لأجل “اسرائيل” ..أمريكا تنسحب من اليونيسكو
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، متهمة المؤسسة الدولية بأنها معادية لإسرائيل.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن “القرار لم يتَّخذ بسهولة، ويسلط الضوء على مخاوف الولايات المتحدة من تزايد ديون يونيسكو، وضرورة إجراء إصلاحات جذرية في المنظمة، ومن استمرار الانحياز ضد إسرائيل في يونيسكو”، وأضافت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إن الولايات المتحدة ستشكل “بعثة بصفة مراقب” لتحل محل بعثتها في الوكالة التي تتخذ من باريس مقرًّا لها.
الأمم المتحدة واليونيسكو تعرب عن أسفها
من جانبها أدانت المديرة العام للمنظمة، إيرينا بوكوفا، القرار الأمريكي واعربت عن أسفها العميق لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من هذه الوكالة الدولية، معتبرة أنه “خسارة للتعددية”، واضافت بوكوفا في بيان: “بعد تلقي إخطار رسمي من وزير الخارجية الأميركي، السيد ريكس تيلرسون، فإنني أرغب كمديرة لـيونيسكو أن أعبِّـر عن الأسف العميق لقرار الولايات المتحدة الأميركية، الانسحاب من يونيسكو”.
كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، عن “أسفه” للقرار الأمريكي، وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم غوتيريش، في تصريحات إعلامية بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، إن “الأمين العام يأسف لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اليونسكو”، وأضاف: “لكننا مستمرون في التنسيق مع الإدارة الأمريكية بشأن العديد من القضايا، وسنواصل ذلك من أجل التأكد من الوصول إلى أهدافنا المشتركة التي نعمل من أجلها”.
كما اعربت فرنسا التي تستضيف مقر منظمة اليونسكو والساعية الى تولي رئاستها عن اسفها من القرار الأمريكي بالانسحاب من المنظمة الدولية، وقالت انييس روماتات اسباني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية: “نحن نأسف للقرار الامريكي بالانسحاب من اليونسكو في وقت يعتبر فيه دعم المجتمع الدولي لهذه المنظمة اساسي”، واضافت “ان ترشحنا للادارة العامة للمنظمة يتخذ في ظل هذه الظروف معنى جديدا”، وتابعت ان اليونسكو “بحاجة اكثر من اي وقت آخر لمشروع تجد فيه كل الدول الاعضاء ضالتها ويستعيد الثقة ويتجاوز الخلافات السياسية”.
اسرائيل ترحب وتعد للانسحاب على خطى واشنطن
من جانبه، رحب رئيس الوزراء نتنياهو بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اليونسكو. وقال: “هذا القرار شجاع وأخلاقي لأن منظمة اليونسكو أصبحت مسرح عبث، وبدلا من الحفاظ على التاريخ قامت بتشويهه”. كما قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بالإعداد لانسحاب إسرائيل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة اليوم.
خلفية القرار الأمريكي
وكانت اليونيسكو منحت فلسطين في عام 2011 عضوية كاملة في المنظمة مما أثار حفيظة واشنطن، و توقفت بعدها الولايات المتحدة عن تمويل المنظمة، حيث تقدم أمريكا نحو 70 مليون دولار إلى اليونسكو أي ما يقدر بنحو 22 في المئة من ميزانية المنظمة، وكانت اليونيسكو انذاك أول منظمة تابعة للامم المتحدة تقر عضوية كاملة لفلسطين.
وقبل أشهر صوت أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في قرار جديد اعتبر إسرائيل محتلة للقدس، ورفض سيادة الأخيرة عليها.
وتلى ذلك قرار اليونسكو في السابع من تموز/يوليو من العام الحالي بإدراج مدينة الخليل القديمة على قائمة التراث العالمي المهدّد، واستخدمت اليونسكو في قرارها التسمية الإنجليزية للمدينة Hebron، وكذلك التسمية العربية الخليل.
كما اعتمد المجلس التنفيذي لـ”اليونسكو” في 18 أكتوبر/تشرين أول الماضي، قرار “فلسطين المحتلة”، ونص القرار على “وجوب التزام إسرائيل بصون سلامة (المسجد الأقصى/الحرم الشريف) وأصالته وتراثه الثقافي وفقاً للوضع التاريخي الذي كان قائماً، بوصفه موقعاً إسلامياً مقدساً مخصصاً للعبادة”. –
حادثة مماثلة
وهذا ليست المرة الأولى التي تنسحب منها واشنطن من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، اذ عادت أمريكا إلى عضوية منظمة اليونسكو عام 2003 بعد ان انسحبت منها في عام 1984 بسبب ما وصفته الخارجية الأمريكية بتعارض بين اهداف المنظمة والسياسة الخارجية الأمريكية، كما يحظر قانونان أمريكيان اعتمدا في مطلع التسعينيات تمويل وكالة متخصصة في الأمم المتحدة تقبل فلسطين كدولة كاملة العضوية. وتقر مصادر في اليونسكو بانه “ليس هناك اية فرصة أن يقوم كونغرس يسيطر عليه جمهوريون بتعديل هذا القانون.
وتأسست منظمة اليونيسكو العام 1945، وتتألف حتى قبل إعلان أمريكا انسحابها من 193 دولة عضوًا. وللمنظمة خمسة برامج أساسية هي “التربية والتعليم” و”العلوم الطبيعية” و”العلوم الإنسانية والاجتماعية” و”الثقافة”، “الاتصالات والإعلام”، وتدعم المنظمة العديد من المشاريع، من بينها اتفاقات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان.
المصدر / الوقت