التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

فضح تفاصيل خطة تغريب السعودية… عندما يدعو مشايخ الوهابية لترامب بالتوفيق 

وكالات – الرأي –
كشفت مصادر سعودية معارضة عن خطة من أربعة بنود مبنية على توحيد السياسة الأمنية والإعلامية والثقافية والتربوية (والتعامل مع الدين) في مصر وكل دول الخليج الفارسي باستثناء عمان.

وأفاد أنّه وفي ضوء قمع الحراك الشعبي في السعودية فقد علمت مصادر سعودية معارضة أن الخطة المرسومة بين الإمارات ومصر والسعودية والبحرين أوسع مما يظن البعض، فالقضية دخلت فيها “إسرائيل” وأجهزة أمريكية مرتبطة بترامب.

الخطة متكاملة وهي مبنية على توحيد السياسة الأمنية والإعلامية والثقافية والتربوية (والتعامل مع الدين) في مصر وكل دول الخليج الفارسي باستثناء عمان. وتشتمل الخطة على أن تكون مصر هي المرجع ومزود الكوادر في التعامل مع الإعلام والأمن والتيارات الإسلامية ومناهج التعليم والمؤسسات الدينية.

وتهدف الخطة إلى إبعاد أي تأثير سياسي أو ثقافي أو تربوي أو مالي للدين في شعوب المملكة السعودية والخليج الفارسي ومصر كتهيئة لتطبيع أبدي وكامل مع “إسرائيل” وكان الترتيب قد بدأ، قبل استلام ترامب، بين السعودية مصر والإمارات وإسرائيل ولم يدخل أوباما فيه بسبب توجسه من هذا الفريق وقلقه من تهور ابن سلمان.

وبعد استلام ترامب دعمها بكل قوته شخصيا، وتحمس ابن سلمان وابن زايد في استثمار وجوده وهذا ما جعل الأجزاء الهامة في الخطة تُنفّذ بعد استلامه عبر توظيف مئات الضباط والمسؤولين المصريين (المتصهينين) في الدول الخليجية وبهم يتم توجيه الأمن والجيش والإعلام ومؤسسات الدين والتعليم.

وكان نصيب السعودية 600 ضابط مصري من أمن الدولة إضافة لضباط في الجيش وطيارين ودبلوماسيين يبدأون الآن مرادفين مقدمة لاستلام المسؤولية. وأخذت الإمارات نصيبها، أما البحرين فرغم حماس النظام البحريني للتصهين لم تنفذ الخطة خوفا من إيران.

وكانت الخطة في أن ينفذ نفس المشروع في قطر بعد تغيير النظام، ثم الكويت، ولعل هذا ما يفسر حماس إسرائيل وترامب في وقوفهم مع دول الحصار ضد قطر.

ويأتي ضمن سياق هذه الخطة (في السعودية) مشروع التغريب وتحجيم الهيئات وتغيير المناهج وتجميد النشاطات الدينية واعتقال المئات من المشايخ. ويمكن تفسير حماس ابن سلمان للدخول في هذا المشروع بسبب الوعد الذي قطعته “إسرائيل” له بضمان إيصال ترامب له الى العرش كخطوة أولى ثم ضمان نجاحه في تحييد بقية الأسرة عن موضوع الحكم.

ومن ضمن ما نفذ من الخطة استخدام الإعلام ووسائل التواصل لتغيير الذوق الشعبي ضد الإسلام عموما والإسلام السياسي خصوصا وتقبل “إسرائيل” كدولة شقيقة. بهذا العرض يتضح تفسير جملة من الحوادث مثل: حملة التغريب، تحجيم الهيئات، حصار قطر، قلق الكويت، اعتقالات الناشطين والدعاة الأخيرة، إقالة ابن نايف، صعود بن سلمان، والإعلام ضد الإسلام.

