الانتحار؛ الطريقة الوحيدة لإنقاذ قدامى المحاربين الأمريكيين!!
ذكرت وكالة انباء اسوشيتيد برس ان هذه هي المرة الاولى التي تنشر فيها منظمة شؤون المحاربين القدامى الامريكية، إحصائيات رسمية حول انتحار قدامى المقاتلين الأمريكيين وانها في تزايد أكثر مما كان يعتقد في السابق وذلك بسبب العزلة الاجتماعية وعدم الحصول على الرعاية الصحية. و تشير الإحصائيات إلى أنه بحلول عام 2014، سجلت ولايات مونتانا، و يوتا، و نيفادا، و نيو مكسيكو أعلى معدلات الإنتحار في المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي. ويتعين على الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق السفر لمسافة 70 ميلا أو أكثر للوصول إلى أقرب مركز طبي للمحاربين القدامى، كما يواجه قدامى المحاربين في جميع أنحاء أمريكا أوقات انتظار مؤلمة لمجرد الحصول على موعد مع طبيب نفسي متخصص في شؤون المحاربين القدامى.
ويبلغ معدل الإنتحار في هذه الولايات الأربع حوالي 60 شخصا لكل 000 100 شخص، وهو أكثر بكثير من معدلات الإنتحار التي بلغت 39 لكل 000 100 شخص في البلد بأسره.
وهناك دول أخرى لديها معدلات انتحار عالية للمحاربين القدامى هي فرجينيا وأوكلاهوما وكنتاكي، حيث يكثُر فيها تعاطي العقاقير التي تحتوي على مخدرات. وكشف مسح شؤون المحاربين القدماء في العام الماضي أن نسبة إنتحار قدامى المحاربين الذين يستهلكون العقاقير المُهدئة التي تحتوي على المخدرات، هي أكثر بضعف من اولئك الذين يتعاطون عقاقير مُسكّنة ومُهدئة.
وكذلك يصل معدل الانتحار بين المحاربين القدماء الذكور قياسا بالرجال المدنيين 19 بالمئة أكثر من المدنيين.
وقد حقق المحاربون القدامى الذين يبلغون من العمر 50 عاما أو أكثر أعلى معدلات الانتحار بين العسكريين – 65 في المئة تقريبا.
ويحدث هذا رغم التركيز الأكبر على مستوى القيادة بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، ووزارة شؤون قدامى المحاربين، على مشكلة الانتحار. وتوفر إدارة شئون الجنود العائدين الأمريكية خدمات مادية وطبية ونفسية وسط تنامي الوعي بشأن الاضطرابات النفسية. كما رحبت عائلات الجنود الذين انتحروا بالرعاية المتزايدة للمحاربين القدامى، لكن كثيرين منهم يرون أنها جاءت متأخرة “عشر سنوات”.
ورأى متابعون: «ان هذه البيانات تقدم صورة أكثر دقة وهي صورة محزنة بل مثيرة للانزعاج عن معدلات انتحار المحاربين القدامى».
وترجع أسباب ارتفاع معدلات الانتحار العالية بالولايات المتحدة إلى قساوة الحرب خارجها والبطالة والتشرد داخلها. وتشكل حالات انتحار الجنود العائدين من العراق نسبة غير قليلة من مجمل عدد حالات الانتحار في الولايات المتحدة.
وعلى سبيل المثال: الجندي “هيرالد نول” كان ضمن طلائع القوات المسلحة التي ذهبت للعراق في 2003، لكن بعد عودته إلى نيويورك عانى اكتئابا دمر زواجه وتسبب في تشرده في الشوارع؛ مما دفعه إلى طلب المساعدة من إدارة شئون الجنود العائدين. لكنه اصطدام بالبيروقراطية الحكومية فوجه مسدسه إلى رأسه مقررا الانتحار، لكن من حسن حظه أن الرصاصة لم تنطلق.
وكانت أخر الإحصائيات قد ذكرت عن وقوع حالة انتحار واحدة كل 65 دقيقة، حيث أفادت دراسة أمريكية أن معدل الانتحار بين قدامى المحاربين وصل إلى 22 حالة يوميًّا؛ بواقع حالة واحدة كل 65 دقيقة في المتوسط.
المصدر / الوقت