التحديث الاخير بتاريخ|السبت, سبتمبر 21, 2024

المرجعية العليا تحدد مبادئ المواطنة الصالحة وتصف سرقة المال العام بالاسوء والاقبح 

محلي ـ الرأي ـ
حددت المرجعية الدينية العليا مبادئ المواطنة الصالحة ، فيما وصفت سرقة المال العام بالاسوء والاقبح من سرقة المال الشخصي .
وذكر ممثل المرجعية العليا في محافظة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت اليوم في الصحن الحسيني المطهر ان ” الخطاب في موضوع مقومات المواطنة الصالحة موجها للجميع ، فكل انسان في البلد مواطن سواء كان مسؤولا او مواطنا عاديا مع قطع النظر ان وفت الدولة بالتزاماتها تجاه المواطن او لا “.
وشدد الشيخ الكربلائي على ” اهمية المواطن الصالح الذي يساهم في البناء والذي يتعايش تعايشا صحيحا ما يؤدي الى الازدهار ويحصن نفسه من الضرر، ونحن لو التزمنا بمبادئ المواطنة سنرى الوطن تسوده العدالة والامن والازهار والتطور “.
وتابع ان ” كل شعب من الشعوب اذا اراد تحقيق العدالة والاستقرار والامن والازدهار والتماسك الاجتماعي والرخاء الاقتصادي والمعيشي والعزة والاستقلالية والاحترام لدى الاخرين وذلك بالعمل على تنشئة ابنائه وتربيتهم على اسس معينة لنجعل منهم مواطنين صالحين ومخلصين لوطنهم وامتهم ويتعايشون فيما بينهم بسعادة وامن ورخاء “.
واشار الشيخ الكربلائي الى انه ” ورد في الروايات الاسلامية ما يدل على ان الاسلام اولى اهتماما كبيرا واساسيا للوطن وحبه والدفاع والتضحية من اجل عزته وكرامته وكيف يتعامل المواطن مع غيره ممن يشاركه في الدين او الانتماء للوطن فقد روي عن النبي الاكرم {ص} ” حب الوطن من الايمان” ، وعن امير المؤمنين {ع} “عمرت البلدان بحب الاوطان “.
واكد الشيخ الكربلائي انه ” لسنا بصدد بيان واجب الدولة تجاه المواطنين وانما فيما يتعلق بناء شخصية المواطن يساهم في الخير والبناء والتعايش الذي يجلب التقدم “.
واوضح ” من مقومات المواطنة الصالحة هو الحس الوطني والشعور بالمسؤولية كل حسب اختصاصه مع قطع النظر ان كون الدولة تؤدي حقوق المواطنين وتفي بالتزاماته ، فالحديث عن المواطنة بماهي التزام تجاه الوطن وهذا الحس يستدعي مجموعة من الصفات منها الاخلاص والتفاني والدفاع عن الوطن وحمايته واداء الواجبات تجاه الاخرين “.
ودعا الشيخ الكربلائي الى ” اكتساب ثقافة المواطنة الصالحة الوعي بما يتطلبه حب الوطن من تفاني واخلاص لخدمته وحب للخدمة بذاتها مع قطع النظر عن أي عوامل خارجية فالموظف يتفانى في خدمة المواطنين والطبيب في علاج مرضاه والمهندس بانجاز المشاريع والمدرس يتفانى في تعليم طلابه حريصا على بلوغهم الدرجات العليا من التعلم والفلاح في حقل الزراعة والعامل في البناء مراعين ما هو مطلوب منهم في اختصاصهم “.
كما دعا الى ” احترام الانظمة والقوانين التي شرعت للمصالح العامة للمجتمع كالامن والتعليم والصحة والمرور والبيئة والبلديات فان رعايتها وان كانت بكلفة ومشقة تصب في مصلحة الجميع والاخلال بها تضر الجميع”.

وشدد الشيخ الكربلائي بالقول ” نحتاج لثقافة الحفاظ على المال العام التي يعنى بها المسؤولين والموظفين والمواطنين وهذا مبدأ مهم من مبادئ المواطنة الصالحة فانها ليست الى مالك بل هي للشعب كل الشعب ولابد ان تراعى في التصرف فيها للمصلحة العامة ونفع هموم المجتمع ومن يمد يده الى شيء منها بغير وجه حق فانما يسرق من كيس الشعب فهو خصمه في ذلك “.
ونوه الى ان ” هذه الاموال العامة للشعب وانها في كيس 35 مليون مواطن ،ولا يتصور حينما يسرق من المال العام سرق من الحكومة فالسرقة من المال العام هي سرقة من الشعب كله ويجل يغرس ذلك من الصغر وجعله ثقافة عامة ينشئ عليها الصغير ويتقيد بها الكبير وكل مواطن في أي موقع يلزمه التقيد بعدم التصرف بالاموال العام الا ما مخصص له بموجب القانون “.
واقترح ممثل المرجعية ان تضمن ثقافة الحفاظ على المال العام في المناهج الدراسية لخطورة سرقة المال العام”.
ولفت الى ان ” السبب وراء جانب من الفساد المالي الذي تشهده المؤسسات الحكومية يعود الى اننا لم نعمل بما فيه الكفاية في جعل احترام المال المسمى بـ {مال الحكومة} ثقافة عامة في المجتمع ، بحيث يستشعر الجميع بان الاستحواذ عليه بغير وجه حق بانه سرقة تماما كسرقة الاموال العائدة للاشخاص بل هو اسوء واقبح لان المسروق منه هو عامة الشعب “.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق