التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الکيان الإسرائيلي مجددا في الجنوب السوري.. الأهداف والمخاوف! 

الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على طول الخارطة السورية، والتوقعات بقرب انتهاء الأزمة السورية إضافة إلى القلق من الوجود الإيراني القوي في تلك الساحة هي من الأسباب التي تجعل الكيان الإسرائيلي يبادر لبعض الخطوات في الجبهة الجنوبية لسوريا سعيا لتثبيت منطقة عازل تبعد محور المقاومة عن حدوده.

لذلك ومنذ بداية الأزمة السورية برز وبشكل واضح التنسيق بين جيش الكيان والجماعات الإرهابية في الجنوب السوري، حيث دعم الكيان هذه المجموعات بمختلف الأشكال عسكريا ولوجستيا ومعلوماتيا، وكان الهدف الإسرائيلي من هذا الأمر تشكيل منطقة عازلة تصل إلى محافظات درعا والسويداء السورية.

لم يتوان الكيان الإسرائيلي في تقديم كافة أشكال الدعم للجماعات الإرهابية المسلحة في الجنوب السوري، حيث تتحدث المعلومات الغربية عن أسلحة بعشرات ملايين الدولارات قدمت لهذه الجماعات إضافة إلى تأمين العلاج لجرحى هذه الجماعات وهم بالآلاف في مستشفيات الداخل، إضافة إلى الدعم والتنسيق المعلوماتي والاستخباراتي الذي وفره الجيش الإسرائيلي لهذه الجماعات.

اليوم ومع اقتراب الأزمة السورية من الحسم لصالح النظام المدعوم من محور المقاومة، يعود هذا الطرح (المنطقة العازلة) إلى الواجهة مجددا، حيث ونقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية قالت صحيفة التايمز البريطانية إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد بحث هذا الأمر بشكل منفصل خلال مباحثاته الأخيرة مع كل من الرئيس الأمريكي والروسي. وتقول الصحيفة إن الطرح الإسرائيلي يتحدث عن منطقة عازلة بعمق 30 ميلا ابتداءا من مرتفعات الجولان السوري المحتل.

من وجوه هذا الحراك الإسرائيلي المشروع الذي أعلن عنه جيش الكيان منذ أشهر تحت مسمى “الجيرة الحسنة” الذي يتعلق بدعم الجماعات الإرهابية في الجولان السوري المحتل، وهو يهدف إسرائيليا إلى تقديم العون لهذه الجماعات من أجل الصمود في مواجهة الجيش السوري وحلفائه. وتتحدث معلومات الصحافة العبرية عن تقديم ما يزيد عن 55 طن من الألبسة، 12 طن من الأحذية، 250 طن من الطعام، وما يزيد عن 465 ألف ليتر من الوقود لهذه الجماعات خلال الأشهر الماضية.

كل هذه المساعدات والحراك الدبلوماسي الإسرائيلي إن دلّ على أمر فهو يؤكد الخوف والرعب الإسرائيلي من إمكانية وصول قوى محور المقاومة إلى حدوده الشرقية. وهذا الأمر يقلق أمريكا أيضا التي طلبت من الروس وضع المنطقة تحت قرار وقف النار حفاظا على الجماعات الإرهابية التي لا تزال هناك وحماية للكيان الإسرائيلي.

الواقع أن الكيان الإسرائيلي ومن خلفه أمريكا وبعض الدول العربية الأخرى ومنذ اشتعال الأزمة السورية كان جلّ همهم هو إزاحة نظام الرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم، كون الرئيس الأسد يمثل حلقة أساسية ومفصلية في محور المقاومة، ويؤمن الاتصال بين طهران والمقاومة في لبنان. اليوم وبعد فشل المشروع العربي العبري بإزاحة الرئيس الأسد عن الحكم باتت الحكومة الإسرائيلية في مأزق أكبر فمحور المقاومة بات أقوى من أي وقت مضى وباتت إيران وحزب الله على حدود الكيان في جبهة الجولان السوري.

لذلك يسعى الكيان للحصول على مكسب ما في خضم الأزمة السورية قبل إعلان انتهائها. المكسب الذي يمكن تحقيقه حسب وجهة نظرهم هو فرض منطقة عازلة بمساعدة الجماعات الإرهابية التي تعادي نظام بشار الأسد. منطقة ستكون كفيلة بإبعاد قوى محور المقاومة عن حدوده حسب اعتقاده.

الحديث عن عقوبات أمريكية جديدة على طهران ووضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية وملف العقوبات على حزب الله إضافة إلى الدعم الإسرائيلي العلني لاستقلال كردستان العراق كلها خطوات استباقية في محاولة لإضعاف محور المقاومة وإشغاله بملفات تبعد نظره عن فلسطين المحتلة.

نستذكر هنا كلام السيد حسن نصر الله الذي توعّد الكيان الإسرائيلي بمقاتلين لبنانيين وغير لبنانيين في أي حرب قادمة، وهنا المقصود مقاتلين سوريين وعراقيين وإيرانيين وأفغان وباكستانيين. هذا الأمر بات واقعيا جدا خاصة بعد فتح الحدود العراقية السورية وتأمين الخط الواصل بين طهران ودمشق وصولا إلى بيروت.

واقعا لا يُلام الكيان الإسرائيلي على خوفه، فمنذ تحرير جنوب لبنان عام 2000م وخروجه منهزما من هناك إلى اليوم لم يتمكن الأخير من تحقيق أي انتصار على قوى محور المقاومة، وهزيمة المشروع العربي العبري الأمريكي في سوريا بمثابة الشعرة التي ستقسم ظهر الكيان في أي حرب قادمة. فهو يرى ويُدرك أن إيران وسوريا والعراق إضافة إلى لبنان باتوا على حدوده ولم يعد هناك من مانع من دخولهم أي حرب قادمة ضده.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق