إلى أين تتجه الأزمة الخليجية؟
مرت أكثر من ثلاثة أشهر على الأزمة الخليجة ولا يزال الوضع على حاله بل يلوح في الافق ان الوضع الى الاسوء. فعلى الرغم من الوساطة الكويتية والامريكية بين الاطراف الخليجية المتنازعة والتي تكللت باتصال هاتفي بين امير قطر “تميم بن حمد” وولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” الا ان الوضع قد ساء اكثر بعد ساعات قليلة من انهاء الاتصال الهاتفي بين الاميرين السعودي والقطري.
اخر تطورات الازمة الخليجية
بكل الأحوال تبدو كل أطراف الأزمة حتى الساعة متمسكة بمواقفها، والموقف الأبرز كان لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اعترف في اجتماع المنامة 30 آب/ أغسطس الماضي بأن “علينا الاعتراف جميعا بأن قطر خرجت من أزمتها أسرع مما توقعنا، ونجحت في كسب قوى دولية وإقليمية لصالحها ساعدتها وأصبحت بنظرهم الضحية ومطالبنا نحن العدوانية”.
هذا الاعتراف الخطير جاء في تغريدات على حساب “نافذ” بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الخميس، والذي يصف نفسه بأنه على علاقات واسعة بدوائر صناعة القرار في عدة دول عربية.
ونشر “نافذ” ايضا تفصيل اجتماع المنامة حيث رأى “الجبير” أن “الوضع لا يسمح باتخاذ أي إجراءات جديدة ضد قطر وعلينا ألا نصد أي وساطة لأن إغلاق الباب لايخدمنا”.
كلام الجبير استفز وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، وبحسب “نافذ” قال بن زايد انه “ما دام هذا موقف السعودية كان من الأفضل ألا نجتمع”.
ولم يتوقف بن زايد عند هذا الحد بل وجه اتهاماً مباشراً للسعودية بالتقصير والضعف في اتخاذ القرارات ضد قطر، قائلاً “السعودية هي من كانت وراء القرارات الضعيفة التي خرج بها اجتماع القاهرة السابق”.
وامام هذا الواقع والسجالات داخل البيت الواحد، خلصت دراسة استقصائية أعدّها “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في لندن، وصدرت يوم الأربعاء الماضي، إلى أنّ مجلس التعاون بدأ “يفكّك نفسه” نتيجة للصدع بين دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين)، ودولة قطر، وأن الأزمة الناجمة عن إجراءات دول الحصار تجاه الدوحة قد تفضي به إلى “التلاشي”.
وبناءا على الدراسة البريطانية أطلقت شخصيات كويتية نداءً عاجلاً يوم امس الخميس الى قادة الدول الخليجية لحل الأزمة مع قطر، عبر تفعيل مبادرة أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.
وبحسب البيان الذي جاء تحت عنوان “نداء حول أزمة الخليج وتداعياتها” حذر الموقعون على البيان من أنّ “استمرار الأزمة سيحوّلها إلى معضلة غير قابلة للحل”.
كما طالبوا بتفعيل المبادرة التصالحية لأمير الكويت، معتبرين أنّ ذلك “سيحقّق رأب الصدع ويعيد اللحمة، وينتهي إلى أرضية مشتركة تعيد المياه إلى مجاريها، وتجنّب المنطقة النتائج الخطيرة المحتملة والمتوقعة من تداعيات الأحداث في خليجنا”.
وطالب الموقّعون “جميع المهتمين والمراقبين في دول الخليج، إلى توخّي الحذر من النفخ بنار الفرقة، وتأجيج المشاعر وإثارة الأحقاد، عوضاً عن ترجيح الحكمة والتروّي والسعي نحو التهدئة”.
وختم الموقّعون بيانهم بالقول: “كلما أسرعنا بمحاصرة الأزمة وتذويب آثارها السلبية، كلما استطعنا تحصين مصالح شعبنا الخليجي الواحد”.
المستفيدون من الازمة الخليجية:
ويتكشف يوماً بعد يوم ان المستفيد الوحيد من تازم الوضع بين الاطراف الخليجية هي الادارة الامريكية ورئيسها دونالد ترامب، حيث نشر موقع “ديلي بيست” الأمريكي، الخميس الماضي، عن استغلال بعض الشركات القريبة من دوائر صناع القرار بالإدارة الأمريكية للأزمة الخليجية الراهنة.
واشار الموقع الأمريكي الى أن قطر قامت باستئجار شركة “أفينو ستراتيجيس”، والتي شارك في تأسيسها مدير حملة ترامب السابق كوري ليواندوفسكي ومستشار الحملة باري بينيت. واقرت هذه الشركة زيادة في رسوم خدماتها إلى قطر لتصل إلى 6 مليون دولار سنوياً، مقابل تقديم خدمات استشارية للدوحة.
وأشار الموقع أيضا الى أن السعودية تستعين بمجموعة من الشركات الأمريكية المماثلة التي استأجرتها قطر ومن بينها مجموعة “بوديستا” للعلاقات العامة، والتي تم استئجارها خصيصًا لحملات دعائية، لتقليل مكانة قطر في نظر إدارة ترامب.
كما كشف الموقع أيضا قيام البحرين يوم امس الخميس باستئجار شركة “كرافت” الامريكية، وستحصل الشركة من البحرين على 921،000 دولار لإنتاج إعلانات تخدم مصالحها.
هذا ويعيش الخليج الفارسي أزمة كبيرة عصفت بين ابناء البيت الواحد حيث قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وأغلقت حدودها الجوية والبرية والبحرية معها في الخامس من يونيو الماضي الى يومنا هذا، ويبقى السؤال إلى أين تتجه الأزمة الخليجية؟ .
المصدر / الوقت