياسات، لأن اللوبيات الاقتصادية والعسكرية والتجارية هي صانعة للقرار.
ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام
الرئيس الأسد، لفت في كلمته إلى “أننا دفعنا ثمنا غاليا في سوريا مقابل افشال المشروع الغربي في العالم، معربًا عن عدم معرفته بإمكانية التحدث عن الانتصار على المشاريع الغربية لأن المعركة مستمرة، ومشيرًا إلى أن الحروب على المنطقة بدأت منذ الحرب على إيران عام 1980.
واضاف الأسد “خسرنا الكثير من شبابنا والبنى التحتية لوطننا لكننا ربحنا مجتمعا متجانسا”، لافتًا إلى أنه في حسابات الربح والخسارة ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام.
أشار الرئيس السوري إلى أن المرحلة الأخطر على سوريا كانت في السنة الأولى للحرب لأنه كان يتم العمل على البعد الطائفي، لافتا الى أن هناك رد فعل طائفي في سوريا وغيرها ولكن لا يوجد قناعات طائفية.
على صعيد آخر، رأى الأسد أن التبدلات في التصريحات الغربية مؤخرا ليست بدافع انساني وانما بسبب صمود القوات المسلحة ودعم الاصدقاء، وأن تبديل المواقف الغربية ولو جزئيا او بخجل ليس تبديلا في السياسات.
مستمرون في ضرب الارهاب طالما هناك ارهابي واحد في سوريا
وحسم الرئيس الأسد موقفه من الاستمرار في ضرب الارهاب “طالما هناك ارهابي واحد في سوريا ولن يثنينا شيء عن هذا الهدف”، مشيرًا إلى أن الدولة السورية تعاملت بايجابية مع الكثير من المبادرات رغم أن معظمها انطلق من نوايا سيئة، وأضاف ” المبادرات التي طرحت تحت عناوين انسانية كانت بهدف تحقيق ما فشلوا بتحقيقه عبر الارهاب”، وأن الحوارات كانت دائما ودون مجاملة سياسية مع عملاء او ارهابيين.
وفي هذا الاطار أكد الأسد أن ما نجح في سوريا هو ثورة الجيش على الارهابيين وثورة الشعب على الخونة، وأن الثوار الحقيقيين هم أصحاب القيم الانسانية، أما من وصفوهم بـ”الثوار” فهم ليسوا أكثر من حثالة.
وحول الموقف التركي، رأى الرئيس السوري أن دور تركيا هو دور ضامن للارهابيين، معربًا عن عدم ثقته به، لافتًا إلى أن الرئيس التركي يلعب دور المتسول السياسي بعد فضحه في دعم الارهابيين، وأن أحد أسباب بقاء أردوغان في السلطة هو دوره التخريبي في سوريا.
دعم روسيا وايران وحزب الله ساهم في صمود الدولة السورية
وأضاف الرئيس السوري “طالما أن القتال مستمر ضد الارهاب فلا مكان لفكرة امر واقع أو تقسيم في سوريا”، وتابع “من حقنا أن نضرب الارهاب أينما تحرّك وأي شيء أقل من خروج الارهابيين وعودة الدولة لا يوجد أي مصالحة”، مشيرًا إلى الانجازات العسكرية “لقواتنا المسلحة كانت الرافعة للمصالحة الوطنية وكانت هي الحرب والسياسة معا”.
ولم يغفل الرئيس الأسد في خطابه عن التنويه رئيس الأسد في خطابه عن بمجاهدي حزب الله اللبناني الذين كانوا “حريصين على التراب السوري كأي مقاتل سوري دافع عن وطنه”، وشكر إيران التي قدمت المساعدات الاقتصادية العسكرية والسياسية من دون حدود، اضافة لروسيا التي “دافعت عن سوريا عبر مجلس الامن وعبر دعم الجيش السوري وارسلت قواتها وقدمت الشهداء”
وقال الرئيس الأسد إن “دعم روسيا وايران وحزب الله ساهم في صمود الدولة السورية وجعل التقدم الميداني أسهل، مضيفًا أن هناك فصولًا ستكتب عن دعم الصين وروسيا وايران وحزب الله واخلاقيات الامام الخامنئي وحزب الله والسيد حسن نصر الله.
علينا أن نتوجه شرقا اقتصاديا وثقافيا وسياسيا
ورأى الأسد أن “علينا أن نتوجه شرقا اقتصاديا وثقافيا وسياسيا ولا يجب أن نعول على الغرب”، وتابع قائلًا “الشرق يتعاطى معنا باحترام وتعاطينا مع الغرب لأربعة عقود ولكن لم يقدّموا لنا أي فائدة”.
الأسد أشار إلى أن الغربيين يريدون “تعاونا أمنيا ونحن لا نريده الا بغطاء سياسي ورسمي ولا تغرينا قضية السفارات”، مؤكدًا أن لا علاقة ولا دور لأي دولة غربية تريد العودة الى سوريا الا اذا قطعت علاقتها نهائيا بالاهاب”.
المصدر / فارس