القصة الكاملة لمجريات المعارك في سوريا خلال الـ48 ساعة الماضية من السخنة الى القريتين
مع تقلص المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها في سوريا والعراق وادراكه مسبقا ان ايامه باتت معدودة، يأبى تنظيم داعش الارهابي الا يخط اخر سطوره بسلسة من الهجمات الفاشلة التي لم يكتب لها النجاح الا في وسائل الاعلام الداعمة له.
حيث أكد مصدر عسكري سوري لمراسل موقع الوقت الاخباري في سوريا، أن كل ماحصل خلال الـ ٤٨ ساعة الماضية في ريفيي حمص ودير الزور، لم يكن اكثر من كركبة اعلامية استغلت بعض التحركات المسلحة التي تحاول ارباك القيادة العسكرية في المنطقة الوسطى ،وتأخير عمليات الجيش السوري شرق الفرات، بالاضافة الى مساعي تنظيم داعش الارهابي للظهور بمظهر القادر على الهجوم وقلب الطاولة، على الجيش السوري وحلفائه.
فشل “غزوة العدناني” على محور السخنة- الشولا
والبداية من “غزوة العدناني”، حيث شن تنظيم داعش الاهابي هجوم عنيف على الجيش السوري وحلفائه المتمركزين على الطريق الدولي دير الزور- تدمر في منطقة الشولا وكباجب بعمق البادية السورية، واستغل التنظيم الارهابي زخم نشر كلمة لزعيمه أبو بكر البغدادي، ليطلق أوسع هجوم منظّم على نقاط ومواقع الجيش الممتدة بين ريفي حمص ودير الزور، تحت اسم “غزوة أبو محمد العدناني”، وهو المتحدّث السابق باسم التنظيم، والذي قتل في ريف حلب في آب من العام الفائت، وتركزت المواجهات في تلال السخنة ومنها نحو بلدات الشولا و كباجب والمالحة المؤدية لمدخل دير الزور الجنوبي والتي تساعد على قطع الطريق الحيوي، الذي فتحه الجيش السوري نحو المدينة القادم من العاصمة والمنطقة الوسطى، اذ يهدف التنظيم الارهابي من هجومه على طريق السخنة — دير الزور إلى قطع الطريق الاستراتيجي ومحاصرة القوات المتواجدة على جوانبه، إضافة لمنع وصول السيارات والعربات نحو المدينة التي تجري فيها عمليات عسكرية.
واستطاع التنظيم الارهابي شن هجوم مكثف من عمق الاراضي الخاضعة لسيطرته نحو بلدة الشولا وتمكن من ارباك القوات السورية المتمركزة في تلك المنطقة، نتيجة لضغط الهجوم بعدد كبير من الانتحاريين والمفخخات، واستهداف أكثر من عشرة مواقع في الوقت ذاته، نجح على اثر ذلك في السيطرة على بلدة الشولا والوصول إلى أطراف بلدة كباجب وهريبشة، والضغط على حميمة ومحطة “T الثالثة”، إلى جانب محاولة الوصول إلى السخنة عبر الضغط على تلال الهيل المحاذية للبلدة.
ولكن الجيش السوري تمكن خلال الساعات الماضية من استيعاب الهجوم الارهابي واطلق عمليتين عسكريتين متزامنتين الأولى من السخنة باتجاه الشولا، والثانية من جبل الثردة وأطراف مدينة دير الزور الغربية باتجاه كباجب، للتمكن القوات من الالتقاء في محيط كباجب بعد استعادة السيطرة على المواقع التي تسلل إليها التنظيم، وإنهاء الخرق الذي أحدثه، واعادة فرض سيطرته على كامل الطريق الدولي، وبات الاوتستراد سالكا امام حركة المرور بالاتجاهيين من وإلى دير الزور.
تأمين منطقة الثردات وتقدم شرق الفرات
وفي ريف دير الزور الجنوبي،خاضت وحدات من الجيش خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية من تنظيم داعش هاجمت بعض النقاط العسكرية بمنطقة الثردات على طريق الميادين-دير الزور، وقضت على العشرات من إرهابيي تنظيم داعش ودمرت 3 آليات مفخخة وأسلحة متنوعة واغتنام عربة مصفحة.
كذلك شهدت الضفة الشرقية لنهر الفرات محاولات فاشلة من تنظيم داعش الارهابي للسيطرة على نقاط الجيش السوري في المنطقة، وترك مقاتلي داعش مواقعهم للتحالف الامريكي شرق النهر دون قتال، وقاموا بالهجوم على الجيب الذي تمكن الجيش السوري من تحريره وفجروا ثلاث عربات مفخخة في محيط بلدات مرّاط ومظلوم وخشام، ولكن الجيش استطاع صدّ الهجوم والتقدم باتجاه قرية حطلة من الجهة الغربية وبلدة أبو عمر شرقاً
سلاح الطيران الحربي الروسي والسوري كان حاضرا ايضا في صد هجوم داعش سارع في تنفيذ عشرات الضربات على الخطوط الخلفية للمسلحين ومناطق الدعم والمساندة القادمة من مدينة الميادين وتمكن من إيقاف تدفق المهاجمين، فيما عملت مجموعات الإسناد البري على التصدي واستطاعت تكبيد تنظيم داعش الارهابي خسائر في الأفراد والعتاد وأجبرتها على التخلي عن المواقع التي دخلوا إليها.
افشال “غزة القريتين”
وفي محاولة بائسة للظهور اعلاميا بمظهر القوة والقدرة على شن هجمات في عمق مناطق سيطرة الجيش السوري، شنت خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش الارهابي هجوما فجر اليوم السبت، على نقاط للجيش السوري في محيط بلدة القريتين،في ريف حمص الشرقي، ولكن فشلت في احتلال المنطقة بعد استبلست وحدات الفرقة الثالثة التابعة للجيش السوري في صد الهجوم، ونفت دائرة الإعلام الحربي صحة الأنباء عن سيطرة داعش على بلدة القريتين، موضحة أن وحدات الجيش تمكنت من احباط الهجوم بالكامل.
المصدر / الوقت