نص رسالة وزير الخارجية للامين العام للامم المتحدة بشأن الاقلية المسلمة في ميانمار
سياسة – الرأي –
وجه وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف رسالة الى الامين العام للامم المتحدة عبر فيها عن قلقه بشان الاوضاع المؤسفة التي تعيشها الاقلية المسلمة في ميانمار.
وفيما يلي ما جاء في الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
جناب السيد انطونيو غوتيريس
الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
سيادة الرئيس
نظرا لرسالتي الموجهة بتاريخ (١٧ دي)-(كانون الثاني)
أودّ ان ألفت عنايتكم مرة اخري الى الأوضاع المقلقة لأقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار .
الاخبار المفجعة التي وردت في الآونة الاخيرة من ميانمار تشير الى عمق الجرائم التي ترتكب بحق الأقلية المسلمة هناك .
الجرائم المنظمة والمتواصلة لبعض المتطرفين والعناصر المرتبطة بالقوات الأمنية ضد الروهينغا أدت الى مقتل عدد ملحوظ من المسلمين ؛ وهي تشير الى الأوضاع المزرية والظلم في هذا البلد .
الأوضاع المزرية أدت الى جرح مشاعر شعوب العالم بعيدا عن انتماءاتهم المذهبية وجنسياتهم .
وفِي حال عدم متابعة هذه الانتهاكات المنظمة ؛ التي تُمارس بحق المسلمين الروهينغا وتحرمهم من ابسط الحقوق ؛فان العنف والتطرف من شانه ان يتمدد حتى خارج حدود ميانمار ؛ ويتحول الى سبب لزعزعة الاستقرار في المنطقة .
ان ممارسة الضغوط من اجل طرد المسلمين عن أراضيهم وإجبارهم للهجرة الى بلدان اخرى ؛لا يحل هذه الأزمة المتجذرة .الحكومة في ميانمار عليها متابعة اوضاع الأقلية المسلمة التي تبعث على القلق والأسف ؛وان تراعي حقوقهم بشكل واضح ؛ والاعتراف الرسمي بهم كباقي المواطنين في ميانمار ؛ وحمايتهم من العنف والتمييز .
المجتمع الدولي والبلدان الاسلامية يتوقعون من الحكومة في ميانمار إيقاف العنف الجاري بحق المسلمين الروهينغا فورا ؛ وان تهيئ الحكومة في ميانمارالارضيّة ومن دون حواجز من اجل وصول المساعدات الانسانية الى المناطق التي عانت من العنف . وكذلك من الضروري ان تحاكم الحكومة في ميانمار مرتكبي هذه الجرائم ؛واتخاذ الإجراءات للحد من تكرارها من جديد ؛ ولكن للأسف لم يرد حتى اللحظة على هذه المطالَب البسيطة .
كذلك يتوقع من منظمة الامم المتحدة التدخل فورا ؛وان تتخذ الإجراءات الضرورية للرد على القلق الذي يعتري العالم بخصوص الأوضاع المزرية في ميانمار . ويبدو ان الاطمئنان من تقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين ؛وإيجاد تسوية مستدامة لهذه الأزمة من الواجبات التي تقع على عاتق الامم المتحدة وعليها اتخاذ إجراءات فورية بهذا للخصوص .
الجمهورية الاسلامية الايرانية تبدي رغبتها واستعدادها لدعم كل الجهود من اجل التوصل الى حل مستدام وسلمي لهذه الأزمة وذلك بغية استيفاء حقوق وأمن وسلامة المسلمين الروهينغا والاطمئنان على حالهم .
سيادة الرئيس ؛ مع فائق التقدير والاحترام
محمد جواد ظريف
وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية