دوي انتصار الشرقية في سورية.. دير الزور تعلن بداية انتصارها وفك الحصار عن المدينة
لم يسبق لشعب وان ضبط دقات ساعته على تواتر سير الخطى العسكرية، بل ولم يكن الوقت متسارعا بهذه الصورة من قبل، ما قد يغدو مقياسا جديدا لتوقيت تعلنه الماكنة العسكرية لاحقاً في اتجاهات جديدة.
من المنصة الشرقية لسورية، تعلو أصوات انتصارات تتحدث عن صمود اسطوري تجاور إعجازات تاريخية مكللة بعنفوان المقاومين لأي حصار، هناك تماما في دير الزور، حدث اللقاء المرتقب، ليقلب في طريق سيره طاولة مخططات أمست بعد اليوم من مخلفات التاريخ، بعد فاصل الانتصار.
من دمشق مُعلِّقا على الانتصار الكبير والمزلزل في دير الزور واستراتيجيات المعركة، تحدث الدكتور حسن أحمد حسن الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية، لموقع قناة المنار عن أسباب وعوامل مهدت للانتصار، تلاها معطيات من أرض المعركة، وكيفية سير الدفة نحو اختراق الحصار وفكه عن المدينة.
قبل وبعد كسر الحصار في دير الزور
الحال السابق لدخول القوات السورية والحلفاء لبوابة اللواء 137 ليس كما حمل هذا الدخول لمرحلة بعده، من هنا ينطلق د. حسن بوصف التقاء كل من القوات المتقدمة من طلائع الجيش السوري والقوات الحليفة، مع القوات المدافعة عن حامية اللواء 137 بأنها صفحة جديدة في هذه الحرب المفتوحة على الدولة السورية من جهة، والحرب على الإرهاب بشكل خاص.
كما أورد حسن مجموعة من النفط التي لا بد من التركيز عليها والتي ساهمت إلى حد كبير في انجاز هذا الانتصار بكسر الحصار عن مدينة دير الزور، أولها الجانب المعنوي، حيث يعتمد على حجم الصمود والإرادة لدى الوحدات المتواجدة داخل الحامية والمحاصَرين بشكل دائري على كامل محيط المدينة، إذ تمكن عناصر الجيش من التصدي لهجمات الانتحاريين والإنغماسيين بالعربات المفخخة وغيرها، من قبل داعش، وعدم السماح لهم بكسر صمود الجيش داخل المدينة وخاصة في الحامية ضمن اللواء 137.
تلاها ما يأتي في لحظة الالتقاء، حيث يورد الباحث حسن، أن تواتر الأخبار عن اقتراب الجيش من الحامية والعد التنازلي في مقدار المسافة، يوصل للحديث عن المحيط حول الحامية وحقول الألغام المقامة على كامل المنطقة المحيطة، حيث زرعها الجيش لمنع داعش من التقدم والاختراق.
وينتقل حسن بعدها متابعا في وصف التفخيخ، فيأتي ما زرعه تنظيم داعش حول حقل الألغام، مشيراً بهذا إلى تعقيد التفخيخ في المحيط، أمام من سيقتحم متقدما من قوات الجيش والمقاومة، حيث يوجد لمفخخات الجيش مخططات يمكن التعامل معها، لكن كان التعامل الأهم مع مفخخات داعش، وهذا ما يحتاج على خبرة كبيرة، ما يمكّن إزالتها. وبدرجة أكبر من هذا العائق، يتمحور العمل لمجرد وصول الجيش على بعد مئات الأمتار من الحامية، للتعامل مع نيران القنص والاستهداف المحيطة من قبل التنظيم على جانبي الطريق المتمركزة على التلال، وبالتالي إخماد هذه النيران والتخلص منها .
عوامل إضافية يتحدث عنها الدكتور حسن أحمد حسن خلال لقاءه موقع المنار، ساهمت في هذا الانتصار، وهو ما وصفه بـ «فايروس الهزيمة» والذلة والانكسار لدى التنظيم الإرهابي، وهو ما حمله معه بعد نقل عناصر التنظيم بهذه الطريقة المهينة من الحدود السورية اللبنانية وبعلبك إلى دير الزور بعد تجريعهم كأس الهزيمة على يد المقاومة والجيشين السوري واللبناني، ومجرد الاعلان عن هذه الهزيمة ينتقل الفايروس تلقائياً إلى أعماق بقية عناصر التنظيم في مختلف المناطق، مما أفقد العناصر الإرهابية أي ثقة ببقائهم في أي منطقة وليس فقط الصمود.
وفوق هذا كله تأتي الخبرات التي تجاوزت المألوف لدى أي مقاتل، حيث اكتسبها الجيش السوري على مدار السنوات السبعة الماضية من خلال ما اكتسبه المقاتلون السوريون والحلفاء خلال خوض المعارك على كافة أشكالها وفي مختلف الظروف.
أهمية انتصار دير الزور وعلاقته بمشروع التقسيم
هنا ومن خلال الإعلان رسمياً عن التقاء القوتين – المدافعة والمتقدمة – في الجيش السوري والمقاومة، يكون الوضع أمام مفصل تاريخي حيوي ومهم وأساسي في سير الحرب على الدولة السورية. ومن هذه الفقرة ينتقل إلى سرد ما يمكن الحديث عنه بعد هذه الخطوة، وما تعتمد عليه من أهمية استراتيجية لدير الزور.
يقول د. حسن ما بعد هذه الخطوة يمكن أن يتم خلط الاوراق بأيدي الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تحريك إدلب أو الرقة أو حتى الجنوب السوري، بما يوجد فيها من تنظيمات إرهابية، ولكن لا يمكن هذا الامر طالما أن الجيش السوري يعمل على تطهير مدينة دير الزور من أيدي الإرهابيين. ولمجرد أن يحدث الإعلان عن تطهير دير الزور فيكون الهدف الأساسي من الحرب على سورية قد أصبح وراء الظهر بالطلق كما عبر حسن.
حيث أنه في هذه الحالة سيصبح مغلقاً بالمطلق الكردور الاستراتيجي الممتد من الأردن إلى تركيا، كما حدث وتم إغلاق الكردور الاول الممتد من البحر المتوسط إلى القلمون الشرقي، بتطهير الحدود السورية اللبنانية، وهذان أهم كردورين استراتيجيين يعول عليهما العدو الصهيوني بالدرجة الاولى. وفي هذه الحالة سينتهي مشروع التقسيم إلى لا عودة.
ومن هذا كله يذهب الدكتور حسن أحمد حسن في الختام إلى القول أنه لن تسكت الولايات المتحدة الأمريكية عن هذا الانجاز السوري في دير الزور، ويؤكد أنه اليوم تم حشر أميركا في الزاوية الضيقة ما يرجح تصعيد قادم، يبقى الدور فيه معولاً على الدبلوماسية الروسية، لكن سينتهي جزماً بهزيمة وفرار لباقي من تبقى من تنظيم داعش الارهابي في تلك المنطقة وقد ينضوي هؤلاء المهزومين مستقبلا في القريب تحت تسميات التنظيمات التي تدعمها قوات التحالف الأمريكي الذي يدعي محاربة الإرهاب، وهذا كله يأتي لمجرد أن يعلن الجيش السوري تطهير محيط مطار دير الزور خلال الأيام القادمة.
بقلم / خليل موسى موسى