وهنا يطرح سؤال نفسه وهو لماذا استثنيت عمان؟ وربّما يكمن الجواب من خلال كلام “إمام الحرم المكي” عبد الرحمن السديس الّذي قال إن أمريكا تقود العالم للسلام.(بمعنى أنها هي من تحدد السياسات وعمان لم تكن ضمن هذا المخطط لاعتبارات يجهلها الجميع)

وقد شن مغردون وناشطون، هجوما حادا على «عبدالرحمن السديس»، بعدما اعتبر أن أمريكا تقود العالم إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وتداول مغردون، مقطع فيديو، ل«السديس» الذي قال خلال كلمة له على هامش مؤتمر نظمته رابطة العالم الإسلامي في نيويورك، إن «السعودية والولايات المتحدة قطبا هذا العالم في التأثير، ويقودان العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والازدهار».

ودعا “السديس”، لقناة “الإخبارية” (رسمية)، ل”الرئيس الأمريكي والملك السعودي بالتوفيق في خطواتهما، لما يقدمانه للعالم والإنسانية”، وفق تعبيره.

من جانبهم، هاجم ناشطون ومغردون «السديس»، واعتبروا كلمته محاولة لتبييض وجه أمريكا الحافل بالانتهاكات.

ودشن مغردون وسما بعنوان «السديس أمريكا تقود العالم للسلام»، كتب خلاله المفكر الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي»: “محزنٌ حقا أن نرى السعودية، تُهدر رأسمالها المادي والمعنوي في لمح البصر، خدمة لمطامح شخصية، تضرها ولا تنفعها”.

وأضاف: “أكثر من ربع قرن، وهذا هو الذي يقود المسلمين في بيت الله الحرام(في إشارة الى السديس).. نسأل الله السلامة والعافية”.

وتابع المفكر «تاج السر عثمان»: «تطبيل عالمي مقرف ومحاولة كهنوتية لتبييض سجل أمريكا الحافل بالانتهاكات في العراق وفلسطين وافغانستان وغيره».

ونشر «تركي الشلهوب» مقطع فيديو يوثق جرائم الجنود الأمريكان في العراق، وكتب تحته: “هذه هي الدولة التي يقول السديس إنها تقود العالم للسلام”.

وشن حساب «مفتاح»، هجوما على «السديس» قائلا: “تطبل لولي أمرك فهذا شأنك.. فالجامية مرتزقة وعبيد للطغاة.. أما تطبل وتلمع لترامب فهذه خسة وخيانة لدماء المسلمين”.

وسخر «عبدالله الشمري» من حديث إمام الحرم المكي، وقال: “أكبر دلالة ما فعلته في العراق وأفغانستان من قتل وتدمير وهتك للأعراض ودعمها للصهاينة في احتلال مقدساتنا”.

يشار إلى أن زيارة «ترامب» للسعودية في مايو/أيار الماضي، شهدت توقيع اتفاقيات تعاون بلغت قيمتها 460 مليار دولار. وبادرت المملكة بفتح أبواب خزائنها أمام «ترامب»، وضخت أو بصدد ضخ مئات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الأمريكي، في صورة صفقات لشراء السلاح، واستثمارات في أذون وسندات الخزانة الأمريكية، وفي مشاريع تنموية أمريكية.

لكن على ما يبدو فإن المصالح أكبر لدى السعوديين من تلك الأموال التي يضخوها في الاقتصاد الأمريكي، فنجل ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» (31 عاما) يعول كثيرا على دعم إدارة «ترامب» لخطوة اعتلائه عرش المملكة خلفاً لوالده، خاصة أن ذلك المخطط يواجه بمعارضة شديدة من أطياف داخل العائلة الحاكمة السعودية التي تضمر عدم رضا على تجاوز كبار العائلة ومنح المنصب الأرفع بالمملكة لشاب لا يزال في سن صغيرة وحديث عهد بمسائل الحكم.

كذلك، من شأن الدعم المالي السعودي الكبير لإدارة «ترامب» تخفيف ضغوط الكونغرس الأمريكي فيما يتعلق بقانون «جاستا»، أو على الأقل هكذا تتوقع الرياض. ويقول مراقبون، إن الرياض تحتاج إلى مزيد من الدعم الأمريكي في اليمن سواء سياسياً أو عسكرياً، وتأمل في تبادر إدارة «ترامب» إلى ذلك.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق