التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماهو هدف تركيا من عملية إدلب؟ 

وكالات – الرأي –
تقوم تركيا بعملية إدلب لتحقيق عدة اهداف، احدها منع التدخل العسكري لأمريكا تحت ذريعة مواجهة النصرة الامر الذي لن يصب في صالح أيٍ من الاطراف الاقليمية.

وافاد ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن السبت 7 اكتوبر بدء عملية الدخول الى ادلب تطبيقاً لاحد بنود اتفاق آستانة حول مناطق خفض التوتر.

تم التوصل في اجتماع آستانة 6 الذي شكل نقطة تحول في اجتماعات دراسة العملية السياسية العسكرية في سوريا والمساعدة على التوصل لتسوية ازمة هذا البلد، الى اتفاقات مهمة كانت عبارة عن التوقيع على اتفاقية مناطق خفض التوتر الاربعة تشمل المناطق التالية:

مناطق من محافظة إدلب

اجزاء من محافظة اللاذقية وحلب وحماه

مناطق من درعا والقنيطرة

اجزاء من محافظة حمص ودمشق والغوطة الشرقية

ووفق ذلك الاتفاق، تم تسليم توفير الامن والاشراف على عملية وقف اطلاق النار وايجاد واستمرار مناطق خفض التوتر في المناطق الاربعة المذكورة، الى الدول الضامنة لوقف اطلاق النار اي روسيا وتركيا وايران.

محافظة ادلب وبسبب تواجد مجموعات مسلحة مدعومة من قبل انقرة تم تسليمها الى تركيا لتشرف على وتيرة وقف اطلاق النار في هذه المنطقة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة.

تحدث اردوغان الشهر الفائت في تصريحات عن قبول ايران وروسيا وتركيا لعملية ادلب ونوه الى ان انقرة وطهران وموسكو لاتختلف حول مصير هذه المدن والاتفاق حول هذه المناطق سيستمر كالسابق دون أية مشاكل.

اردوغان قال يوم امس خلال اجتماع للحزب الحاكم “العدالة والتنمية” بالتزامن مع بدء عملية الجيش التركي في ادلب، نتخذ المشروع الجديد لتحقيق الامن في ادلب في اطار تطوير “درع الفرات” وهناك تحركات جدية اليوم في ادلب ستستمر خلال المراحل المقبلة، الجيش التركي لن يتدخل في ادلب بل “الجيش الحر” الذي سيدير هذه العملية، ستحظى عملية “الجيش الحر” في ادلب بدعم جوي روسي ودعم بري من قبل الجيش التركي في داخل الحدود التركية.

ووفق تصريحات اردوغان، ستحدث هذه العملية بدعم جوي روسي ودعم بري تركي بمركزية “الجيش الحر”، وسيتولى الامن داخل حدود ادلب وخارجها روسيا.

لكن أهمية إدلب لتركيا اين تمكن؟

محافظة ادلب احدى اكبر محافظات سوريا يتراوح عدد سكانها بين مليون ونصف المليون ومليوني نسمة، تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة منذ عام 2015، مجموعات مسلحة كـ “نور الدين الزنكي” واحرار الشام والجيش الحر وفليق الشام وتحرير الشام (جبهة النصرة) حيث تتلقى جميعها دعم من تركيا ماعدا تحرير الشام.

تحولت ادلب خلال السنوات الماضية الى منطقة دخلت اليها مجموعات مسلحة من مناطق سورية مختلفة و توجه آخرها خلال الاشهر الاخيرة بعد سيطرة الجيش السوري على حلب، حيث يتجمع فيها في الوقت الراهن 67 بالمئة من ارهابيي سوريا ماعدا داعش في هذه المنطقة حسب ماقاله الأميرال التركي المتقاعد “سونر بلات”.

بلات نوه في هذا الخصوص الى ان عملية الجيش التركي الجديدة في ادلب والتي تحظى بدعم تركي، تهدف الى منع التدخل الامريكي في ادلب تحت ذريعة مواجهة النصرة والقاعدة.

وحول اهمية ادلب لتركيا أشار الى انه بالاضافة الى ضرورة الحفاظ على وقف اطلاق النار في ادلب كأهم مناطق الصراع في سوريا، جوارها لمنطقة عفرين ايضاً مهم جدا لتركيا، حيث سيتم عبر تواجد تركيا في ادلب منع تواجد اكراد “البي واي دي” أو “واي بي جي” المدهومة من قبل “البي كي كي”.

عفرين اليوم محاصرة من الغرب والشمال من قبل الجيش التركي ومن الجنوب والشرق(الباب) ستحاصر بدعم من قبل الجيش الحر المدعوم تركياً، ان هذه القضية مهمة جداً بالنسبة لتركيا لأنه لن تسمح بتشكيل كانتون كردي جنوب تركيا.

وحول هذا الامر أشار الصحفي التركي في صحيفة خبر التركية “مراد غورغن” الى اهمية ادلب لتركيا، لفت الى انه في اطار هذه العملية سيستقر 500 عسكري تركي وروسي كمراقب على مناطق وقف اطلاق النار في ادلب وايجاد خطوط فصل بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة تجنبا لوقوع اشتباك في هذه المنطقة.

ووفق التقارير ستدخل الى ادلب قوات الجيش التركي من منطقة قيصرية والقوات المتواجدة في الباب تحت مسمى عملية درع الفرات وقوات اخرى من منطقة ملطية جنوب شرق تركيا.

وفي الوقت الراهن تتواجد معظم المجموعات المسلحة في ادلب في اطار هيئة تحرير التي تضم 25 الف عنصر مسلح.

ويتوقع غورغن ان الجيش التركي لن يدخل في عمق ادلب اكثر من 5 كيلومتر وسيوفر امن المنطقة مع المجموعات المرافقة لتركيا.

وفي هذا الشأن يمكن القول ان جزءا من المجموعات المسلحة سيتولى مهمة توفير الامن في المدينة عبر القاء سلاحه وعدم مواجهة الجيش السوري.

نتيجة

تنفذ هذه العملية لتحقيق هدفين الاول، منع التدخل الامريكي تحت ذريعة مواجهة النصرة الامر الذي لن يصب في مصلحة أيٍ من الاطراف الاقليمية، الثاني، منع تشكيل كانتون في شمال سوريا من قبل الاكراد هذا البلد الامر الذي سيحدث عبر حصار عفرين.

كما اعلنت تركيا ان منع وقوع اشتباكات في هذه المنطقة والتي ستؤدي الى توجه المهجرين بأفواج من ادلب الى تركيا، يعتبر هدفا انسانيا.

وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اكد يوم امس في حوار مع قناة “ان تي في” أنّ هدف بلاده من نشر قوات في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، يتمثل في “وقف الاشتباكات تماما والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد”.

بالنظر الى اتفاق آستانة وعدم تعليق الحكومة السورية على الخطوة التركية، يبدو ان هذه العملية تحدث بالتنسيق الكامل مع روسيا وايران وسوريا ايضاً الامر الذي سيمنع تواجد امريكا في هذه المنطقة تحت ذريعة تواجد النصرة فيها والذي كان يحتمل حدوثه بعد عملية الرقة.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق