وقوف عند تصريحات ليبرمان.. رعب الثالوث الذهبيّ
كتب معلِّق الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “معاريف” العبرية، “يوسي ملمان”، مقالاً تحدث فيه عن تصريحات وزير جيش الاحتلال “أفيغدور ليبرمان”، حيث اعتبر “ملمان” أن الأخير أراد الإشارة إلى فكرة مفادها أن “إسرائيل حاولت منذ حرب لبنان الأولى في عام 1982، التمييز بين أطياف الشعب اللبناني”، مشيرا “أن هذا الاتجاه استمر في حرب لبنان الثانية، في عام 2006، عندما ميزت إسرائيل بين حزب الله والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني.”
وأضاف: “كانت ضربات الجيش الإسرائيلي موجهة ضد حزب الله، وبذلت محاولة للحد من الأضرار التي لحقت بلبنان، ولكن في السنوات الأخيرة فهم الجيش الإسرائيلي أن حزب الله والجيش اللبناني هما نفس الشيء. نحن لسنا بحاجة إلى معلومات استخباراتية دقيقة. الرئيس اللبناني ميشال عون قال هذا نفسه”.
وبحسب معاريف، فإنه “على خلفية الحرب في سوريا، زاد حزب الله والجيش اللبناني من تعاونهما، وخاصة في الكفاح ضد تنظيم داعش.”
واعتبر “ملمان” أنه من الواضح “للجيش الإسرائيلي” في حالة نشوب حرب مع حزب الله، أن الحزب سيحاول فتح جبهة ثانية ضد “إسرائيل” من الحدود السورية. في تبنّ منه لفكرة ليبرمان الذي اعتبر أن حزب الله والجيشين اللبناني والسوري، أصبحوا منظومةً واحدة، والحرب المقبلة في الشمال ستكون ضدَّ سوريا ولبنان، وليس ضدَّ حزب الله بمفرده”.
قائد الجيش أكد على مواجهة العدو الصهيوني
على صعيد متّصل، كان قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون قد حثّ جنوده “أن يكونوا على أتمّ الاستعداد على الحدود الجنوبية لمواجهة ما يبيّت له العدوّ الإسرائيلي من أطماع ومخطّطاتٍ تخريبية”، ودعى في وقت آخر الوحدات العسكرية لمواجهة “إرهاب الدولة التي تقوم به اسرائيل، وخرقها للقرار 1701″، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في شهر آب عام 2006، والذي أنهى الحرب “الإسرائيلية” على لبنان، مضيفا “لقد عززنا انتشار الجيش في الجنوب وحرصنا على التعاون مع [قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان] اليونيفيل”.
مصدر عسكري يرد على ليبرمان
يؤكّد الجيش اللبناني جهوزيّته لأيّ مواجهة قد تحصل على الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية، وفي سياق تعليقه على كلام ليبرمان، أكّد مصدرٌ عسكري لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية أنّ كلام وزير الدفاع الإسرائيلي “يحمل تناقضات تصل الى درجة لا تُؤخَذ على محمل الجدّ.”
وقال: “لقد إعتبر ليبرمان أنّ الجيش اللبناني أصبح جزءاً لا يتجزّأ من منظومة حزب الله، وهذا كلام يتنافى مع الواقع كلياً، فالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا يقدّمان مساعداتٍ عسكرية سخيّة للجيش اللبناني وهما يؤكّدان إستمرارَ تسليحه ويعبّران عن ثقتهما الدائمة به، فهل تُسلّح واشنطن ولندن حزب الله وفق كلام ليبرمان، وهل يملك معطياتٍ لا توجد عند هاتين الدولتين الكبيرتين؟”
وشدّد المصدر على “أنّ الجيش اللبناني يملك إستقلاليةً كاملة ويخضع لقرار السلطة السياسية، وقيادتُه هي مَن ترسم سياسته العسكرية ولا أحدَ سواها، وهو أثبت جهوزيّته لحماية الحدود الشرقية من الإرهاب، وهو جاهزٌ أيضاً لحماية الحدود الجنوبية إذا قرّرت إسرائيل شنّ أيّ حرب على لبنان، فمهمتُه الأساسية حماية كل الأراضي اللبنانية.”
أسباب الربط بين الجهتين
وحسب صحيفة الجمهورية، يأتي كلام وزير الدفاع “الإسرائيلي”، حسب مصادر عسكريّة، في إطار الحملة المعلنة التي تشنّها “إسرائيل” ضد الدولة اللبنانية بعدما دأبت خلال الفترة الأخيرة على الربط بين الجيش اللبناني وحزب الله. وذلك للأسباب التالية:
– ضربُ التنسيق والتعاون الكبيرَين القائمَين بين الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، خصوصاً بعد زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الناجحة للناقورة.
– فشلُ “إسرائيل” في إمرار تعديل قواعد الاشتباك التي نصّ عليها القرار 1701 ونجاح الجيش في سحب الذرائع “الإسرائيلية” عبر نشر وحدات عسكرية جديدة جنوب نهر الليطاني.
– الإنجازُ الكبير الذي حقّقه الجيش في معركة “فجر الجرود” والكفاية القتالية العالية التي أظهرتها الوحداتُ العسكرية اللبنانية، ما أثار المخاوفَ “الإسرائيلية”.
– اعتقادُ تل أبيب أنّ الدمجَ بين الجيش اللبناني وحزب الله يعطيها المبرِّر لضرب الدولة اللبنانية مؤسساتٍ وبنى تحتية، ما يتيح لها تحقيقَ انتصارٍ في أيِّ حرب مقبلة.
الجدير ذكره أن ثالوث المقاومة الذهبي أي الجيش والشعب والمقاومة هو الذي لطالما قهر العدو ومنعه من تحقيق أغراضه ومؤامراته المشبوهة، وحقق توازن الرعب والردع وأجبر “اسرائيل” على التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي مغامرة حمقاء قد تكون سببا في نهايتها والقضاء على جبروتها وطغيانها.
المصدر / الوقت