مخاطر المشروبات المحلاة بالسكر الاصطناعي
صحة – الرأي –
توصل فريق دولي من الباحثين في جامعة بوسطن الاميركية ووحدة علم الأوبئة في جامعة كمبريدج، الى ان استهلاك المشروبات السكرية يؤدي الى وفاة نحو 5 ملايين شخص سنويا في جميع أنحاء العالم حسبما استندوا عليه في التقرير العالمي المفصل الأول عن تأثير المشروبات المحلاة بالسكر اصطناعيا.
كما خمّن الباحثون الوفيات والاعاقات الناجمة عن مرض السكري من النمط الثاني وأمراض القلب والسرطانات بسبب عادة استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة الرياضية، الشاي المحلى المثلج، أو العصائر الصناعية المحلاة المركزة التي تحتوي على ما لا يقل عن50 سعرة حرارية لكل 8 أونسة (الأونسة تساوي تقريبا 30 غرام) اي1500سعرة حرارية، وتم استبعاد عصائر الفاكهة الطبيعية الخالصة تماما.
ووجد الباحثون أن الاستهلاك المعتاد للمشروبات المحلاة بالسكر كان مرتبطا بشكل ايجابي مع حدوث داء السكري من النوع 2 بغض النظر عن حالات السمنة.
وكان الارتباط بين المشروبات المحلاة اصطناعيا أو عصير الفاكهة والسكري نوع 2 ايجابيا، وبالتالي خلصت الدراسة الى ان هذه المشروبات من غير المرجح أن تكون بدائل صحية للمشروبات المحلاة بالسكر الطبيعي للوقاية من مرض السكري من
النوع 2.
بيانات وتحليلات
يقول الدكتور درويش مظفريان، مؤلف الدراسة وعميد جامعة فريدمان لعلوم التغذية في جامعة بوسطن: “الكثيرمن البلدان في العالم تواجه العديد من الوفيات التي تحدث جراء الافراط بنظام غذائي واحد يرتكز في الأساس على المشروبات المحلاة بالسكر الاصطناعي.
لذا ينبغي أن تكون هناك أولوية عالمية للحد بشكل كبير منه، أو القضاء على جميع المشروبات المحلاة بالسكر في النظام الغذائي والعمل على بث التوعية العالمية بمخاطره.”
وقد أجريت تقديرات الاستهلاك من تدقيق بيانات 62 دراسة استقصائية غذائية شملت اكثر من مليون شخص أجريت بين الاعوام من1980 الى 2010 في51 بلدا، الى جانب بيانات عن توافر السكر الوطني في 187 بلدا ومعلومات أخرى.
وقورنت النتائج باختلاف التنوع الجغرافي والجنس والعمر في مستويات استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر في مختلف الفئات السكانية.
واستنادا الى التحليلات الوصفية للأدلة المنشورة الأخرى عن الأضرار الصحية للمشروبات المحلاة بالسكر الاصطناعي، قام الباحثون بحساب التأثير المباشر على مرض السكري من النمط الثاني والآثار المرتبطة بالبدانة على أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
في العام 2010، قدّر الباحثون أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر قد يكون مسؤولا عن ما يقرب من:
مليون حالة وفاة بسبب مرض السكري بغض النظر عن حالة السمنة،750 الف حالة وفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، 900 الف حالة وفاة من السرطان.
يقول مظفريان: “بعض التغيرات الغذائية للسكان، مثل زيادة الفواكه والخضراوات، يمكن أن تكون صعبة بسبب الزراعة والتكاليف والتخزين وتعقيدات أخرى. ولا توجد فوائد صحية من المشروبات المحلاة بالسكر، والأثر المحتمل للحد من استهلاكها يندرج ضمن اطار انقاذ حياة مئات الآلاف من الوفيات كل
عام.”
تأثيرات ومعدلات
لا بد من الاشارة الى ان تأثير المشروبات المحلاة بالسكر يتفاوت كثيرا بين السكان. فقد بلغت أدنى نسبة لها في اليابان بعد ان وصلت الى أقل من1 بالمئة للذين تتجاوز أعمارهم65 عاما، الا انها وصلت الى اعلاها في المكسيك من بين 20 بلدا حيث وصلت الى30 بالمئة لمن تقل أعمارهم عن 45عاما. بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية مع ما يقدر بنحو نصف مليون حالة وفاة.
وسجل نحو76 بالمئة من الوفيات المقدرة المتعلقة بالشراب المحلى بالسكر في البلدان منخفضة أو متوسطة
الدخل.
وفي دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية، مثل المكسيك، تعد المشروبات السكرية محلية الصنع منتشرة بكثرة جدا وشعبية للغاية بحيث تستهلك بالاضافة الى باقي المشروبات المحلاة بالسكر المعدة تجاريا.
يقول الدكتور غايتنغ سينغ، استاذ علم التغذية في جامعة فريدمان: “من بين الدول العشرين التي سجلت أعلى معدلات الوفيات ذات الصلة بالسكر المحلاة بالسكر الاصطناعي، هي 8 بلدان على الأقل في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مما يعكس ارتفاع معدلات المدخول في تلك المناطق من العالم.
وبشكل عام، كانت نسبة الأمراض المزمنة التي تعزى الى المشروبات المحلاة بالسكر أعلى من النسبة المئوية لدى البالغين الأكبر سنا عن البالغين الأصغر سنا.”
ويؤكد مظفريان: “الأثر الصحي لتناول المشروبات المحلاة بالسكر على الشباب مهم، لأن الشباب الأصغر سنا يشكلون قطاعا كبيرا من القوى العاملة في العديد من البلدان، وبالتالي فان الأثر الاقتصادي للوفيات ذات الصلة بالسكريات والعصائر المحلاة بالسكر والاعاقة في هذه الفئة العمرية يمكن أن يكون كبيرا. كما يثير المخاوف بشأن المستقبل، وإذا استمر هؤلاء الشباب في استهلاك مستويات عالية منها مع تقدمهم في العمر فان آثار الاستهلاك المرتفع حتما تضاعف من آثار الشيخوخة، مما يؤدي الى ارتفاع معدلات الوفيات والعجز من أمراض القلب والسكري بغض النظر عن حالة السمنة كما نشهده الان.”