الغارديان: ابن سلمان يسعى لتثبيت أركانه بالاعتقالات
وكالات – الرأي –
رأت صحيفة “الغارديان” أن الحملة الواسعة التي بدأها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد المعارضة تستهدف علماء الدين والخصوم السياسيين وعامة المنتقدين في سعيه لتعزيز سلطته الجديدة وسط مواجهة مع قطر.
وقال مراسل الصحيفة مارتن تشولوف إنه جرى اعتقال نحو عشرة من أشهر العلماء، في أكبر حملة اعتقالات جماعية من نوعها في تاريخ المملكة الحديث، حيث أنها تأتي في أعقاب المحاولة الأخيرة الفاشلة لإنهاء النزاع المستمر منذ ثلاثة أشهر بين الرياض وجارتها الصغيرة الدوحة. كما تأتي هذه الحملة وسط تكهنات مستمرة بأن الأمير محمد يثبت أركانه لاعتلاء العرش، ربما مع بداية النصف الأول من العام المقبل.
وأضاف المراسل أن شخصيات مقربة من السلطة تصر على أن هناك خططًا أُعدّت بالفعل لذلك، ولكن بشروط يحددها الملك سلمان.
وأضاف تشولوف أن مسؤولين كبار داخل السعودية قالوا إن الحملة تهدف إلى تهميش علماء الدين المؤثرين الذين يعتقد البلاط الملكي أنهم قد أُسكتوا في تأييدهم للموقف ضد قطر.
وبحسب تشولوف، يعتقد بعض كبار المسؤولين أن هذا الأمر كشف محدودية السلطة السعودية بدلا من استعراض قوتها.
وأضاف المسؤول أن اعتقال علماء كبار أمثال سلمان فهد العودة وعوض القرني وعلي العمري الذين لهم قاعدة عريضة في المجتمع السعودي و”ملاحقتهم بهذه الطريقة لهو أمر جد خطير، ولكن ولي العهد البالغ من العمر 32 عاما حصل على سلطة من الملك ليفعل ما يريد. فهو يطالب بالولاء الكامل وسيتخلص من أي شخص يظن أنه لا يقدم فروض الطاعة”.
من جهة اخرى وعلى هامش الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عقدت منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” جلسة في أحد مكاتب المنظمة الدولية في جنيف بمشاركة لجنة تابعة لها ومختصة بالشأن الحقوقي في السعودية، ناقشت حالة العنف الجارية في بلدة العوامية ونمط الإعدام غير المشروع في المملكة بعد وصوله الى مستويات قياسية.
وتحدث الصحافي في موقع Middle East Eye أليكس ماكدونالد في بداية الجلسة، فأشار إلى أن “العوامية كانت موقعا للمعارضة في المملكة العربية السعودية منذ أن أعدم الشيخ نمر النمر، رجل الدين المؤثر الذي كان من مواطني البلدة، في عام 2016. ثم في أوائل عام 2017 أعلنت الحكومة في الرياض عن خطة تجديد لحي المسورة في العوامية التي سرعان ما أصبحت عملية إخلاء حيث تم قطع التيار في الحي المستهدف واضطر السكان إلى مغادرة منازلهم دون تعويض”، وأضاف “منذ أيار / مايو، تحولت عمليات الإخلاء هذه إلى عملية شبه عسكرية بالجملة توفي فيها العشرات، وتدمير الهياكل الأساسية، وتشريد الآلاف. وروى ماكدونالد تقارير تصف قوات الأمن السعودية تطلق النار على أي شيء يتحرك وتهاجم الناس الذين يحملون أعلام بيضاء. وعلى الرغم من أن كندا بدأت تحقيقا في استخدام معداتها في هدم المسورة”.
وأشار ماكدونالد إلى أن “مبادرة مماثلة في المملكة المتحدة قد تم تطويقها في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة توريد الأسلحة إلى الرياض بكميات هائلة. وفي السياق السياسي الأوسع، فإن أعمال المملكة العربية السعودية في العوامية هي انعكاس لسياساتها الطائفية المعادية للشيعة، التي ألحقت التوترات الإقليمية ومقاطعتها الشرقية”.
وباسم منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية تحدّث الناشط تايلر بري، فقال إن أحكام الإعدام المفروضة على السكان المحليين في العوامية وفرت متابعة مفيدة للموضوع الثاني للفريق، وهو الاستخدام الواسع وغير المشروع لعقوبة الإعدام في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.انتهى