الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب.. حزب الله هو القلق الأكبر
بعد النكسات والهزائم التي مني بها الجيش الإسرائيلي والمخاوف “الإسرائيلية” من تعاظم قدرة حزب الله، تترقب الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب تقريرا للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، حول جاهزية الجيش للحرب المقبلة، في تأكيد جديد على انتهاء نظرية الجيش الذي لا يقهر.
وحسب وسائل الإعلام “الإسرائيلية”، فإن التقرير الذي يحمّل المستوى السياسي مسؤولية الفشل وعدم استخلاص العبر من تجارب وحروب سابقة، سيكون في غالبيته العظمى عبارة عن مواد سرية لن يتم كشفها، بينما لا زال الجدل قائما حول موعد تقديمه والذي سيكون على الأرجح خلال الأسبوع القادم أو بعد الأعياد اليهودية.
ويسلط التقرير الضوء ورغم سرية مضامينه، على مدى جاهزية الجيش الإسرائيلي لأي حرب مستقبلية ومدى متابعة المستوى السياسي للاحتياجات الأمنية ومعالجة قضايا الجيش، إذ أن هذه القضايا كانت مثاراً للجدل داخل لجنة الخارجية والأمن التي انقسمت على نفسها حيال مواقفها من نتائج التقرير.
وحمّل التقرير المسؤولية لعدد من أعضاء لجنة الخارجية والأمن ووجه لهم انتقادات لدورهم وفشل الجيش الإسرائيلي في استخلاص العبر على المستوى السياسي بشكل عام من حروب سابقة وتقارير أخرى، وحمل المسؤولية أيضا لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشكل خاص، علما أن تقرير اللجنة يؤكد أن الجيش الإسرائيلي غير مستعد للحرب كما يجب.
ويحمل التقرير توقيع رئيس اللجنة، رئيس جهاز الشاباك السابق آفي ديختر من الليكود وعضو الكنيست عن حزب “هناك مستقبل” عوفر شيلح، إلا أن عضو الكنيست عن الليكود “يوآف كيش” رفض التوقيع على التقرير، وذلك على ضوء الانتقادات الموجهة فيه للمستوى السياسي.
“حزب الله يقلقنا”
على صعيد متصل قال رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت الأربعاء إن حزب الله اكتسب خبرة في السنوات الماضية في القتال لا يستخف بها، مشيراً إلى أن الحزب حصل على دعم هجومي واكتسب وسائل جمع معلومات، مؤكّداً أن الحزب هو “شبه جيش مع عناصر ومركبات كثيرة للجيش”.
وأضاف ايزنكوت أن “حزب الله هو العدو الذي يقلقنا أكثر من أي عدو آخر حولنا”، وأكّد أن العدو الذي يقلق “إسرائيل” في الدائرة الأولى التي تحيط بإسرائيل الآن هو حزب الله وهو على رأس تلك التهديدات، متابعاً أن “حزب الله وحماس يدركون الثمن الذي لا يحتمل والذي سيدفعونه مقابل التسلل الى مستوطنة إسرائيلية”.
“إيران عدوّ مركزي”
رئيس الأركان اعتبر أن “إيران هي التهديد المركزي على إسرائيل في العقد الأخير”، لافتاً إلی أن الطلب الإسرائيلي هو أن “تبعد القوات الإيرانية من سوريا هو لصالح سوريا ولصالح المصالح الأمنية الإسرائيلية ومن أجل الاستقرار الإقليمي”.
“إخفاء إسرائيل عن الخريطة”
أما رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الجنرال آفي ديختر فقد حذر من أن التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة على الكيان الإسرائيلي بات أكبر وأكثر خطورة مما كان عليه الوضع قبل اتفاق “أوسلو”.
وأضاف ديختر -وهو أحد زعماء حزب الليكود- في تصريحات نقلتها صحيفة “معاريف” العبرية أن “إسرائيل حين تحدد سياستها تجاه حركة حماس فإن الدرس الأساسي يتمثل في ضرورة محاربتها وإبداء القوة أمامها، وإلا فلن تصمد إسرائيل على البقاء طويلا لأنه محظور عليها ارتكاب أي خطأ في التعامل مع أعدائها”. وأشار أيضا إلى أن أي خطأ “كفيل بأن يجعل إسرائيل تختفي من الخريطة”.
من جهته، تساءل الخبير العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن دافيد عن الطرف الذي سيتسبب في الحرب المقبلة، وقال لصحيفة “معاريف” إن “إسرائيل ترقب مفترق الطرق الذي وصلته حركة حماس في الآونة الأخيرة”.
وأضاف “بعد مرور ثلاث سنوات على انتهاء حرب غزة الأخيرة، فإن اندلاع أي مواجهة مقبلة مع حماس في غزة ستكون بسبب إسرائيل لا بسبب حماس”، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
يذكر أن جيش الاحتلال بدأ بمناورات هي الأضخم منذ عشرين عاماً بداية الشهر الجاري على الحدود الشمالية للکيان الإسرائيلي وهي المناورات التي اشترك فيها أكثر من 30 ألف جندي وكافة قطاعات الجيش تقريبا بالإضافة الى الجبهة الداخلية في محاكاة لحرب مع حزب الله، حرب يراها الكثيرون نهاية لهذا الکيان.
المصدر / الوقت